2015/12/08
في ظل النزاعات في المنطقة .. تجارة الأعضاء البشرية في بيئة حاضنة

كان الفقر وحده كفيلا بدفع مواطن عربي يائس يريد مالًا لبيع كليته أو جزء من كبده، إلى أن أصبحت النزاعات تقدم المزيد من الفرص لهذه التجارة، كالتجارة بالأعضاء البشرية للجرحى والشهداء والمعتقلين واللاجئين والفقراء.

 

بذلك تعززت هذه التجارة وسط فوضى وقصور لوائح وقوانين خاصة بالاتجار في الأعضاء البشرية، وفي ظل تطور العلم وسهولة زراعة معظم أعضاء الجسم البشري، تعاظم دور المافيات المحلية والدولية في الدول العربية التي تشهد نزاعات وصراعات لاستقطاب المزيد من الضحايا ودفعهم لبيع أعضائهم البشرية مقابل بضعة آلاف من الدولارات، ووصل الأمر لقيام تنظيمات وأنظمة بتوجيهها والوقوف وراءها.

 

ملف شائك، حاولت “ساسة بوست” الوقوف على حيثياته في خمس دول عربية صنفت كأسوأ دول فيها تجارة الأعضاء البشرية.

سوريا .. أنظمة وتنظيمات تنزع أعضاء البشر أحياءً وأمواتًا

أزمات كثيرة نالت من السوريين منذ منتصف 2011، عام الثورة السورية، واحدة منها هي تحول أجسادهم إلى سلع تباع، سواء كانوا مواطنين قابعين تحت حكم النظام السوري أو تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، أو حتى لاجئين يمرون إلى لبنان ومصر وتركيا.

 

لقد وصل عدد حالات الاتجار بالأعضاء البشرية الموثقة للسوريين بأكثر من 18 ألف حالة في أربع سنوات، كما يقول رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي حسين نوفل، ويضيف: “حتى مطلع عام 2013، نقلت أعضاء 15600 شخص من أصل 62 ألف جريح عولجوا في دول الجوار”.

 

فيما يتعلق باللاجئين السوريين، بدأت جريمة بيع الأعضاء بإعلانات تنشر على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالهجرة، ووصل الأمر حتى تسمية الصفحات بـ “كلى للبيع” على موقع “فيس بوك”، الأمر لم يتوقف عند الكلى، فهناك من يبيع جزءًا من الكبد أو جزءًا من الرئة.

 

تقرير رسمي أصدرته منظمة “أونروا” التابعة للأمم المتحدة في مارس الماضي، يكشف أن معدل الفقر ارتفع لدى السوريين إلى 82.5%  في 2014، بعد أن كانت نسبة الفقر 64.8% في 2013، وذكر التقرير أن من نتائج هذا الوضع “ظهور العصابات المجرمة العابرة للحدود إلى حيز الوجود، وراحت تنخرط بالاتجار بالبشر”.

 

ما يميز الوضع السوري، هو وقوف عدة جهات وراء جرائم تجارة الأعضاء البشرية بالسوريين، فقد كشفت معلومات عن وقوف النظام السوري وراء عمليات بيع أعضاء لمعتقلين معارضين، وقال ناشطون إن: “سياسة بيع الأعضاء البشرية هي السبب الرئيسي وراء عمليات القتل الممنهج الذي يتعرض لها المعتقلون لدى النظام”، بعض الأطباء في مستشفيات واقعة تحت سيطرة النظام شاركوا في بيع الأعضاء البشرية للمعتقلين أو الشهداء، وكان هؤلاء على صلة مباشرة مع قادة في الأجهزة الأمنية السورية، هؤلاء تقاضوا مالًا كثيرًا نظير كل معتقل يتم نقله إلى المشافي العسكرية التي تقوم بعملية قتل المعتقل وتشريح جثته ونزع أعضائه.

 

أما ما كشفته صحيفة “ديلي ميل”البريطانية، فيشير إلى طرف خطير يعكف على التجارة بالأعضاء البشرية للسوريين والعراقيين وهو تنظيم “داعش”، وأوضحت الصحيفة: “إن “داعش” تمكن من ملء خزينة حربه التي تكلف مليوني دولار أمريكي سنويا من مجموعة متنوعة من المصادر الغامضة من بينها إنتاج النفط، والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات”، وأكدت الصحيفة أن “داعش” يقوم بتجنيد أطباء أجانب لاستئصال الأعضاء الداخلية من المقتولين والرهائن الأحياء، بينهم أطفال من الأقليات في العراق وسوريا. بينما لم يتسن تأكيد الأمر من مصادر أخرى.

 

جهة أخرى اتهمت بالتورط في بيع أعضاء سوريين، كانت “حزب الله اللبناني”، إذ نقل معارضون سوريون أنه في إطار بحث الحزب عن مصادر لتمويل عملياته، تورط في تجارة أعضاء اللاجئين السوريين في لبنان. ويؤكد تقرير أمني أعده المركز المجلس الوطني السوري أن: “الضائقة المالية الشديدة التي يعيشها الحزب أوصلته إلى العمل بشكل سري جدًا بتجارة الأعضاء وبالأخص الكبد والكلية، مقابل خمسة آلاف دولار، لتباع بعدها بسعر تسعين ألف دولار في السوق الدولية”.

 

أما الطرف الأحدث المتورط في عمليات بيع الأعضاء البشرية لسوريين، فهم “دروز إسرائيل” الذين يعيشون في دولة الاحتلال المتقدمة جدًا في مجال زراعة الأعضاء البشرية، ويكشف موقع “واللا” العبري: “أن هناك إقبالًا من قبل الدروز على شراء أعضاء بشرية عن طريق أقاربهم في الجانب السوري من الحدود، يقومون بمهمة التواصل مع شبكات الاتجار بالأعضاء والمفاصلة على الأسعار، تأتي غالبًا من قتلى سقطوا في الحرب ولمقاتلين أجانب في صفوف تنظيم داعش أو في صفوف الفصائل التي يقاتلها”، ويذكر الموقع أن سعر القلب قد بلغ20.000$  دولار، والكلية15.000$  دولار، وقرنية العين7500$ دولار، وقد تصل أسعار أعضاء أخرى إلى سعر10.000$  دولار.

مصر .. من «أسوأ الدول» في الاتجار بالبشر

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandab-press.net - رابط الخبر: https://mandab-press.net/news22342.html