الرئيسية > اخبار وتقارير > هزائم الساحل الغربي تعمق الصراع داخل جماعة الحوثي

هزائم الساحل الغربي تعمق الصراع داخل جماعة الحوثي

يبدو أن التطورات الميدانية الأخيرة، وخصوصا في الساحل الغربي، قد تسببت بالكثير من الإرباك والتخبط داخل جماعة الحوثي، أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما بدا واضحا في خطاب زعيم الجماعة الأخير، وكذا في التعاطي الإعلامي من قبل وسائل إعلام الجماعة مع الهزائم التي منيت بها الجماعة في الساحل الغربي.

 

فخلال الأيام القليلة الماضية، خسرت الجماعة مناطق مهمة في الساحل الغربي، وباتت ما يسمى بـ"القوات المشتركة" على أبواب مدينة الحديدة، التي تعتبر ثاني أهم المدن التي لا تزال تحت سيطرة المليشيا، وخسارتها تعني عزل الجماعة كليا عن العالم.

 

وفي سياق حالة الإرباك التي تعيشها الجماعة، حصل "المصدر أونلاين" على معلومات حصرية من داخل الجماعة، تؤكد أنها تعيش مرحلة من القلق والتوجس، وكذا التشظي الداخلي.

 

فقد أكد مصدر خاص داخل جماعة الحوثي يتواجد في صنعاء، أن هناك صوتا بدأ يتعالى بقوة داخل الجماعة، يدعو لوضع حد لنفوذ "الهاشميين"، بحجة أنهم يمارسون الفساد والظلم، ما تسبب في انعكاس ذلك على الميدان.

 

وبحسب المصدر، فإن "الهاشميين" في صنعاء، يتحملون مسؤولية الفساد الحاصل في مؤسسات الدولة، كونهم تولوا الكثير من المناصب، كما أنهم مسؤولين عن الفساد والنهب الحاصل في تلك المؤسسات.

 

ولفت المصدر الذي شدد على عدم ذكر اسمه، أن الهاشميين "خاربين"، وتسببوا في انتكاسة في مختلف الجبهات، بعد أن وصل فسادهم وظلمهم للجبهات.

 

وقال المصدر: "هؤلاء الهاشميين ينتسبون إلى آل البيت، وهم يمارسون الظلم والفساد باسم المسيرة القرآنية"، مؤكدا أن زعيم الجماعة، عازم على مواجهة هذا اللوبي بكل الوسائل.

 

إلى ذلك، باشر ناشطون ووسائل إعلام تابعة للجماعة بحملة تشهير ضد عدد من القيادات الهاشمية المتواجدين في صنعاء، وغيرها من المحافظات، ممن اتهموهم بالفساد باسم "المسيرة القرآنية".

 

ومن خلال استعراض الأسماء، يتضح أن معظمهم من الأسر الهاشمية، ممن تولوا مناصب في الحكومة، سواءا مدنية أو عسكرية، بعد سيطرة الجماعة على صنعاء.

 

وحول الوضع في الحديدة، قال المصدر، إن معظم المشرفين في المحافظة، فاسدين، ومتورطين في عمليات نهب وممارسة الظلم، لافتا إلى أن زعيم الجماعة وجه بتكليف شقيقه "عبد الخالق الحوثي" المكنى "أبو يونس"، بقيادة جبهة الساحل الغربي، مضيفا أن هذا الإجراء جاء بعد فشل القيادات السابقة في إدارة هذه الجبهة.

 

كما أوضح المصدر، أن زعيم الحوثيين أصدر تعميما عاجلا نصّ على الدفع بالمشرفين إلى جبهات القتال، وذلك بعد أن عجزوا عن الحشد لهذه الجبهة المهمة.

 

وقال إن التعميم قضى بأن يلتحق المشرفين المتواجدين في صنعاء وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة، والذين لم يسبق لهم المشاركة في عمليات عسكرية بجبهة الساحل الغربي، ومن يرفض وجه زعيم الجماعة باعتقاله.

 

وبالتزامن مع ذلك، نشرت وكالة إخبارية مملوكة للجماعة، خبرا قالت فيه إن المحكمة الجزائية المتخصصة بالعاصمة صنعاء، أصدرت مؤخرا حكما بإعدام 7 مشرفين حوثيين، بتهم متعددة منها "الخيانة الوطنية".

 

ويبدو أن هذا الإجراء يأتي في سياق عملية الترهيب التي تمارسها الجماعة على مشرفيها لدفعهم لحشد المقاتلين للجبهات، لمواجهة الانهيارات المتوالية التي تشهدها جبهات الساحل والوسط والشمال أيضا.

 

وتشير كل هذه المعطيات إلى أن الجماعة باتت تعاني من مأزق حقيقي، وأنها مقبلة على مرحلة الصراع الداخلي، بالتزامن مع الهزائم التي تتعرض لها في مختلف الجبهات.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)