قتل صحافي يمني يوم أمس الأحد، غارة جوية في للتحالف العربي، في بلدة بلاد الروس (32 كيلو متر جنوب العاصمة صنعاء).
وقال صحافيون ومصادر محلية، إن الطيران قصف منطقة حمام جارف السياحية في البلدة، ما أسفر عن مقتل الصحافي المقداد مجلي أثناء تواجده في مهمة صحافية مع عدد من المصورين.
والمقداد، صحافي مستقل عمل لدى أكثر من وسيلة إعلامية أبرزها إذاعة صوت أميركا، وشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).
وسبق لطائرات التحالف أن شنت عددا من الغارات على المنطقة ذاتها الأسبوع المنصرم. وقالت نقابة الصحافيين، في بيان نعي "لقد فقد الزميل حياته في قصف للتحالف أثناء القيام بعمله الصحفي بحسب المعلومات التي تثبتت لنا".
وروى باهر الشرعبي، وهو أحد المصورين التلفزيونيين الناجيين من الحادثة، "كانت المسافة التي تفصل بيني و المقداد لا تزيد عن ثلاثة أمتار، وعندما حدث القصف لم أعلم مالذي حصل من هول الانفجار".
وقال "امتلأ المكان بالدمار والغبار وبعد لحظات سمعت أصوات تستنجد وتستغيث عرفت صوت المقداد وذهبت إليه وهو مرمي على الأرض ووسط الركام شاهدته وساقه مبتورة وجسده ملطخ بالدماء".
وأضاف "، حينها كنت عاجزا عن فعل أي شيء لإنقاذ حياة رفيقي المقداد الذي كان يصرخ ويقول .. أربط يدي يدي". وأعربت الإذاعة عن تعازيها لمقتل "المقداد"، وقالت إنه يوم حزين لصوت أمريكا.
كما ادانت الناشطة توكل كرمان والحاصل على جائزة نوبل للسلام ، أدانت هذه الحاثة وطالبت بتجنيب المدنيين ويلات الحرب والنزاع.
وحول المقداد وانجازاته في الصحافة اليمنية ومساندة الحالات الإنسانية كتب الصحفي فارع المسلمي بالأمس "كان المقداد واحدا من اهم صحافيي الازمة الانسانية في اليمن خلال الاعوام الماضية. وخلال هذه الحرب الاخيرة تحديدا ? كانت تقاريره الاعلامية ( بلغات مختلفة) هي بلا مبالغة أهم محتوى يصل العالم باستمرار من اليمن عن الوضع الانساني الذي تعيشه اليمن واليمنيون ? بمهنية واقتدار وأكثر من ذلك بصمت.
كان أبا لطفل في السادسة من عمره وشخصا مكافحا ومحبا وشغوفا ومخلصا ايما اخلاص لقضايا الانسان واوجاعه. وعلى عكس الكثير من الصحافيين ، كان رجلا يعمل من أجل دخله ودخل أسرته المتواضعة. وأهم من ذلك ? كان صحفي مهني نموذجي ومجهول متخفف من أى انحيازات غير سوية ? يعمل فقط من أجل أن يروي قصة اليمن الحزين للعالم ( خاصة الرأي العام العالمي) مترفعا ومبتعدا عن كل المهاترات والمعارك والاصطفافات ومخلصا لشيء واحد و أساسي; الصحافة والكتابة...
كانت تقاريره لشبكة الانباء الانسانية هي العمل الوحيد الدائم والمتماسك والدقيق من اليمن عن مأساوية الحروب الدائرة.
يوم الجمعة المنصرم ? قضى المقداد أكثر من ساعة على الهاتف في حديث مع مديرته في بيروت يشرح لها القصص الانسانية التي يريد أن يعمل عليها للفترة القادمة وكيف يريد الكتابة عنها...
صباح اليوم توجه المقداد الى حمام جارف لتغطية الاخبار من هناك? لكن طائرات التحالف العربي شنت ضربة جوية قتل فيها المقداد وجرح وقتل فيها صحفيين اخرين ايضا.
"
*متابعات خاصة + العربي الجديد