لم تأت انتصارات الشرعية والتحالف النوعية في الساحل الغربي من باب المندب إلى المخا بين ليلة وضحاها بل ثمرة جهود أكثر من عام دُرّب وأُهّل خلاله عناصر المقاومة وأُمّن ما حُرّر من محافظات.
لم تفلح حشود الانقلابيون وتعزيزاتهم.. إذ تهاوت دفاعاتهم تحت ضربات الجيش الوطني وقوات التحالف، فبدأ ربيع انتصارات «الرمح الذهبي» على ساحل اليمن الغربي الممتد من باب المندب وحتى ميناء المخا.
دور محوري
لقد لعبت القوات الإماراتية دوراً محورياً ليس فقط في تأمين عدن والمحافظات المجاورة وتأهيل وتدريب عناصر المقاومة، بل البدء في المرحلة الثانية المتمثّلة في تحرير الساحل الغربي واستعادة الموانئ المهمة التي يسيطر عليها الحوثيون ويستخدمونها لتهريب الأسلحة وتأمين المياه الدولية.
خلال وقت قصير تمكنت قوات الجيش والأمن بإشراف ودعم الإمارات من إنهاء المرحلة الأولى وتأمين عدن والمحافظات المجاورة، وتأهيل وتدريب عناصر المقاومة ليكونوا جيشاً وطنياً نظامياً، ليتم الانتقال إلى ثاني المراحل وتحرير بقية المحافظات التي لا تزال بيد الانقلابيين، إذ تمّ التحرّك نحو أهم هذه المواقع الساحل الغربي لأهميته في تأمين المياه الدولية، ووقف إمدادات السلاح والمشتقّات النفطية للمتمرّدين.
جهود
ولم تقتصر جهود القوات الإماراتية على تأهيل وتدريب المقاومة بل كان جنودها في مقدمة الصفوف إلى قوات الجيش الوطني يخوضون معارك استعادة الساحل الغربي. يروي قائد أحد الكتائب المشاركة في معركة تحرير المخا علي عسكر، دور جنود الإمارات الرئيسي والبارز في قصف مواقع الميليشيات وجهودهم الجبّارة في الدعم والإسناد.
يحكي عسكر عن تقدّم الجنود الإماراتيين ونزولهم من على متن مدرعتهم لإسعاف جنديين أثناء معارك المخا رغم إطلاق النار الكثيف من قبل الحوثيين.. ليتمكّنوا من إجلاء المصابيْن وإسعافهما.
ويشيد الباحث والمحلّل الاستراتيجي علي صالح الخلاقي في تصريحات لـ«البيان»، بدور الإمارات في معارك الساحل الغربي ودورها الفاعل في الحسم، مضيفاً: «ذكرتنا هذه المعارك بمعارك تحرير عدن ولحج وأبين والضالع».
وأبت ذراع الإمارات الإنسانية «هيئة الهلال الأحمر» إلّا أن تكون صاحب دور مكمّل يغيث، إذ لعبت دوراً كبيراً في إيصال المساعدات إلى المناطق المحرّرة بتسيير القوافل رغم صعوبة الأوضاع الأمنية، ما أسهم في طمأنة سكان تلك المناطق.
