بعد نحو 100 ساعة فقط، تصل عمليتا عاصفة الحزم وإعادة الأمل إلى اليوم الـ 300. تأتي هذه اللحظة وقوات التحالف العربي تحقّق إنجازات كبيرة وباتت طلائع المقاومة والجيش الوطني في محافظة صعدة بعد تحريرها البقع، أول مديرية من مديريات معقل التمرد، كما تزحف قوات الشرعية على العاصمة صنعاء من البوابة الشرقية وباتت على بعد كيلومترات من ضواحي صنعاء من جهة مديرية نهم.
وقبلها تم تحرير محافظة الجوف كاملة بعمليات عسكرية مباغتة للشرعية المدعومة من التحالف العربي، وبذلك تم تأمين نقطة انطلاق عسكرية من الجوف إلى كل من صنعاء جنوباً وعمران وصعدة غرباً، كما تم تحرير سلسلة جبال هيلان الاستراتيجية في مأرب التي تعد آخر نقاط تمركز الميليشيات في مأرب، وهو ما بفتح الطريق أمام المقاومة منها إلى صنعاء.
كما حررت المقاومة محافظات عدن والضالع ولحج وأبين وشبوة كاملة، فيما تستمر العمليات العسكرية في تعز المحاصرة وإب والبيضاء والحديدة وحجة.
معركة صنعاء
وأكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اللواء الركن محمد المقدشي أن قوات الجيش الوطني ستدخل صنعاء قريباً وأن اليمن تعرض لغزو بربري إيراني نفذته أيادٍ يمنية.
وفي مؤتمر صحافي عقده المقدشي بالاشتراك مع محافظي صنعاء وذمار والجوف ووكيل محافظة مأرب وقائد المنطقة العسكرية الثالثة، أعلن فيه تنسيق الجهود العسكرية والإدارية لتحرير هذه المحافظات من سيطرة الميليشيات وقوات صالح.
المقدشي أكد أن الجيش اليمني تعرض لخيانة كبيرة من قبل الرئيس السابق وحلفائه، مشيراً إلى أنه يتم حالياً تأسيس جيش وطني جديد منذ منتصف عام 2015 على أسس وطنية، وبعيداً عن الفساد. ووجه المقدشي خطاباً إلى قادة الجيش والأمن في صنعاء دعاهم فيه إلى الحفاظ على مؤسسات وممتلكات الدولة، مؤكداً أن الجيش الوطني سيدخل صنعاء قريباً.
تدمير الجيش
وقال رئيس هيئة الأركان العامة اليمني إن هناك أيادي خفية سعت خلال السنوات الماضية إلى تدمير مؤسسة الجيش من خلال تحويل مهمتها في حماية الوطن إلى حماية أشخاص وعائلات.
وأشار خلال لقاء آخر بعدد من المسؤولين والصحافيين في محافظة مأرب، حضره مراسل «البيان»، إلى أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وحلفاءه من الانقلابيين دمروا الجيش خصوصاً منذ العام 2011، لكن الجيش الوطني بدأ اليوم يسترد عافيته ويتجاوز كثيراً مما لحق به.
وأضاف أن الجيش الوطني استطاع، مسنوداً بالمقاومة الشعبية، أن يحرر كثيراً من المناطق التي سيطرت عليها الميليشيات رغم الإمكانات المحدودة جداً قياساً بما يمتلكه الانقلابيون من خلال سطوهم على مؤسسات الدولة وتسخيرها لصالح مشروعهم التدميري.
وتابع، هناك العديد من الشرفاء داخل المعسكرات حتى في إطار المناطق التي تهيمن عليها الميليشيات، وهؤلاء حتماً سينحازون للشرعية وللوطن وفي التوقيت المناسب. وأثنى المقدشي على دور وحدات الجيش والمقاومة الشعبية والتحالف العربي في مأرب وغيرها، باعتبارهم هم من صدوا هجمات الانقلابيين وأفشلوا خططهم.
مشروع الأعداء
من جهته قال محافظ الجوف شمالي اليمن حسين العواضي إن مشروع الأعداء (صالح والحوثي) واضح وهدفه تدمير بنية الدولة ونهب مؤسساتها والعبث بمقدرات البلاد.
وأشار العواضي في اللقاء أن اليمن مهددة في وجودها ما يحتم على الجميع تجاوز الحزبية والمناطقية والالتفاف حول المشروع الوطني الجامع الذي يلبي طموحات كل اليمنيين.
وقال العواضي إن القوى المدنية أكثر صلابة وأن الدولة التي تتشكل معالمها ستواجه مستقبلاً كثيراً من الاختلالات وهو أمر بالغ الأهمية وجدير بأن تتعاون القوى والمكونات الوطنية في سبيل تلافي الوقوع في أخطاء الماضي.