الرئيسية > عيون الصحافة > ليبراسيون الفرنسية : اليمن.. دوامة جهنم

ليبراسيون الفرنسية : اليمن.. دوامة جهنم

ليبراسيون الفرنسية : اليمن.. دوامة جهنم

الحرب قسمت اليمن السعيد، حيث أصبح مسرحا للصراعات بين الجماعات والتحالفات المختلفة، ومعركة جديدة بالوكالة بين السعودية وإيران.

كلمات تلخص المقال الذي نشره الكاتب جان- بير بيران، في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، وسلط فيه الضوء على النتائج التي أدت إليها الحرب في اليمن.

 

وتحت عنوان (اليمن.. الدوامة الجهنمية) قال الكاتب: إنها حرب على جبهات متعددة، حرب العديد من الأطراف، حرب دينية أو عرقية أو عقائدية على حد سواء، حرب برية وجوية وبحرية أيضا.


وأوضح أن الحرب بمثابة اختبار ومواجهة للممثلين الخارجيين، حرب بمثابة مختبر لجميع الحركات الإسلامية، والنتيجة فوضى عارمة جعلت خريطة الصراع معقدة للغاية.


هذا الصيف، استعادت القوات الموالية للحكومة زمام المبادرة من خلال دعم جوي وبري قدمته المملكة العربية السعودية وحلفائها العرب في الخليج. يشير الكاتب


وأضاف "ومن ثم استطاعت كسب المعركة في عدن، ثاني أكبر مدينة في البلاد، حيث لا يزال الوضع غامضا، وباتت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، قادرة مؤخرا على العودة إلى البلاد بعد ستة أشهر من المنفى، وبعد ذلك استعادت هذه القوات خمس محافظات جنوبية.
 

قوات التحالف التي تعمل تحت القيادة السعودية، تحت اسم "المقاومة الشعبية”، تحاول ا?ن السيطرة على صنعاء والمضي قدما نحو البحر الأحمر – حيث مضيق باب المندب ا?ستراتيجي - لكن التقدم الذي أحرزته بطيء جدا.



مناطق جديدة لتنظيم القاعدة

قوات التحالف استطاعت مؤخرا السيطرة على مأرب في شرق اليمن، حيث نجد القوات الحكومية، تقاتل جنبا إلى جنب مع القوات السعودية المعززة بوحدات أخرى من التحالف العربي، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة.


في المقابل الخصم كذلك متعدد الطوائف فهو يجمع بين المتمردين الحوثيين (طائفة شيعية) من شمال البلاد، ظلت تعارض نظام علي عبد الله صالح لسنوات عديدة، وسيطرت العام الماضي على صنعاء وجزء كبير من البلاد، بالتحالف مع القوات الموالية للرئيس السابق صالح الذي أطيح به في الانتفاضة الشعبية عام 2011.

الاستيلاء على العاصمة، وتقدمم  الحوثيون نحو عدن تسبب في غضب الرياض التي أنشأت تحالفا عربيا تحت قيادتها يقصف البلاد منذ مارس الماضي، بما فيها العاصمة.
 


لكن اللعبة ليست بين هذين الخصمين فقط، فضعف السلطة المركزية والفوضى التي خلفها الصراع المتصاعد، استغله تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حيث نشط في جنوب وشرق البلاد، واستولى على مناطق جديدة.


القاعدة تسيطر ا?ن على جزء كبير من حضرموت والمكلا وبعض مديريات عدن، والمزيد من المناطق هنا وهناك.


ومنذ عدة أشهر ظهر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أيضا كقوة جديدة في المشهد اليمني، ويعتبر نفسه خصما لجميع المتصارعين الآخرين.
 


في الواقع، دعم السعودية للمقاومة الشعبية، الذي يقابله دعم إيران للحوثيين، يجعل من اليمن مسرحا آخر للمواجهة السعودية الإيرانية إلى جانب المسرح السوري. يقول الكاتب.


وأضاف السعودية تنظر دائما لليمن كملكية خاصة واحتلالها من قبل الحوثيين هو جزء من خطة شاملة من قبل طهران لتطويق الميليشيات الشيعية السعودية، في تصرف مشابه لحزب الله في لبنان.


وأكد بيران على أنه إذا كانت العملية العسكرية، الجوية والبرية تحظى بشعبية كبيرة في المملكة، فهي تمثل أيضا تحديا كبيرا، ففشلها سيضعف السلطة الحالية، التي تولت الحكم بعد وفاة الملك عبد الله في يناير الماضي، ولا سيما الشاب نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
 

أما بالنسبة لإيران- يشير الكاتب- اليمن ليست قضية سياسية داخلية، وليست مسرحا عسكريا ذي أولوية، كسوريا أو العراق، لكن النظام الإيراني لديه فرصة من خلال دعم الحوثيين واستخدامهم كورقة في مواجهة السعودية .

 

كما لفت إلى أن هناك ثمة انشقاقات داخل التحالف بين الجماعات الانفصالية في الجنوب والإسلاميين السنة، معتبراً أن هذه الانشقاقات من شأنها أن تجعل من استعادة القوات الحكومية وحلفائها السيطرة على صنعاء وتعز أمرا مستبعدا على الأرجح في المدى القريب.


وفي الختام اعتبر الكاتب، أن الحرب اليمنية سلطت الضوء على الأولوية بالنسبة للسعودية، فتحالفها مع الجماعات الإسلامية المتطرفة يؤكد أن مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للرياض هي القضية الشيعية.


كذلك رأى أن الصراع اليمني يعكس التغييرات الاستراتيجية الجارية في المنطقة، فالمملكة العربية السعودية أصبحت الآن قوة عسكرية تتولى قيادة العالم العربي وذلك بعد أن أضحت مصر فاقدة للإمكانيات وابتعدت عن الولايات المتحدة.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)