فرضت جماعة الحوثيين بالعاصمة اليمنية صنعاء إجراءات شديدة جديدة أمس، تمثلت في إغلاق ومحاصرة شوارع رئيسية، فيما داهم مسلحوها منازل قيادات شبابية وعسكرية معارضة لهم، وتزامن ذلك مع احتشاد مؤيدين لرئيس الوزراء اليمني خالد بحاح الموضوع حاليا تحت الإقامة الجبرية أمام منزله بصنعاء، للمطالبة بإطلاق سراحه وإنهاء أزمة البلاد. ووقف المحتجون أمام منزل بحاح وهم يمسكون بلوحة كبيرة مكتوب عليها «ضد الإقامة الجبرية»، معلنين معارضتهم للحوثيين.
ويمر اليمن بفوضى سياسية منذ أن استقال الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة بحاح قبل أقل من أسبوعين بعدما سيطر الحوثيون على قصر الرئاسة وحددوا إقامة الرئيس في منزله في صراع يهدف إلى أحكام السيطرة على اليمن. وذكرت مصادر حقوقية لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحي الحوثي أغلقوا أمس شوارع رئيسية بصنعاء، ونشروا العشرات من المسلحين بلباس مدني وزي الشرطة، في الشوارع المحيطة بجامعة صنعاء التي ينطلق منها الناشطون المناهضون لهم. وبحسب المصادر فقد أغلق المسلحون المنافذ المؤدية إلى ساحة التغيير التي تمثل رمزا لثورة 2011 التي أطاحت بنظام علي عبد الله صالح، كما منع المسلحون إقامة أي مظاهرات في شوارع العدل، والدائري، والرباط، وجامعة صنعاء، والحرية، بعد دعوة حركات شبابية إلى مظاهرات ومسيرات ضد الحوثيين ومنددة بالانقلاب على مؤسسات الدولة.
واقتحم مسلحون بزي أمني ومدني منزل القيادي في حركة «رفض» المناهضة للحوثيين شادي خصروف. وقالت مصادر قريبة من خصروف إن المسلحين اقتحموا المنزل بصحبة عناصر شرطة فتشوا المنزل بحثنا عن الناشط، الذي لم يكن موجودا فيه. وهدد المسلحون أسرته باعتقاله وسجنه، فيما فرض مسلحون آخرين حصارا على منزل القيادي في الثورة الشبابية خالد الانسي.
ويدير الحوثيون جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية في العاصمة صنعاء، منذ 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، ويفرضون حاليا على الرئيس المستقيل ووزراء حكومة بحاح الإقامة الجبرية بمساعدة قيادات عسكرية موالية للرئيس السابق الذي استغل نفوذه في قوات الحرس الجمهوري للانقلاب على مؤسسات الدولة.
/الشرق الاوسط/