أبوالحسن جلال ناصر الفضلي

يا أهل المناصب اعتدلوا أو اعتزلوا

أبوالحسن جلال ناصر الفضلي
السبت ، ٣٠ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١٠:٤٨ صباحاً

كم هو عظيم جرم الخائنين الخائبين الذين خانوا الأمانة و جانبوا الصيانة في أموال أهل الإسلام التي استرعاهم عليها الملك العلام فصاروا في الفساد من الأعلام و لا يغطي عورتهم ما يملكون من إعلام فمن ذا الذي في بغضهم يُلام؟!

فهم قوم شغفوا بالإمارة و اتبعوا النفس التي هي بالسوء أمَّارة و صار لهم في الفساد رايات و منارة!

ففي المناصب داموا و عن القيام بالواجب و الحق ناموا و بالباطل هاموا فاعوجوا و ما استقاموا.

فمن غرم إلى غرم و من جرم إلى جرم فزاد الغرام و انتشر الإجرام و تنافس الناس في الحرام.

فإذا طولبوا بالاستقالة ردوا بجهل و استطالة و زعموا أنها بدعة ضلالة!

ففي مذهب أهل الفساد و النذالة و الخيانة و الفسالة الاستقالة بدعة ضلالة!

لكن أكل أموال المسلمين بالباطل المهين و ظلم و اضطهاد المواطنين حق مبين!

و لو أنهم نظروا في سير النبلاء من العلماء و العقلاء و الحكماء و الفضلاء لوجدوا أنهم عدوا الإمارة من البلاء و أبوا قبولها أشد الإباء و ابتلوا بسبب ذلك أشد ابتلاء.

فمنهم سجين و منهم رهين و منهم أهين و هو ثابت مكين لا يتزحزح و لا يلين.

و منهم شريد و منهم طريد بل و منهم أبيد و هو عن الحق لا يحيد.

لأنهم لم ينظروا إليها نظرة قصيرة بل نظروا إليها بعين البصيرة.

فعلموا أنها صارت مغرما و ليست مغنما

علموا أنها صارت أمانة و ديانة و ليست خيانة و مهانة

علموا أنها حساب و نَصَب و عقاب و وَصَب

علموا أنها وقوف طويل بين يدي رب الأرباب و كل صغير و كبير مسطور في كتاب.

فلما علموا شرها و فتنتها و شررها و استبان لهم وعورتها و كشف الله لهم عورتها فروا منها فرارهم من الأسد و لم ينظروا إلى أهلها بعين الحسد فسلموا الروح و الجسد و سلكوا المسلك الأسدّ.

و لو سلك مسلكهم الخلف لكانوا خير اتباع للسلف و لجانبوا الهلاك و التلف.

فالمناصب لا يصلح لها إلا القوي الأمين

فلا يصلح قوي يخون و لا أمين يهون.

و نقولها ناصحين مجانبين مسلك المادحين لكل خائن مبين و ضعيف مهين:

(قد كثر شاكوك و قل شاكروك فإما اعتدلت و إما اعتزلت).

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)