الرئيسية > ثقافة وفنون > الدراما اليمنية.. حضور رمضاني محدود يفتقد لمقومات المنافسة

الدراما اليمنية.. حضور رمضاني محدود يفتقد لمقومات المنافسة

الدراما اليمنية.. حضور رمضاني محدود يفتقد لمقومات المنافسة

شهر رمضان المبارك كان بقعة الضوء الوحيدة للإنتاج الدرامي في اليمن، على الرغم من محدودية الأعمال المنتجة التي لم تصل إلى عشرة، وتواضع المضمون فنياً ونصاً، وعائداً مالياً على الفنانين والممثلين وفريق الإنتاج.

أمّا في ظل الحرب التي تشهدها البلاد منذ عام ونصف تقريباً، فإن الوضع زاد سوءاً، وبالأخص في ظل تراجع الرعاية الإعلامية وتخندق القنوات في مسار الصراع، لكن ذلك لم يُغيب الدراما اليمنية في رمضان بشكل نهائي بل كان هناك أعمال محدودة.

9-6-2016-4

- أبرز الأعمال

كالمعتاد تبرز قناة السعيدة الخاصة من خلال إنتاجها لأكثر من عمل درامي، مستفيدة من ابتعادها عن مسار الصراع في البلاد، الذي انعكس على احتفاظها بجمهورها والرعاة من الشركات التجارية، حيث أنتجت للعام الثامن على التوالي مسلسل "همي همك"، وهو مسلسل اجتماعي يحمل رسائل سياسية مبطنة، لكنه يتعرض لانتقادات بسبب ما يصفه ناشطون بالمبالغة في نقل صورة سطحية وغير حقيقية عن اليمنيين.

السعيدة أنتجت أيضاً أعمالاً درامية أخرى، منها "الصهير صابر"، و"أبواب مغلقة" الذي لاقى إشادات في مواقع التواصل الاجتماعي بصفته دراما اجتماعية تستحق المتابعة.

أما قناة "اليمن اليوم" التابعة لنجل الرئيس المخلوع علي صالح، فأنتجت مسلسل "فك لي أفك لك"، وهي دراما موجهة لم تخل من السياسة وموقف صالح في الصراع الدائر بالبلاد.

9-6-2016-6

قناة "يمن الشباب" الخاصة، المساندة للمقاومة الشعبية وللحكومة الشرعية، أنتجت مسلسل "هفة"، وهو عمل درامي غير موجه سياسياً، ولا يستهدف أي طرف، وإنما يحمل أهدافاً سامية أبرزها زرع الابتسامة في وجوه الناس، كما يقول مخرج العمل وليد العلفي، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

أمَّا قناة "سهيل" الخاصة والمملوكة لرجل الأعمال والسياسي اليمني حميد الأحمر، فأنتجت عملاً درامياً بعنوان "أنا أشتي أفهم"؛ يهدف لتسليط الضوء على جرائم مليشيات الانقلاب بحق الشعب اليمني بقالب كوميدي، على الرغم من تواضع الإمكانات الفنية للإنتاج.

- غزو إيراني

قناة اليمن بنسختها المسيطر عليها من قبل مليشيا الحوثي، أنتجت مسلسل "كله يهون"، وهو عمل موجه سياسياً، ولم تكتف بذلك بل بدأت بالترويج لمسلسل إيراني "يوسف الصديق".

أمّا بقية القنوات مثل "صنعاء" و"الشرعية" و"بلقيس" و"الساحات" و"المسيرة" و"اليمن الرسمية" بنسختها الشرعية، و"عدن" بنسختيها الانقلابية والشرعية، و"الإيمان"، فلم تنتج أي عمل درامي.

ويرى ناشطون أن الأعمال الدرامية اليمنية نسخ مكررة من موسم لآخر، تفتقد للفكرة الجديدة، والأسلوب المشوق، والإنتاج الفني المتطور.

كما أن الإنتاج الدرامي في اليمن لا يبدأ عادة إلا في نطاق زمني ضيق يسبق رمضان بأيام؛ بسبب البت في موضوع الرعاية الإعلانية، وسوء التحضير والتخطيط لدى إدارات المؤسسات الإعلامية، وهو ما يضع فريق الإنتاج تحت ضغوط كبيرة.

9-6-2016-8

- خارج المنافسة

الصحفية اليمنية المهتمة بالإنتاج الدرامي ريم جازم، عبرت عن أسفها لتواضع الإنتاج الدرامي في اليمن، ولأن الدراما اليمنية خارج المنافسة على الرغم من أهمية الدراما في نقل الصورة عن الواقع اليمني.

وفي حديثها لـ"الخليج أونلاين" أرجعت المستوى الضعيف للدراما اليمنية إلى كون الإنتاج يفتقد للمنافسة ولا يتجاوز هدفه، بل إنه يصل أحياناً إلى نوع من "استغفال المشاهد"، وفقاً لتعبيرها.

وأضافت جازم: "من الأسباب أيضاً عدم وجود ثقافة صناعة الدراما في اليمن، بمعنى أنه لا يوجد توجه من القطاع العام أو الخاص للاستثمار في هذا المجال".

9-6-2016-5

- الرعاية الإعلانية

الأستاذ بكلية الفنون الجميلة في جامعة الحديدة الفنان عمر عبد الله، أوضح أن أبرز الأسباب التي تقف وراء موسمية الإنتاج الدرامي في اليمن، هو أن الأعمال الدرامية تعتمد على الرعاية الإعلانية التي لا تحضر بشكل مكثف إلا في رمضان.

وأشار إلى أن إنتاج القنوات الخاصة أفضل بكثير من إنتاج القنوات الحكومية التي يسيطر عليها التوجيه السياسي، وتواضع المقابل المالي الذي يحصل عليه فريق الإنتاج، خصوصاً الممثلين.

وأضاف: "الدراما اليمنية محلية بإنتاجها وفكرتها ولهجتها، ولذلك من الصعب أن تجد مكاناً في المنافسة عربياً وإقليمياً، إلا إذا تجاوزت الأعمال النطاق المحلي".

- تواضع المردود المادي

الممثلون في اليمن غير متفرغين للتمثيل، ويكسبون مصدر معيشتهم من وظائف أخرى بسبب العائد المتواضع من التمثيل وقلة الأعمال الدرامية.

وتبرز معاناة أخرى هي تسلم المستحقات التي عادة ما تتهرب بعض الجهات، خصوصاً الحكومية، من تسليمها، وهو ما أكدته السنوات الماضية التي كانت تشهد وقفات احتجاجية للفنانين وفريق الإنتاج للإفراج عن مستحقاتهم.

ويرى مراقبون أن الدراما اليمنية بحاجة إلى مؤسسات متخصصة تستثمر في الإنتاج الدرامي بأفق منافس، يتجاوز المحلية، فضلاً عن الاهتمام بالمعاهد والكليات الخاصة بذلك.