الرئيسية > شؤون دولية > مسؤولون عرب يطالبون بموقف موحد لوقف "تدخلات" إيران بالمنطقة

مسؤولون عرب يطالبون بموقف موحد لوقف "تدخلات" إيران بالمنطقة

جدد مسؤولون عرب، الأحد، اتهام إيران بإمداد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بالصواريخ، مطالبين بموقف عربي موحد لوقف تدخلات طهران في المنطقة العربية.

جاء ذلك في كلمات لهم خلال الاجتماع الوزاري العربي الطارئ المنعقد في مقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية، القاهرة، بدعوة من السعودية، لبحث "التدخلات الإيرانية في المنطقة".

وقال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في كلمته خلال الاجتماع الوزاري، إنه "تم إطلاق 332 صاروخا باليستيًا (من قبل الحوثيين) منذ بدء النزاع في اليمن".

وأضاف: "هذه الصواريخ تأتى من مصدر واحد هو إيران، وهي تدعم الكثير من الميلشيات داخل الدول العربية".

وفي هذا الصدد، اتهم أبو الغيط طهران بمخالفة قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالصواريخ الباليستية، وعدم تسليح الميليشيات.

وقال إن "الصاروخ الإيراني الصنع الذي استهدف العاصمة السعودية الرياض (في وقت سابق من الشهر الجاري) رسالة إيرانية واضحة في عدائيتها"، مشددا على أن تخلص المنطقة من مظاهر العنف والطائفية،"يقوم على تغيير النهج الإيراني تجاه الوطن العربي".

وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا تجاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض، تمكن الدفاع الجوي السعودي من اعتراضه، وعلى خلفية ذلك، وجهت السعودية هجوما حادا على إيران، واتهمتها بتزويد الحوثيين بمثل هذا الصواريخ.

لكن متحدث وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، وصف، عبر بيان، اتهامات السعودية لبلاده بأنها "اتهامات وهمية لا أساس لها من الصحة وكاذبة تماما".

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن "صواريخ إيران لم تحترم المقدسات الإسلامية في مكة"، في إشارة إلى إعلان المملكة اعتراض صاروخين باليستتين أطلقهما الحوثيون باتجاه مكه في يوليو/تموز 2017، وأكتوبر/تشرين الأول 2016.

وأشار الجبير، خلال كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي، إلى أن "المنطقة تتعرض لمخاطر جسيمة جراء تدخلات إيران، واعتداءاتها ضد السعودية".

وشدد على أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تلك الاعتداءات (...)، والعرب مطالبون بتحمل مسؤوليتهم االقومية".

ونفت إيران أكثر من مرة الاتهامات التي توجهها أطراف عربية ودولية لها بتزويد الحوثيين بصواريخ باليستية، فيما يقول الحوثيون إن تلك الصورايخ من صناعتهم.

في السياق ذاته، طالب وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، إيران بـ"الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".

وقال يوسف، في كلمة له أمام الاجتماع الوزاري العربي، إن "المطلوب حلولاً عاجلة ومعالجات ناجعة للتدخلات الإيرانية التي أخذت تستفحل في الآونة الأخيرة".

وأشار إلى أن "ما تعرضت له العاصمة السعودية الرياض من عمل عدواني من ميليشا الحوثي بإطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية، وما تعرضت له مملكة البحرين من تفجير أنابيب النفط

يشكل تطورا خطيرا يهدد أمن المنطقة والعالم بأسره ويقوض المساعي الرامية للاستقرار".

ودعا المجلس الوزاري العربي إلى أن يطلع بمسؤولياته، ويتخذ موقفا عربيا جماعيا في التصدي بكل حزم لحماية الأمن العربي والحفاظ على الأمن القومي للدول والشعوب العربية.

وفي الـ3 من الشهر الجاري، أعلنت البحرين عن تفجير استهدف أحد أنابيب النفط وسط البلاد، ملمحة إلى تورط إيران.

لكن قاسمي نفى أي علاقه لبلاده بهذا التفجير، قائلا عبر بيان: "عهد القاء اللوم على الآخرین، وتوجیه الاتهامات الصبیانیة، ولي من غیر رجعة".

بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في كلمته خلال الاجتماع، إن المساس بأمن دول الخليج خط أحمر، مشددا على التزام بلاده بدعم أمن واستقرار المنطقة.

وأضاف شكري: "على إيران مسؤولية لا شك فيها لاحترام سيادة الدول العربية والامتناع عن التدخل في شؤونها، والسعي لإقامة علاقات جوار أساسها احترام سيادة الدول، ومبدأ المواطنة، وتجنب إذكاء النعرات الطائفية والعرقية والمذهبية".

وأكد على رفض القاهرة لأي شكل من أشكال التواجد الأجنبي غير المشروع على أي أرض عربية، سواء من خلال محاولة إقامة قواعد عسكرية، أو الاعتماد على قوى محلية ذات ولاء خارجي، أو دعم التنظيمات الإرهابية.

واعتبر شكري أن "مبدأ حسن الجوار وإقامة علاقات تعاون بين الدول العربية ودول جوارها، بما فيها إيران، أمر مطلوب وضروري. لكن له شروط منها التوقف الكامل عن أي محاولة لتصدير أيديولوجيات

أو دعم ميليشيات خارجة عن القانون أو تنظيمات إرهابية، أو كيانات طائفية".

على الصعيد ذاته، دعا وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، لبنان تحمل المسؤولية الكاملة عن أعمال "حزب الله" ومايقوم به من اعتداءات بالدول المجاورة في العراق وسوريا واليمن والبحرين.

وقال آل خليفة، خلال كلمته أمام الوزاري العربي، إن هناك "تهديدات إيرانية للأمن القومي العربي".

وأشار إلى أن "إيران لها أذرع كثيرة في المنطقة ومنها حزب الله الإرهابي الموجود في سوريا والعراق".

وأكد على أن الفترة الحالية "تشهد تصعيدا خطيرا للممارسات الإيرانية تجاه البلدان العربية، وهذا يضع الدول الأعضاء في الجامعة العربية أمام مسؤولية كيفية صيانة الأمن القومي من خلال منظومة الجامعة خاصة أن إيران تقوم بتنفيذ تهديداتها من خلال أذرعها في المنطقة".

كانت السعودية طلبت، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب "من أجل بحث التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية".

وتتهم الرياض ودول خليجية وعربية أخرى طهران بـ"زعزعة استقرار دول عربية، بينها لبنان والعراق واليمن وسوريا، عبر أذرع موالية لها في تلك الدول"، وهو ما تنفي إيران صحته، مؤكدة "التزامها بعلاقات حسن جوار".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)