يقلب والد الفنان نادر الجرادي أوراق المحكمة والنيابة في قضية مقتل نجله الشاب الذي صمتت أغانيه للأبد برصاصة مسلح في سبتمبر الفائت بالعاصمة صنعاء.
تفاعل مندب برس حينها مع قضية مقتل فنان مع سبق الإصرار والترصد بعد أن غنى حتى لقاتله، هزت وجدان البلد الغارقٌ في جنون الموت والقتل ، لكن أن يقتل صانع الفرحة بتلك الطريقة البشعة دليل على عمق الهاوية حسب ما وصف وزير الثفافة اليمني الأسبق خالد الرويشان .
يروي والد الفنان نادر لجرادي الذي التقاه مندب برس وهو يحمل ملف أوراق ومحاكمات، يروي تداعيات مقتل نجله الشاب الذي ينتمي إلى منطقة بإب وسط اليمن ، وهي أرض خضراء وغزيرة شلالات المياه منها تشكل عذوبة الحان الفنان وصوته النادر .
مرت 3 أشهر ووالد نادر يبحث عن العدل تجاه قاتل نجله بين أروقة المحاكم ، قال انه قتل مع سبق الإصرار والترصد بعد ان كان يبهج أحد الأعراس في صنعاء ، يقول ان قرار المحكمة يتم تأجيله من يوم الى آخر .
يضيف" اختلف مع شقيق العريس على مبلغ 80 الف ريال (400 دولار أمريكي) بعد منتصف الليل ، وحين هم بالمغادرة ونهض من مكانه صوبه بطلقة كلاشنكوف في ظهره فأرداه قتيلا".
يشير الى أن القاتل وصل الى القضاء بعد أن سلم نفسه في اليوم التالي، وتم إيداعه السجن المركزي بصنعاء .
يبحث عن العدل في دولة انهكها الصراع وغابت السلطات القوية فيها ، يروي لمندب برس تزامن حضور المتهم بقتل نجله الى المحكمة مع هجوم مسلح ، ظن أن المقصود تهريب قاتل ولده ، ليكتشف انه شخص آخر ، يضيف "انا مستنفر جداً ولن أتنازل عن القصاص مهما كان".
نادر هو الإبن الثالث عشر للحاج ...يقول " نادر ابني احب أبنائي..مطيع لوالديه ..محب لاسرته واخوته ..لا ينسى اخوته من الهدايا والمصروف " .
انهارت الدموع من عينيه وهو يتحدث عن حلم ولده الذي لم يكتمل ، قال "نادر ابني متزوج 3 ثلاث زوجات ، ـنجب ولدين من 2 ، بسيط يسكن بيت للايجار..وكان معه توأم ماتوا ".
يروي آخر موقف بينه وبين نجله قال له قبل مقتله" اتمنى ان اموت قبلك والدي لكي لا أزعل لموتك "، يشير الى أن جثته ما تزال في الثلاجة حتى يتم تنفيذ الحكم العادل بحق الجاني، يستبعد قتل الصدفة وراء مقتل نجله وأن هناك من يقف وراء القتلة .
لا ينسى أن يوجه الشكر لكل الناس ، كما قدم شكره لمندب برس لإهتمامه بالقضية ولكل من كتبوا عن نادر ، لكل من يحمل فن وحب لهذه البلاد ، يتمنى ان تزول الغمة عن اليمن وأن يتوقف سفك الدم اليمني ، ما يزال يأمل بالعدالة والعدالة وحدها .
