لم تكتفي ميليشا"صالح-الحوثي" بوسائل القتل المباشر من قصف عشوائي وقنص للمدنيين.

فقد تركت خلفها تركة ثقيلة من الالغام والمتفجرات.فمن لم يقتل بالرصاص والقذائف قتل بالالغام التي تركها المجرمون قبل اندحارهم.
هذا وتقوم فرق نزع الالغام التابعة للبرنامج الوطني للتعامل مع الالغام بجهود جبارة مع نقص وشحة الامكانيات.
وتنحصر اعمال البرنامج الوطني على التوعية ووضع الاشارات التحذيرية وبشكل خفيف بسبب شحة الامكانيات وانقطاع الدعم الحكومي،بينما يبقى مجال نزع الالغام نادرا.
وخلال هذا الاسبوع عثر المتخصصون بنزع الالفام على عدة الغام في مدينة العريش بالخط المؤدي لمعسكر النصر ومعسكر خفر السواحل حيث عثر على "4" الغام مضادة للدبابات والعربات مزروعةً بجانب الخط الاسفلتي وكذا عدد من الالغام الفردية "المحرمة دولياً".

وقد صرّح المنسق العام للبرنامج الوطني للتعامل مع الالغام أ.اسكندر عبده ل"مندب برس" 'انه يوجد ما يقارب "120" ألف لغم وعبوات متفجرة محلية الصنع موزعةً على(عدن، لحج، ابين، الضالع) وقد تمكن الفريق من انتزاع "3000" لغم وقطعة متفجرة وهي الان في مخازن آمنة بطريقها الى الاتلاف خلال الايام القادمة'.

واضاف أ.اسكندر عبده" اقول وللاسف ان المنظمات الدولية خذلتنا وعلى راسهم منظمة الامم المتحدة رغم وجود مكتب لها في صنعاء وكذلك منظمة اليونيسف،ماذا ينتظرون والموت يزهق ارواح الابرياء..الموت الخفي تحت أقدام الصغار والكبار.

وأكد أ.اسكندر عبده" منتظرين الدعم للبدء باعمال التوعية ضد مخاطر الألغام تحت اطار البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في عدن. منتظرين الدعم للتخلص من المخلفات القابلة للآنفجار...منتظرين الدعم لبدء العمل لوضع الاشارات التحذيرية على الطرقات والشوارع ذات الأولوية..

هذا ويتوافد عشرات ضحايا الالغام للمشافي اسبوعيا،بعضهم يحالفهم الحظ فلا يتم بتر اعضائهم.
لكن وائل لم يحالفه الحظ...كان وائل يتمشى برفقه عدد من اصدقائه بالخط الترابي المحاذي للخط البحري، واذا بقدم وائل تهوي على لغم فردي..مما ادى لبتر رجله اليسرى. وائل خالد ذو "15" عاما حالفه الحظ طيلة"7" اشهر ،فلم يصب بالقذائف العشوائية او القنص، لكن حظه الحسن تلاشى مع الايام...وائل لا يجرؤ على فتح عينيه حتى لا يرى ساقه غير موجودة.
لكن هل يجرؤ من زرع اللغم هذا على فتح عينيه ليرى ما فعلت يداه بوائل وغيره الكثير.