الرئيسية > اخبار وتقارير > اتفاق الحديدة لن يصمد طويلا في ضوء تفسيرات الحوثيين المغلوطة لبنوده (رصد)

اتفاق الحديدة لن يصمد طويلا في ضوء تفسيرات الحوثيين المغلوطة لبنوده (رصد)

مضى أربعة عشر يوما على توقيع اتفاق السويد بشأن وقف التصعيد في الحديدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية، وبالرغم من وقف العمليات العسكرية بشكل شبه كلي، إلا أن تناقض تفسيرات الطرفين للاتفاق تهدد بنسفه من أساسه.

 

ففي الوقت الذي تؤكد الحكومة اليمنية وحلفائها، على أن الاتفاق يمهد لانسحاب الحوثيين من الحديدة، وتسليم موانئها للحكومة المعترف بها دوليا، يؤكد الحوثيون أن تسليم الميناء أو الانسحاب من المدينة مسألة غير واردة أساسا.

 

كما شرع الحوثيون باتخاذ العديد من التدابير للالتفاف على الاتفاق، من خلال إلزام مقاتليهم وعناصرهم بارتداء الزي الأمني لإظهار أنفسهم على أنهم من قوات الأمن المحلية، والتي من المفترض أن تتسلم إدارة المدينة بموجب الاتفاق.

 

هذه التفسيرات الحوثية للاتفاق، ومحاولات الالتفاف، قوبلت بتحذيرات ورفض من قبل الحكومة اليمنية، والتي بدورها أكدت أن الاتفاق جاء لإجبار الحوثيين على الانسحاب من المدينة الاستراتيجية، من أجل تجنيبها ويلات القتال، مجددة التأكيد على أن دخول المدينة ذات الموانئ الثلاثة تحت السلطة الشرعية مسألة سيادية لا جدال فيها.

 

تفسيرات مناقضة للاتفاق

 

ينكر الحوثيون احتواء اتفاق السويد علىى أي بند ينص على انسحابهم من المدينة والموانئ الثلاثة "الحديدة – الصليف – رأس عيسى"، ويشددون على أن السلطة المحلية والأمنية الحالية – التي شكلوها هم بعد انقلابهم على السلطة – هي التي ستتولى إدارة المدينة والموانئ، وهو ما يعني أن الاتفاق لا قيمة له بالأساس، بل يغني أن الجماعة ترى فيه فرصة لمنح نفسها الشرعية.

 

رئيس وفد الجماعة لمشاورات السويد محمد عبد السلام، قال في وقت سابق، "إن السلطات المحلية القائمة حاليا هي السلطات الرسمية في الحديدة، هي التي ستشرف على الملف الأمني بالتنسيق مع الأمم المتحدة"، وهذا تحديدا يمثل انقلابا كاملا على جوهر اتفاق السويد.

 

بدوره قال محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، إنه لا صحة لما يثار حول قبول جماعته خطة الأمم المتحدة حول ميناء الحديدة، وأنه لن يتم الانسحاب أو تسليم ميناء الحديدة بأي حال من الأحوال.

 

وكيل محافظة الحديدة المعين من قبل الحوثيين، عبد الجبار الجرموزي، قال هو الآخر، إن تسليم الميناءغير مطروح أبدا، في الوقت الذي ظهر القيادي الحوثي المطلوب للتحالف، هادي الكحلاني، المعروف بـ"أبو علي الكحلاني"، مرتديا زي الأمن خلال اللقاء الذي عقده الجنرال الهولندي، باتريك كاميرت، بقيادات السلطة المحلية بالحديدة أمس الأول.

 

لا نية للتنفيذ

 

وحول تفسيرات الحوثيين المناقضة لجوهر الاتفاق، قال الكاتب والسياسي علي البخيتي، إن الحوثيين يفسرون اتفاق الحديدة خارج سياقه، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد أنهم غير جادين في تطبيق الاتفاق.

وأضاف في مداخلة على قناة "بي بي سي"، إن الاتفاق يتحدث عن انسحاب القوات من داخل الحديدة، والجميع يعرف أن من يتواجد داخل المدينة هم الحوثيون، وليس سواهم".

 

كما لفت إلى أن الاتفاق ينص على أن أجهزة الأمن المحلية، وفقا للمسارات القانونية للسلطات اليمنية هي التي ستتولى إدارة المدينة، وهذه السلطات بموجب هذا التوصيف هي التابعة للسلطة الشرعية التي يرأسها عبد ربه منصور هادي، مبينا أنه في الغالب سيتم التوصل إلى تشكيل قوات مشتركة لإدارة المدينة، بخلاف ما يعتقده الحوثيون من أنهم هم من سيتولى إدارة المدينة.

 

اختبار صعب

 

ويرى سياسيون ومتابعون أن الحوثيين أمام اختبار صعب، وأن أعين العام عليهم، بعد قبولهم وتوقيعهم على اتفاق الحديدة.

 

وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح في تغريده على حسابه بموقع "تويتر"، إن الحوثيين على المحك في الحديدة، وعيون العالم تراقبهم، مبينا أن الخطة الأممية مزمنة، والنص واضح بوجوب خروج المليشيات، وتسليم المدينة للإدارة التي كانت قبل دخول الحوثي إلى المدينة في ٢٠١٤.

 

من جانبه قال محافظ المحويت صالح سميع، في تغريده على حسابه بموقع "تويتر"، إن جماعة الحوثي وقيادتها، أمام أمرين أحلاهما مرّ، إما الانسحاب من المدينة وموانئها فتخلوا إدارتها للسلطة المحلية وفقا للقانون النافذ ويعني هذا هزيمتها سلما في كل مناطق تمردها، أو أن ترفض القرار فيغدو الحسم العسكري ضرورة وطنية بمباركة أممية.

 

بدوره قال السفير السابق عبد الوهاب طواف، إن الحوثيين سيستمرون في المماطلة والتلاعب في تفسير إتفاق ستوكهولم، أملاً في الظفر بجزء من إيرادات الحديدة، لاستخدامها لتماسك بقية جبهاتهم.

 

وأضاف طواف في تغريده على حسابه بموقع "تويتر": "لنعمل على دفع الحوثي إلى مربع السلام بكل الوسائل المشروعة؛ مع قناعتنا أن السلام في أدبياتهم معناه الضياع، بسبب عدم إمتلاكهم لمشروع حياة".

 

وأورد طواف أسبابا قال إنها ستجعل الحوثيين يقبلون بالسلام في الحديدة، وهي: "رفض المجتمع اليمني لمشروعه، وتقدم القوات الحكومية في كل الجبهات؛ وتقهقر الحوثيين المستمر، وجدية التحالف في هزيمة مشروعي الحوثيين وإيران في اليمن، وأخيرا رغبة دولية لإنهاء الحرب؛ بعنوان واضح وهو نزع سلاح الحوثي.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)