يقول الصحافي الباكستاني فرخ تنوير بأن الإرهابي الواحد من تنظيم داعش أو مليشيات الحوثي أو طالبان الباكستانية أو أي تنظيم إرهابي أو متمرد في العالم يحتاج إلى تجهيزات شخصية تصل قيمتها إلى خمسة آلاف دولار على أقل تقدير للشخص الواحد، تشتمل على بندقية حربية حديثة ومسدس يدوي وقنبلتين يدويتين وخنجر ومستلزمات أخرى، بينما تزيد التكلفة عن ذلك عندما يحمل الإرهابي الواحد من هذه التنظيمات صواريخ وقذائف وألغام أرضية ومعدات حربية أخرى تقدر قيمتها بآلاف الدولارات في سوق الأسلحة.
أضف إلى ذلك المخصصات المالية التي يتم صرفها للمقاتلين في مثل هذه التنظيمات والتي كانت تتراوح ما بين 400 إلى 800 دولار أمريكي للمقاتل الواحد، حسب ما ثبت في التحقيقات التي أجريت مع بعض المعتقلين من مقاتلي حركة طالبان والتنظيمات الجهادية الأخرى في منطقة القبائل الباكستانية، والذين كانوا يحصلون على الرواتب والمخصصات والأدوية والأسلحة من الطرف الأفغاني من الحدود المتصلة مع باكستان، توفرها لهم الدول المعادية لباكستان.
ولم يقتصر الأمر إلى ذلك فحسب بل اكتشفت الأجهزة الباكستانية انتحاريين ينتمون إلى ديانات أخرى في المنطقة، وذلك عن طريق إجراء الكشوفات الطبية لجثثهم بعد مصادرتها من المواقع التي نفذوا فيها العمليات الانتحارية، ووجد أنهم بعضهم لم تجر لهم عمليات ختان، مما يؤكد أنهم ليسوا مسلمين بل أنهم أفراد من عصابات تقاتل بالأجرة تحت مسمى الجهاد.
وتشير الأسلحة والقذائف والصواريخ التي تستخدمها مليشيات الحوثي إلى أنهم مدعومون من جهة بحجم دولة تقدم لهم كل المستلزمات والخطط الحربية، لأن قيام مجموعات متمردة بإحداث انقلاب داخل دولة ومن ثم الاعتداء على الدولة المجاورة يكبر عن إمكانيات محتجين عاديين يطالبون بالحقوق، وبالتأكيد أن هناك من ينقل السلاح إلى اليمن ويوفر الدعم المالي واللوجستي لهؤلاء الحوثيين.
ويؤكد التاريخ الباكستاني أنه لو كان قد تم القضاء على حركة طالبان الباكستانية في وقت مبكر في منطقة القبائل لم يكن من إمكانها أن تتحول إلى سرطان يتطلب التدخل الجراحي لاستئصاله، كما هو حاصل اليوم في منطقة القبائل الباكستانية، حيث تقوم القوات المسلحة الباكستانية باستئصال الجماعات المتمردة الإرهابية التي تستوطن في هذه المنطقة منذ ما يزيد على عشرة سنوات.
من جانبه يقول الصحفي والمحلل السياسي الباكستاني محمد كليم الله بأنه يتضح من خلال النشاط الإيراني في المنطقة ودعمها للطوائف الشيعية وتحريضها لهم على التمرد، إلى جانب موقفها المعارض لعاصفة الحزم بأنها هي التي تدعم الحوثيين في اليمن، وقد ثبت ذلك من مصادر أخرى، حيث أقر مؤخراً مصدر في حزب الله اللبناني، بأن الحوثيين تلقوا التدريب في إيران قبل عشرة سنوات، وأن هناك مدربين إيرانيين وآخرين من حزب الله يتواجدون في اليمن لدعم الحوثيين.
وقال إن الأمر يتطلب إجراء عمليات عسكرية أرضية فورية في اليمن من أجل استعادة الشرعية فيها، لأنه لا يبدو من تصرفات الحوثيين أنهم يعملون من أجل مصلحة اليمن واستقرارها، لذا فإنهم بالتأكيد سيؤذون الدول المجاورة وفق خطط ستمليها عليهم الجهات الممولة لهم، ففي هذه الحالة فإن اليمن ستتحول إلى منطقة أشبه بمنطقة القبائل الباكستانية، ومركزاً لانطلاق الإرهابيين إلى كافة الدول المحيطة بها، بينما تؤكد الهجمات التي شنها الحوثيون في مناطق جازان ونجران في المملكة بأن أهدافهم لا تقتصر إلى داخل اليمن فحسب، بل أن لهم نوايا لمد الإرهاب إلى مختلف أرجاء شبه الجزيرة العربية.
وتشير التطورات التي تشهدها اليمن حالياً، ومحاولات الحوثيين للانحراف عن مبادرات السلام، بأنهم لا يرغبون في السلام في المنطقة، بل أنهم يريدون الفساد فيها ليمتدد هذا الفساد إلى جميع دول المنطقة.
ويرى بعض الكتاب والمحللين في الصحافة الباكستانية بأن اليمن في طريقها للتحول إلى نموذج أشبه بمنطقة وزيرستان القبلية الباكستانية، التي تحولت مع مرور الوقت إلى نقطة لانطلاق الإرهابيين داخل باكستان، والذين كانوا يحملون راية الجهاد ظاهراً، ولكنهم في الحقيقة كانوا يعملون على تنفيذ مخطط يهدف إلى تقسيم باكستان إلى دويلات صغيرة ليتم نزع السلاح النووي من دولة إسلامية تعتبر الوحيدة تمتلك هذا النوع من السلاح.
وفي اليمن فإن الأمر يتطلب تدخلا فوريا لقوات التحالف لإجراء عمليات أرضية شبيهة بالعمليات التي تجريها القوات المسلحة الباكستانية في منطقة القبائل الباكستانية منذ يونيو عام 2014م، وذلك من أجل تطهيرها من المليشيات الإرهابية التي تعمل ضد كيان الدولة الباكستانية منذ سنوات تحت رايات مختلفة من بينها الجهاد وحقوق القبليين.