خيبة أمل كبيرة أصابت سكان محافظة تعز، بعد عجز الأمم المتحدة، عن رفع الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي وصالح، على المدينة، منذ أكثر من تسعة أشهر متواصلة، الأمر الذي أوصل الحالة الإنسانية في المحافظة إلى الصفر، وجعلها تعيش ظروفا ما بعد المأساوية.
وأمّل سكان تعز المحاصرة، بالمفاوضات التي انطلقت في الـ15من الشهر الجاري، في جنيف، متوقعين بأنها ستضع حدا لمعاناتهم، فضلا عن إنهائها بشكل كاملا، إلا أن المفاوضات انتهت دون التوصل لإجبار المليشيات على رفع الحصار عن المدينة، التي أضحت مدينة منكوبة، بفعل حصار الحوثيين.
وتواصل مليشيات الحوثي وصالح، حصارها الخانق على المدينة وسكانها، إذ تمنع دخول المواد الغذائية والدوائية والغاز والأكسجين ومياه الشرب، وكل ما يتعلق باستمرار الحياة، في صورة انتقامية من تعز وسكانها، تجاوزت ما يقوم به العدو الإسرائيلي تجاه غزة، حسبما يقول السكان.
الصحفي محمد سعيد الشرعبي، يقول إن "مدينة تعز تمر بظروف قاسية للغاية، في ظل استمرار حصار مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، للمدينة منذ شهور، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، ومهما طال أمد هذا الحصار، فإن إرادة سكان المدينة أقوى منه في مواجهة حقد و توحش المليشيات".
وأضاف الشرعبي ، "ليس هناك حل لرفع الحصار عن تعز، سوى الحل العسكري وهذا ما تهدف إليه المقاومة والجيش الوطني بالمحافظة ويعملون في سبيله من أجل إنهاء الحصار وتحرير المدنية من المليشيات الإرهابية".
لافتا إلى أن "حصار مليشيات الحوثي وصالح، لتعز يأتي انتقاما منها ومن أبنائها، لأنها أشعلت ثورة 11 فبراير ضد نظام علي صالح، وكانت مقاومة المحافظة الطود العظيم الذي كسر ظهر الانقلاب، وعجل بتحرير الجنوب، ولأن سقوطها بيد الشرعية يعني انتهاء الانقلاب، وفقدانه أهم المحافظات الإستراتيجية".
من جهته قال الصحفي والناشط الحقوقي، أحمد فوزي "هناك تشابه كبير، بين ما يحدث لتعز المحاصرة من الحوثيين، وما يحدث لغزة المحاصرة من قبل إسرائيل، فنحن نرى نفس ممارسات العدو الصهيوني ضد أهلنا في غزة، تتكرر بشكل أو بأخر من قبل الحوثيين، في تعز".
وأضاف فوزي أن "الأزمة الإنسانية تفاقمت في تعز، بسبب استمرار الحصار المطبق المفروض عليها من قبل مليشيا الحوثي، والتي تتحكم بمداخل المدينة ولازالت ترفض دخول المواد الأساسية والإغاثية إلى المدينة".
وتابع "من الصعب الحديث عن حلول سياسية لرفع الحصار الحوثي عن تعز، في ظل فشل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في إنهاء معاناة السكان، الأمر الذي جعل مسألة رفع الحصار عن السكان المدنيين، ورقة للضغط والابتزاز".
مشيرا إلى أن الحل الوحيد لرفع الحصار، "يجب أن يكون داخلياً عبر استمرار المقاومة في التحرير، ودعمها من قبل التحالف العربي، لإنقاذ حياة مئات الآلاف من الموت".
وكانت الأمم المتحدة قالت في بيان سابق لها، أثناء المشاورات بين الحكومة والانقلابيين، إن المشاركين في محادثات السلام، اتفقوا على الاستئناف الكامل للمساعدات الإنسانية لمدينة تعز، وهو ما نفته منظمات إغاثية وطبية في تعز نفيا قاطعا.
وأوضحت المنظمات، في مؤتمر صحفي سابق، بمدينة تعز، أن المناطق المحاصرة بالمدينة لم تصلها أي معونات أو مساعدات أممية إطلاقاً، وأن المساعدات التي وصلت إلى منفذ الحوبان تم مصادرتها من قبل المليشيا ولم تصل إلى مستحقيها في المناطق المحاصرة.