الرئيسية > اخبار وتقارير > تحركات حوثية عسكرية كبيرة لتأمين "نهم" أقرب الجبهات إلى صنعاء بعد قبولهم التنازل في الحديدة

تحركات حوثية عسكرية كبيرة لتأمين "نهم" أقرب الجبهات إلى صنعاء بعد قبولهم التنازل في الحديدة

بالرغم من الريبة التي تسود في أوساط غالبية اليمنيين إزاء التزام الحوثيين بتنفيذ اتفاق الحديدة دون مماطلة أو التفاف، إلا أن الجماعة باتت في موقف صعب، لا تستطيع معه إلا المضي في تتفيذ الاتفاق، خصوصا بعد تصويت مجلس الأمن على القرار 2451، والذي يدعم جهود الأمم المتحدة لتنفيذ تلك التفاهمات التي تقضي بالانسحاب التدريجي من موانئ ومن ثم مدينة الحديدة،  بإشراف ورقابة من قبل بعثة أممية يرأسها الجنرال الهولندي " باتريك كاميرت".

 

تشير العديد من المعطيات إلى أن الحوثيين وافقوا على اتفاق الحديدة، لتحاشي سقوطها عسكريا، سيما أن القوات الحكومية كانت قد وصلت إلى مشارف الميناء، لذلك آثرورا تسليمها بموجب اتفاق يضمن لهم بعض المكاسب، منها إلتزام الحكومة بصرف الرواتب، وتأمين الإمدادات الغذائية والدوائية إلى مناطق سيطرة الجماعة.

 

وفي مقابل هذا التنازل الحوثي الذي يعتبر هو الأول من نوعه، نشطت الجماعة بشكل غير مسبوق في جبهات أخرى، خصوصا تلك الواقعة شرق العاصمة صنعاء، أقصد (نهم وصرواح).

 

فخلال الأسابيع الماضية أطلقت القوات الحكومية عمليات عسكرية في نهم، حيث دارت هناك معارك هي الأعنف، لكن هذه المرة بعيدا عن أعين الإعلام، ونتيجة التعتيم الحاصل، لا تتوفر أرقام أو معلومات دقيقة لما يحدث هناك، باستثناء بعض التسريبات خصوصا من وسائل إعلام الحوثي، التي ظلت طيلة الفترة الماضية تتحدث عن صد زحوفات للقوات الحكومية في نهم.

 

وما إن أعلنت الأمم المتحدة دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليل الإثنين الماضي في الحديدة، حتى تنفس الحوثيون الصعداء، وشرعوا في ترتيب أوراقهم، لكن هذه المرة بعيدا عن الحديدة، هناك شرق العاصمة.

 

دفع الحوثيون بأعداد ضخمة من مقاتليهم إلى صرواح مأرب، وشنوا ليلة الثلاثاء، أي بعد يوم واحد من سريان الهدنة في الحديدة، هجمات متزامنة على عدد من مواقع القوات الحكومية في هيلان صرواح، وقد كاننت تلك الهجمات مباغتة فعلا، لكن، وبحسب مصادر حكومية لم يتمكن الحوثيون من تحقيق أي تقدم استراتيجي مهم، في مقابل الأعداد الكبيرة من القتلى الذين خسروهم.

 

كثف الحوثيون هجماتهم خلال اليومين الماضيين في صرواح، وخرج متحدث عسكري باسم قواتهم، بتصريح قال فيه إنهم سيطروا على 90 بالمائة من صرواح، وهو التصريح الذي لا يعدو عن كونه محاولة لرفع معنويات أتباع الجماعة بعد حالة الارتباك التي خلفها قبول قيادتها باتفاق الحديدة.

 

ويسعى الحوثيون من وراء هجوم صرواح، إرباك القوات الحكومية التي أطلقت عملية عسكرية مفاجئة في نهم، كون صرواح بمثابة مؤخرة عسكرية للقوات المرابطة هناك، وليس هناك معلومات دقيقة – كما قلنا – حول سير المعارك في نهم، وما إذا كانت قد تأثرت بفعل التصعيد الحوثي في صرواح.

 

تأكيدا لذلك قال مصدر مقرب من الحوثيين لـ"المصدر اونلاين"، إن تحركاتهم في صرواح، تهدف لتخفيف الضغط على جبهة نهم، مشيرا إلى أن الجماعة رفعت من مستوى الاستنفار في أوساط مقاتليها لمواجهة التصعيد الحكومي هناك.

 

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن جماعة الحوثي أطلقت حملة تحشيد هي الأكبر منذ بداية الحرب، في مختلف مديريات محافظة صنعاء، لجمع المقاتلين وإرسالهم إلى جبهات القتال شرق العاصمة.

 

المصدر قال أيضا إن الحوثيين يحضرون أيضا لعمل عسكري واسع في نهم، لافتا إلى أنهم قاموا بإرسال تعزيزات كبيرة، ولا يزالون يجمعون المقاتلين، بما في ذلك  الأطفال، وإرسالهم إلى هذه الجبهة.

 

وأضاف أنهم هذه المرة جمعوا المشرفين والأمنيين، والمرشدين، وكذا العناصر المكلفة بأعمال غير عسكرية في مناطق محافظة صنعاء، وقاموا بإرسالهم إلى نهم، محذرا من مخطط حوثي كبير هناك.

 

أخيرا من الواضح أن الحوثي، يسعى للتعويض عن خسارته في الحديدة، بتأمين أقرب جبهة للعاصمة صنعاء، ألا وهي نهم، ولعله يخطط لتطويق نهم، من خلال السعي لقطع الطريق الرابط بين مأرب وجبهة نهم، في الوقت الذي يحشد مقاتليه بأعداد هائلة إلى جبهة نهم، لخوض معركة انتحارية هناك.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)