زار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، برفقة مسؤولين حكوميين وعسكريين وأمنيين بارزين أمس، ميناء المعلا في العاصمة المؤقتة للبلاد محافظة عدن (جنوب اليمن)، عقب عودة الأوضاع إلى طبيعتها تدريجياً في عدن التي عاشت، يوم الأحد، أوضاعاً عصيبة نتيجة الاشتباكات والمواجهات المسلحة التي خاضتها قوات الأمن والجيش الوطني ضد مجاميع مسلحة خارجة على النظام والقانون في مديريتي المعلا والمنصورة.

وانتهت المواجهات المسلحة ببسط السلطات الحكومية سيطرتها على الأوضاع والسيطرة الكاملة على ميناء المعلا بعد مواجهات مسلحة بين الجانبين أسفرت عن مقتل 9 من القوات الحكومية وأكثر من 6 مسلحين وإصابة عدد من عناصر الطرفين أغلبيتهم من المسلحين، كما اعتقلت القوات الحكومية عدداً من المسلحين، كما أقرت اللجنة الأمنية بعدن في اجتماعها برئاسة المحافظ عيدروس قاسم الزُبيدي، مساء الأحد، فرض حالة التجوال من الساعة الثامنة مساءً وحتى الخامسة فجراً ابتداءً من أمس الاثنين.

ووصل الرئيس هادي في زيارته إلى ميناء المعلا بعدن على متن طائرة مروحية، وذلك بعد ساعات من سيطرة القوات الحكومية على الميناء وإخراج المسلحين من الميناء، وعودة الأوضاع إلى طبيعتها تدريجياً، ورافق الرئيس هادي في زيارته للميناء مستشار الرئيس صالح عبيد أحمد ومحافظ عدن العميد عيدروس الزُبيدي وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء ركن أحمد سيف اليافعي ومدير عام شرطة عدن العميد شلال شائع.

وأكد الرئيس هادي، عزم الدولة على استعادة كافة مؤسسات الدولة باعتبارها مؤسسات خدمية ولمصلحة الجميع ولا يمكن أن تكون خارج سيطرة الدولة، وأن الحكومة ترحب بكل أفراد المقاومة الراغبة في الانضمام للأمن والجيش، وأشاد بالإجراءات المتخذة لفرض هيبة الدولة.
وحيا الجهود المخلصة والمواقف البطولية الشجاعة لأفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في حفظ أمن واستقرار مدينة عدن الباسلة، وأشار إلى المواقف البطولية المشرفة التي سطرها أبناء عدن والمحافظات المجاورة وبدعم من قوات التحالف العربي وفي المقدمة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لدحر الانقلابيين والانتصار لإرادة الشعب وصوت الحق أمام القوى الباغية والظلامية المتحجرة.
وقال هادي «إن من يحاول اليوم النكوص أو التراجع عن تلك الأهداف والقيم خدمة لأهداف مشبوهة ولأجندة دخيلة سيواجه مختلف أطياف المجتمع ليكون مصيره مزبلة التاريخ». ونوه إلى «أن هذه المنشآت الحيوية التي نزورها اليوم هي جوهر عدن ومعالمها لارتباط المدينة الحيوي والعضوي بالميناء والمصفاة والمطار وهي ملك للشعب وثروته الاقتصادية التي لن نسمح بالعبث أو المساس بها تحت أي لافتة أو ذريعة كانت».

وخلال الزيارة عرضت الأجهزة الأمنية بميناء الحاويات على الرئيس هادي «نماذج من معدات ونواظير وأسلحة كانت مخفية ضمن بضائع بغرض التمويه وجهتها للانقلابيين وتم ضبطها والتحفظ عليها».
وكانت لجنة وساطة قادها عدد من قيادات ورجال المقاومة بين الدولة والمسلحين، توصلت فجر الاثنين، إلى اتفاق نهائي وشامل يقضى باستلام السلطة المحلية في عدن ميناء المعلا، على أن تقوم سلطة عدن بتأهيل وتدريب ودمج شباب المقاومة في الشرطة والجيش.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، أكد مصدر بمحافظة عدن تسلم قوات الأمن الحكومية مهام حماية ميناء عدن الدولي بصورة كاملة. وقال نزار أنور، الناطق الرسمي باسم السلطة المحلية في عدن، إن قوات الأمن الحكومية تقوم حالياً بحماية الميناء بشكل كامل.

وأضاف أنور أن الترتيبات جارية أيضاً لتسليم المهام الأمنية في مطار عدن الدولي، والتي يديرها حالياً أفراد المقاومة الشعبية في عدن، لقوات الأمن الحكومية اليوم الثلاثاء. وبحسب أنور، «هناك حزمة إجراءات أمنية سيتم اتخاذها في عدن لتثبيت الأمن، منها حظر التجوال الذي دخل حيز التنفيذ مساء أمس الاثنين، إضافة إلى إجراءات أمنية لمنع حمل السلاح والتجول به».