الرئيسية > اخبار وتقارير > هذه مواقف وزير الخارجية الأمريكي الجديد من قضايا العالم

هذه مواقف وزير الخارجية الأمريكي الجديد من قضايا العالم

باختيار مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، ليكون وزيراً للخارجية خلفاً لريكس تيلرسون، يكون الرئيس دونالد ترامب قد وضع العالم أمام تغيير جذري قد يطرأ على السياسة الخارجية الأمريكية.

فمن تيلرسون الذي يُوصف بأنه من الحمائم، إلى بومبيو، الذي يُعرف بأنه واحد من الصقور، قد يكون العالم على موعد مع تبدُّلات كبيرة في المواقف الأمريكية إزاء العديد من القضايا الحساسة.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أجملت في مقال للكاتب بول بايلر، الضابط المتقاعد في الـ"سي آي إيه"، وزميل مركز الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، مواقف بومبيو من تلك القضايا، معتبراً أن هذا التغيير يحمل أخباراً سيئة لأمريكا والعالم.

ويرى الكاتب أن اختيار بومبيو من قبل ترامب ليس من باب التقدير والموضوعية أو كونه رئيس استخبارات سابقاً، ولكن لأنه صاحب عادات أيديولوجية شرسة، وهو السبب الذي مكَّنه من تولي منصب رئيس الاستخبارات المركزية، وهو أكبر رئيس سياسي للوكالة منذ أيامِ ويليام كايسي في الثمانينيات.

ويُعتبر بومبيو -وفق الكاتب- أحد المدافعين المخلصين عن السيد ترامب، ويردِّد مواقفه في مسائل الأمن القومي والسياسة الخارجية، وربما يكون هذا السبب الرئيس في حصوله على وظيفة تيلرسون، ليكون رأس الدبلوماسية الأمريكية؛ إذ سيعزز توجهات الرئيس ترامب، الأكثر تدميراً بشأن العديد من القضايا الرئيسة.

- إيران

يُعتبر بومبيو من أكثر المؤيدين لسياسة ترامب بشأن الاتفاق النووي مع إيران؛ فلقد كان من أشد الرافضين للاتفاق عام 2015 في أثناء وجوده بالكونغرس، واستخدم كل السبل الممكنة من أجل تشويه هذا الاتفاق وتقويضه، وتحدَّث عن صفقات سرية خيالية كانت إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، قد عقدتها مع إيران، وقلَّل من تكاليف أي عملية عسكرية ضدها؛ بل وشبهها بتنظيم داعش، كما سعى لإثبات أن طهران متحالفة مع تنظيم القاعدة.

ويشبّه الكاتب، جهود بومبيو ضد إيران بجهود إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، التي سعت إلى إثبات تحالف مفترض بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة في أعقاب تفجيرات 11 سبتمبر 2001.

ويشير الكاتب إلى أن إيران هي القضية الوحيدة التي نجح فيها الوزير المقال ريكس تيلرسون، في الحدّ من تطلعات ترامب حولها، فلقد تمكَّن تيلرسون من إقناع ترامب بأهمية عدم رفض الاتفاق النووي؛ ومن هنا فإن تعيين بومبيو خلفاً لتيلرسون سيكون له تأثير مدمر على السياسة، كما قال.

- كوريا الشمالية

يُعتبر بومبيو من الصقور في مواقفهم المعلنة إزاء كوريا الشمالية وكيفية التعامل معها، فلقد دعا بومبيو إلى بحث سبل تغيير النظام، باعتباره السبيل الوحيد لحل مشكلة كوريا الشمالية.

وفي مقابلة لبومبيو، الأسبوع الماضي، على شاشة "فوكس نيوز"، قال إن الكوريين قبِلوا بالتفاوض؛ لأن اقتصادهم بات في خطر؛ ومن ثم فإن على الولايات المتحدة ألا تقدِّم أي تنازلات في أي مفاوضات.

هذه الوصفة، كما يقول الكاتب، هي وصفة للفشل أمام أي مفاوضات مقبلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، فنظام كيم جونغ-أون ليس على وشك الانهيار، وقد تدفع نصيحة بومبيو البلاد لخطر الحرب بدلاً من تجنُّب ذلك بالمفاوضات، المقررة في مايو المقبل.

- روسيا

في قضية روسيا وتدخُّل الكرملين بالانتخابات الأمريكية، كان لبومبيو موقف واضح عندما أعلن على الملأ أن مجتمع الاستخبارات في الولايات المتحدة يرى أن التدخل الروسي لم يؤثر على نتائج الانتخابات الأمريكية عام 2016، في وقت لم يُحسم هذا الأمر؛ ما دفعه إلى إصدار بيان في وقت لاحق، عدّل فيه بعض عباراته التي قالها خلال المقابلة الصحفية، ما يؤكد أن موقفه كان نابعاً من سعيه لحماية الرئيس، وليس بسبب نزاهة الانتخابات الأمريكية.

- اتفاقية المناخ

بالنسبة لموضوع تغيُّر المناخ، يرى بومبيو خلال مقابلة سابقة له، أن اتفاق باريس بشأن تغيير المناخ "مكلِّف"، رافضاً الحديث عن حقيقة تأثيرات التغييرات المناخية على الإنسان.

ويخلص الكاتب إلى القول إن بومبيو سيكون بمثابة صدى آخر لتوجُّهات ترامب، وسوف يعارض أي خطوات للحفاظ على الكوكب وبقائه صالحاً للسكن، فتيلرسون الذي أقاله ترامب هو أحد "الناضجين" في إدارته، وسبق له أن كبح جماح ترامب تجاه العديد من الأفعال السيئة، التي كان سيقْدم عليها، ويبدو أن استبداله سيشجعه على المضي في تنفيذ أفكاره.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)