الرئيسية > ثقافة وفنون > يمنيون يجدون سلواهم في السينما بعد سنوات من الحرب

يمنيون يجدون سلواهم في السينما بعد سنوات من الحرب

أقبل يمنيون على دار سينما مؤقتة، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في مدينة عدن قبل ما يزيد على ثلاثة أعوام، لمشاهدة جزء من حياتهم يعرضه فيلم سينمائي محلي.

 

ويتناول فيلم ”عشرة أيام قبل الزفة“ دراما مريرة لشاب وفتاة من المدينة الساحلية الواقعة في جنوب البلاد كادت أن تتعطل خطط زواجهما بسبب الحرب الأهلية ومصاعب أخرى.

 

وهذا هو أول فيلم يعرض في العلن منذ بدء الصراع وأول إنتاج يمني محلي منذ سنوات.

 

واستشعر جمهور الفيلم من الرجال والنساء أن القصة حقيقية لاسيما وأنه كان يشاهد الفيلم في قاعة تستخدم عادة في إقامة حفلات عرس حقيقية ومناسبات أخرى.

 

وقالت يمنية شاهدت الفيلم تدعى نور سريب ”عشنا مراحل هذا الفيلم. الفيلم يتحدث عن كل واحد، كل مشاهد يشوف الفيلم يحس انه جزء من هذا الفيلم“.

 

وتدور القصة حول العلاقة الرومانسية بين رشا ومأمون ثم تتفرع لتتناول قضايا أخرى أوسع منها الانهيار الاقتصادي في اليمن وآفاق إعادة بناء البلد بعد أحداث العنف التي شهدها.

 

ويعرض الفيلم معاناة أبطاله من انخفاض الدخول وارتفاع الأسعار، بما في ذلك المهور.

 

وأضافت سريب ”كلنا تبهدلنا بالحرب كلنا تأثرنا بهذه الحرب. كلنا نتمنى وعندنا طموحات ونتمنى أن هذه البلاد تتحسن وتتصلح أحسن. كلنا نطمح بأن نكون سعداء في هذه البلاد“.

 

* ”احنا معك

 

وتعرض اليمن للدمار بفعل صراع تخوض خلاله حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية حربا ضد جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران. ويسعى التحالف لطرد الحوثيين من العاصمة صنعاء وغيرها من المدن التي سيطرت عليها الجماعة عام 2014.

 

وتراجع العنف في عدن بعد أن استعادها مقاتلون موالون للحكومة اليمنية من قوات الحوثي في 2015، رغم أن المعارك اندلعت في عدن مرة أخرى أوائل هذا العام حين حارب انفصاليون جنوبيون القوات الحكومية.

 

ولا يزال احتمال شن مسلحين هجمات في الشوارع قائما، بما في ذلك هجمات من بعض الجماعات المتشددة المعارضة للسينما. كما تسبب التدهور الاقتصادي الذي نجم عن ضعف الريال اليمني في تفجر احتجاجات هذا الأسبوع شلّت النشاط في عدن والمناطق المجاورة.

 

وقال مخرج الفيلم عمر جمال إنه في مثل هذه البيئة لم يكن العثور على رعاة للفيلم بالأمر الهين.

 

وأضاف جمال ”كثير من الصعوبات واجهتنا، أساسها إيجاد رعاة لهذه الفكرة، الخوف اللي كان جاثم على قلوبنا منذ انتهاء حرب ٢٠١٥ ... البروباجندا (الدعاية) السيئة حول الانفلات الأمني في مدينة عدن اللي تخلي الواحد انه يخاف انه يقدم على أي شيء فني... لكن كان لابد ان إحنا تقاوم هذه الأفكار وننزل ونحاول“.

 

وتابع جمال قائلا ”اجتمعنا بالطاقم الفني وقلنا نشتغل قالوا الكل انه نشتغل الممثلين قالوا إحنا معك قلبا وقالبا ونزلنا وبدأوا نشتغل وفوجئنا انه الناس بالشارع احتضنتنا“.

 

وبدأ عرض الفيلم في عطلة عيد الأضحى الشهر الماضي وما زال يعرض منذ ذلك الحين.

 

وتقول الأمم المتحدة إن حرب اليمن أثارت أكبر أزمة إنسانية في العالم. وقالت جماعات حقوقية إن الطرفين نفذا هجمات عشوائية. وقُتل أكثر من عشرة آلاف شخص في الحرب التي تسببت أيضا في نشر الجوع والمرض.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار