الرئيسية > اخبار وتقارير > آخرها 20 مليار و 2000 راس غنم ..مافيا النهب في تعز تأكل الأخضر واليابس (تقرير)

آخرها 20 مليار و 2000 راس غنم ..مافيا النهب في تعز تأكل الأخضر واليابس (تقرير)

عاشت تعز فصولاً من المعاناة صنعها الانقلاب الحوثي المشؤم في الحادي والعشرين من سبتمبر/ ايلول 2014 ولازال بأثاره وأدواته يعبث بمقدرات وامكانات تعز بشكل مباشر عبر القصف والحصار وغير مباشر عبر مسلسل طويل من النهب والسلب طال كثير من المخصصات المرصودة للمحافظة من قبل الحكومة الشرعية ، كما عرج على  العديد من المؤسسات بما تحويه من تجهيزات وأثاث وأموال كان ينبغي الاحتفاظ بها لاعادة تطبيع الحياة وإعادة العمل بشكل انسيابي .

 

تجدون أدناه أهم وأكبر عمليات النهب التي تم الوصول لمعلومات مؤكدة تحضى بالموثيقية حولها ، ومن المتوقع ان تظهر معلومات لاحقة عن عمليات نهب جديدة لم يتم ذكرها  أما لعدم العلم بها حتى الان ، او لعدم كفاية المعلومات والأدلة التي تحضى بالموثيقية حولها، وسيتم نشرها في حال زوال هذه المعوقات ، وتم التأكد من وقوعها .

 

مخصصات الخدمات وإعادة الإعمار

 

خلال الفترات الاخيرة تم تخصيص مبالغ كبيرة لمحافظة تعز عبر المحافظ الجديد الدكتور امين محمود ، وأهمها 20 مليار تم رصدها لإعادة الاعمار ، وانتظر مواطنوا المحافظة صرفها على القطاعات الخدمية الحيوية كالصحة والتعليم والمياه لإعادة تأهيلها ، لكن أي من هذه القطاعات أو غيرها لم تمسها هذه الاموال ، وتم انفاقها على مشاريع وهمية وهامشية شملت تجديدات وتعديلات على مبنى المحافظة المؤقت (مكتب وزارة النفط) ، وعمل مطبات أمام المبنى وصل اجمالي المبالغ المنفقة فيها الى اكثر من 200 مليون ريال، كما تم طلاء واجهات مجموعة من المدارس والمؤسسات لا غير .

 

يؤكد عمليات النهب الواسعة لهذه المخصصات انه يتم رصد مبالغ خيالية ، في حين ان التنفيذ يمكن تقديره ما بين 15-25% من اجمالي المبلغ المعلن للمشروع ، وهناك حقائق مهمة تقدم نموذجاً فاضحاً لعمليات النهب المغلفة باسم "إعادة الاعمار" ، ففي مدرسة 14 اكتوبر بثعبات والتي لم تتضرر من الحرب تم رصد وانفاق 12 مليون ريال كترميم للمدرسة ، فيما لم تشمل الأعمال إلا إعادة طلائها،  وترميمات بسيطة لاتذكر ولاتتعدى 25% من المبلغ المذكور .

 

وبنظرة فاحصة للألية التي يتم بها ادارة ملف الاعمار فإن جميع المشاريع التي تم اعتمادها حتى الأن لم تخضع لأي دراسات فنية ، ولم يتم ارسائها على المقاولين بطريقة المناقصة ، وانما تذهب لمؤسسات وشركات مقاولات منتهية الصلاحية  ومعطلة (مثل دائرة الاشغال العسكرية) والتي بدورها تبحث عن مقاولين وتسلمهم المشاريع بدون أي مناقصات كذلك ، وكمثال على ذلك ما حدث مع نادي الضباط ، وادارة الامن .

 

هذا كله يؤكد عمليات النهب الواسعة التي تجري لأموال إعادة الاعمار ، إذ تذهب النسبة الأكبر منها إلى جيوب القائمين على إدارة هذا الملف الحساس .

 

كما تم رصد مخصصات أخرى لم تَسلم من عمليات النهب ، إذ تسلّم المحافظ مبلغ 200 مليون ريال من أحدى المجموعات التجارية مخصصة لانفاقها على نظافة المدينة ، لكن المبالغ اختفت كحلقة من حلقات مسلسل النهب الذي يجري في تعز ، اضف إلى ذلك 60 مليون ريال تم تسليمها المحافظ هي عبارة عن استقطاعات تمت من رواتب الموظفين ألزم جهاز الرقابة الجهات الرسمية باعادتها ، واستلمها محافظ المحافظة لتنظم الى سابقاتها ، فيما كان ينبغي أن تذهب الى الموظفين الذين تم استقطاعها من رواتبهم .

 

أضاحي الفقراء تذهب لجيوب الأغنياء

 

آخر ما توصلت اليه ابداعات الناهبين كان عدد 2000 راس من الغنم قدمتها إحدى المنظمات الاغاثية كاضاحي للمعوزين والفقراء في المحافظة  ولم تجد طريقها اليهم ، ولازال يلفُّ الامر غموضا مريباً عن الطريقة التي تمت بها عملية النهب ، إلا أن المؤكد في الأمر أن تعز لم يصلها من هذه الاضاحي شيئ في وقت كانت المحافظة في أشد الحاجة إليها بسبب الظروف الاقتصادية التي تطحن الناس ، وموجة الغلاء التي لم يشهد لها المواطن مثيلا وخاصة في أضاحي العيد .

 

سلل مركز الملك سلمان اختفت قبل أن تصل

 

مسلسل النهب كان قد عرَّج على حقوق فقراء ومعوزي المحافظة عبر نهب عدد 671.000 سلة غدائية مقدمة من مركز الملك سلمان من اصل 871.000 سلة اعلن إئتلاف الإغاثة في المحافظة انها استلم منها فقط 200.000 سلة ، ولم تقدم اللجنة العليا للاغاثة برئاسة الوزير فتح ، واللجنة الفرعية للإغاثة برئاسة المهندس رشاد الاكحلي ما يثبت تسليم الكمية الباقية لاي كيان أو جهة مختصة بالاعمال الإغاثية ، وكل ما دفعت به اللجنة هي رسالة موجهة منها للجمعيات والمؤسسات طالبتها برفع التقارير !! ومثل ذلك تجاهلاً واستهبالاً واضحاً لمطالبات مواطني المحافظة بالكشف عن وجهة هذه السلل الغذائية ، والتي كانت سترفع المعاناة عن شريحة واسعة من ابناء المحافظة وخاصة أثناء الحصار والذي واكبه توقف الرواتب ، وعدم توفر مصادر الدخل .

 

المتحف الوطني ، تاريخ يباع كخردة

 

في تعز طالت أيادي النهب المتحف الوطني الذي مقره قصر الإمام في منطقة العرضي ، وشملت عمليات النهب أدوات وتحف أغلبها من النحاس الخالص أو الفضة كانت مستخدمة في القصر خلال عصر الائمة ، ومن ضمن المنهوبات جنبية خاصة بالإمام يقدر سعرها بالملايين ، وبنادق قديمة ذات قيمة تاريخية ،  وبحسب وزير الثقافة ومديرها في تعز فإن قائد كتائب ابو العباس (عادل عبده فارع) الذي كان مسلحيه يحتلون المبنى اعترف لهما أن الجنبية والأثار والتحف محرزة لديه ، لكن ثمة أحداث لاحقة أكدت ان المنهوبات لم يتم إعادتها للمتحف الوطني ، وتم تسليم المبنى فارغاً، أضف إلى ذلك أنه تم القاء القبض على مهربين في سيارة من نوع "دينا" وبحوزتهم نحاسيات كانوا يعملون على تهريبها من المدينة  ، ومن المرجح أنها جزء من منهوبات المتحف الوطني ، وكانت في طريقها إلى عدن لبيعها لتجار المعادن والخردة هناك .

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)