أكد رئيس مجلس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، أن ما حدث في العاصمة المؤقتة عدن، يعد انقلابا على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتمردا، انتهى بعد أن خسر الوطن الكثير من أبنائه العسكريين النجباء، من محافظة عدن وما حولها من المحافظات.
وأوضح أن الحكومة ستحتاج وبالتعاون مع التحالف العربي إلى جهود كثيرة لمنع تكرار ما حدث، مضيفا: "وإذا لم نقم بهذه الخطوات فأننا سنثبت للعالم أننا نتمتع بالشجاعة، لكننا لا نملك العقل".
وأكد بأن وراء أحداث عدن هدف، مؤكدا أن الشعب اليمني قد شب عن الطوق، وأنه يعرف الحقيقة، كما أن الإعلام الكاذب قد يشوه الحقيقة اليوم لكنه لا يستطيع إخفاءها إلى الأبد.
ولفت إلى أن المهمة اليوم هي رأب الصدع وتضميد الجراح والخروج من حالة الشحن السياسي والمناطقي، وبذل الجهد في الاهتمام بأسر كل الشهداء دون استثناء، والعناية بالجرحى جميعا.
وأكد أن تطبيع الحياة في عدن ورعاية مصالح المواطنين، وقيام مؤسسات الدولة بدورها في تقديم الخدمات ودعم الجهود الوطنية والقومية لاستعادة الدولة بدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تحظى بالأولوية في عمل الحكومة.
ودعا رئيس الوزراء، جميع القوى للقيام بمهمة وطنية عاجلة هي تجاوز الأزمة والتسامح والعمل على معالجة الجراح، التي خلفتها أحداث الثلاثة الأيام الأخيرة من الشهر الماضي، مشيرا إلى أن العدو أمام الجميع، ومن ظن أنه منتصر عسكرياً سيتجرع الهزيمة غداً، لكن على يد من لا يرحم.
وطالب بن دغر المملكة العربية السعودية منفردة، بإجراء تحقيق محايد، لكشف حقيقة ما حدث في عدن، أو تقوم به المملكة مع دول التحالف العربي مجتمعة.
وقال بن دغر: "نحن نثق في قيادة التحالف وفي دول التحالف، الحقيقة وحدها هي التي ستحدد سير العدالة، وتحمل المسؤولية من كان مسؤولاً عن هذه الأحداث، ومن كان سبباً في القتل والدمار الذي لحق بعدن وبأهلها واليمن وأهله".
وشدد على ضرورة التحقيق فيما جعلته عناصر الانقلاب والتمرد سبباً للانقضاض على الشرعية، وهو تهم الفساد، مقترحا على السعودية ودول التحالف إرسال خبراء ماليين عرب للتحقيق في هذا الإدعاء الكاذب الذي سوقته آلة إعلامية هائلة القوة، متعددة المنابر، مهدت للتمرد وروجت له، عربياً وعالمياً.
وقال بن دغر مخاطبا المجلس الانتقالي الجنوبي: "لقد قلنا لهم ولا زلنا نقول تحولوا إلى حزب سياسي، وادخلوا أول انتخابات وستفوزون، ولديكم فرصة كبيرة للوصول للسلطة في المحافظات الجنوبية والشرقية، وحينها تستطيعون إدارة حوار ونقاش مع بقية القوى الوطنية على مطالبكم. أما مجلس انتقالي ولديكم جيش وتريدون فرض إرادتكم بقوة السلاح فذلك سيصطدم بالشرعية التي ينبغي عليها الدفاع عن الدستور، والدفاع عن المصالح العليا للبلاد ومنها الوحدة، وحدة الأرض والشعب، لدى عبدربه عهد وذمة للشعب اليمني كرئيس لليمن، وهو الرئيس الوحيد في الوطن العربي الذي قدم لكم وللمجتمع اليمني مشروعاً اتحادياً تؤيده الأغلبية من أبناء الشعب اليمني، ويقف العالم مسانداً له".
وجدد دعمه لجهود اللجنة السعودية الإماراتية العسكرية المكلفة بفرض وقف شامل لإطلاق النار، موجها الشكر للتحالف العربي بقيادة المملكة على هذا الجهد الأخوي المطلوب، مؤكدا أن جهودهم تكللت بالنجاح، ونزع فتيل الفتنة، ومنع التمرد من الذهاب باليمن إلى المجهول.
وأكد أن الحكومة بدعم من التحالف منعت انهيارا شاملا للدولة، ودافعوا عن أمن اليمن والخليج، والأمن القومي العربي، مضيفا: :"من لا يرى الأمور على هذا النحو فلابد أنه قد فقد بصره وبصيرته".
وأشار إلى أن الحكومة تعمل الآن على عودة الأمور إلى طبيعتها في عدن وبقية المحافظات المحررة، مجددا العزم على استعادة السكينة العامة في المجتمع والأمن والاستقرار لعدن واليمن كلها، معقبا بالقول: "هذه ليست النهاية كما تصورها البعض، لمشروعنا الكبير في استعادة الدولة، والحفاظ على الجمهورية والوحدة دولة اتحادية".
واستطرد قائلا: "لدينا عدو واحد يجب أن توجه البنادق لصدره، وكل عمل يخالف ذلك، إنما هو ضرب من جنون أو مس من عقل، وفعل خطير، عواقبه وخيمة، وأخيراً ينبغي أن تشمل المصالحة كل الأطراف المعنية بهذه الأزمة، نعم كل الأطراف المعنية بهذه الأزمة لأن العدو واحد، والهدف مشترك".
