2016/04/14
لجان مراقبة الهدنة اليمنية تنتشر على الجبهات

بدأت اللجان الميدانية المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن أعمالها ورفع تقاريرها إلى اللجنة العليا التي تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، في وقت تعرضت الهدنة إلى انتهاكات بالجملة من قبل الحوثيين على معظم الجبهات، من بينها قنص قائد عسكري كبير في المقاومة على جبهة نهم.

وذكر مسؤولون يمنيون لـ»البيان« أن لجان الرقابة الميدانية وصلت المحافظات لمباشرة أعمالها بالرقابة على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار ورصد الخروقات ومعالجتها ورفع تقاريرها الى اللجنة العليا التي تشرف على أعمالها الأمم المتحدة.

وبموجب الاتفاق الذي وقعته الحكومة الشرعية مع الانقلابيين تم تشكيل اللجان المحلية لمراقبة وقف إطلاق النار في محافظات الجوف ومأرب وتعز والبيضاء وشبوه والضالع، تضم ممثلين عن الحكومة الشرعية والانقلابيين للإشراف على وقف إطلاق النار في كافة محاور القتال ومنع كافة اشكال الأعمال العسكرية من تحشيد وتعزيز وانتشار واستحداث وغير ذلك مما يلحق بالأعمال العسكرية وفتح الطرقات والتنسيق مع الأمم المتحدة فيما يخص المساعدات الانسانية والبدء بتشكيل لجنة مركزية لمعالجة ملف الأسرى.

وقال مسؤولون محليون إن فرقاً من 12 مراقباً نشروا في مأرب وتعز وحجة في محاولة لوقف انتهاك الهدنة والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

خروقات حوثية بالجملة

ورغم أن معظم الخروقات تقوم بها جماعة الحوثي، فإن الناطق باسم هذه الجماعة محمد عبد السلام هدد بوقف الحوار وذلك بسبب ما اسماه خروقات مستمرة من قبل المقاومة الشعبية والجيش الوطني في عدة جبهات، في موقف تضليلي لواقع الأمر على الجبهات، حيث ذكرت مصادر عسكرية أن أركان حرب »اللواء 314« العميد زيد الحوري قتل على يد قناصة حوثيين أثناء صد هجوم للميليشيات على مواقع للجيش والمقاومة في مديرية نهم شرق صنعاء.

وقالت المصادر إن الحوثيين شنوا هجوماً عنيفاً على مواقع لقوات الجيش والمقاومة في المديرية إلا أن قوات الجيش الوطني تصدت لهم وردت تلك الميليشيات التي تستغل الهدنة المقدمة من الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي وغياب للطيران من سماء المنطقة.

تعز: خروقات مستمرة

في تعز، واصلت ميليشيات الحوثي والمخلوع خرقها للهدنة لليوم الرابع على التوالي، وذلك باستمرار عمليات القصف على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وعلى عدد من الأحياء السكنية، وكذلك بزرع الألغام في غرب المدينة بشكل كبير. وقالت مصادر عسكرية لـ»البيان« إن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قصفت قرية المليحا القريبة من السجن المركزي بتعز بصواريخ الكاتيوشا، وبالرشاشات على حارة الظهرة غربا، وأحياء الزهراء وثعبات والمجلية والديم وقرى حيفان بصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدافع الثقيلة والهاون.

وأوضحت المصادر استمرار الميليشيات في قصف مواقع القوات الموالية للشرعية، واطلاقها لثلاثة صواريخ كاتيوشا باتجاه »اللواء 35 مدرع« غرب المدينة، وعلى مواقع المقاومة في الدفاع الجوي وجبل جرة والزنوج.

وواصلت ميليشيات الحوثي والمخلوع خرقها للهدنة عبر قيامها بزرع الألغام في وادي حنش غرب »اللواء 35« بشكل كبير، كما واصلت في مديرية الوازعية محاولاتها للسيطرة على قرى خبت بني عمر، ودارت أعنف الاشتباكات هناك.

شكوك بالالتزام

وتشكك فعاليات تعز بالتزام المتمردين بوقف إطلاق النار، حيث تشهد المدينة اكبر عدد من الانتهاكات من جانب الميليشيات منذ سريان الهدنة مع الدقائق الأولى ليوم الاثنين الماضي.

وقال العميد صادق سرحان رئيس المجلس العسكري في تعز وقائد »اللواء 22 ميكا« إن الميليشيات ارتكبت أكثر من 80 خرقا للهدنة خلال 24 ساعة الأولى من سريانها. وأضاف سرحان خلال تفقده جبهات القتال في المطار القديم و»اللواء 35 مدرع« أن الميليشيات لم يتركوا للهدنة أي مجال وبدأوا منذ أول لحظة بالاعتداءات والهجوم. وقال قائد »اللواء 22 ميكا« ان شهداء وجرحى من أفراد الجيش الوطني والمقاومة سقطوا خلال قصف الميليشيات منذ بدء الهدنة، لافتاً إلى أنه من خلال خرق الميليشيات للهدنة أُجبر أفراد الجيش الوطني على صد أي اعتداءات والرد على مصدر النيران.

ويشدد عدد من ناشطي المدينة على أن أي التزام بوقف إطلاق النار دون البدء في الانسحاب الفوري وتحديدا من تعز، وإيقاف التعزيزات العسكرية كما في جبهتي الوازعية والضباب، هو اتفاق غير ملزم لقوى المقاومة.

هجوم الجوف

واستمراراً للخروقات، شنت ميليشيات الحوثي وصالح هجوما وصف بالأعنف من مختلف الجهات على منطقة مزوية في مديرية المتون.

واستخدمت الميليشيات في هجومها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بعد أن حشدوا مجاميع وأسلحة تم تجميعها في مديرية الحميدات غرب محافظة الجوف. كما استخدمت الميليشيات صواريخ الكاتيوشا والمدفعية ثم قامت بالاقتحام المباشر، غير أن الجيش الوطني والمقاومة تمكنا من دحر الهجوم بعد صلاة الفجر أمس.

وقال قيادي في المقاومة إنهم تتبعوا أثر الحوثيين والأماكن التي هاجموا منها بعد فرارهم وشاهدوا الدماء وأثر سحب قتلى الحوثيين. وبحسب القيادي سقط من أفراد الجيش الوطني والمقاومة قتيلان قبل دحر هجوم الميليشيات.

وتتواجد الميليشيات في مركز مديرية المتون بمحافظة الجوف وتسيطر على أجزاء من المديرية، فيما تنتشر قوات الشرعية في اجزاء واسعة وتتجنب قتال المتمردين في المناطق الآهلة بالسكان.

تعزيزات التمرد

في السياق، أفادت المقاومة الشعبية اليمنية بأن جماعة الحوثي عززت عناصرها خلال اليومين الماضيين بحوالي

مئة عربة عسكرية تقل أفراداً وعتاداً في صرواح بمحافظة مأرب. وقال القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب، أحمد الشليف، إن الحوثيين عززوا جبهتهم بصرواح بهذا العتاد الكبير من الأفراد والسلاح، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف أن الحوثيين أطلقوا خلال أول يومين من الهدنة العديد من القذائف المدفعية على مواقع المقاومة الشعبية في جبل هيلان بالمحافظة ما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد المقاومة. واتهم الشليف الحوثيين بأنهم غير جادين في تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة، مضيفاً أن المقاومة الشعبية أصبحت في موقف دفاع بسبب الهدنة.

نعي

نعت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، للجيش الوطني اليمني، مقتل العميد ركن زيد محمد عبده الحوري، أركان حرب اللواء 314 وعدد من رفاق سلاحه، خلال تصديهم فجر أمس لهجوم الميليشيات الانقلابية على مواقع الجيش في منطقة نهم شمال شرقي صنعاء. وقالت في بيان النعي، إن الحوري كان قدوة في انضباطه العسكري وشجاعته النادرة، مشيراً إلى أنه أسهم بدور أساسي مع رفاقه في تحرير الجدعان والصفراء وفرضة نهم.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandab-press.net - رابط الخبر: https://mandab-press.net/news29732.html