2020/03/29
بعد مزايدات خطاب زعيم المليشيا.. كيف خدم الحوثيون الصهاينة وجففوا منابع الدعم للفلسطينيين باليمن ( تقرير )

 

عادت إلى الواجهة من جديد مزايدة الحوثي بالقضية الفلسطينية ودعمه لها حينما أعلن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير استعداده عن الإفراج عن الطيار السعودي وأربعة ضباط وجنود مقابل الإفراج عن معتقلي حركة حماس في السعودية،ولفضح هذه المزايدة والمتاجرة الرخيصة يعيد مندب برس نشر تقرير يوضح جرائم المليشيا تجاه القدس والقضية الفلسطينية واستخدامها فقط كورقة للمزايدة تم نشره مسبقاً في موقع المشهد اليمني قبل ثلاثة أعوام مع بعض الاضافات والتحديثات.

دعم حركة الجهاد

في تأريخ 3 / 12 / 2014م قام ممثل حركة الجهاد الإسلامي بصنعاء أحمد عبد الرحمن بركة وبإيعاز من السفارة الإيرانية بزيارة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في صعدة وتسليمه درع الحركة تقديرا لجهوده ولم يكتف بهذا العمل بل أشاد بدور الحوثي في دعم القضية الفلسطينية وقام بزيارة لضريح والده بدر الدين الحوثي ومنذ ذلك التأريخ إلى اليوم ومنذ ظهور حركة الحوثي المسلحة المتمردة لم يصل أبناء الشعب الفلسطيني من جماعة الحوثي المسلحة المتمردة دولارا واحدا أو أي دعم عيني ولو من باب ذر الرماد على العيون وهو تناقض صارخ ومخزي مع أن شعار مليشيا الحوثي يصرخ بـ " الموت لإسرائيل " وبـ " اللعنة على اليهود " والضجيج الإعلامي بمحاربة إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية والاحتفال بيوم القدس العالمي كتقليد إيراني.

وليت الأمر وقف عند هذا الحد لكنا أعتبرنا زيارة مندوب حركة الجهاد بصنعاء للحوثي بصعدة مجاملة من الحركة التي تتلقى الدعم من إيران وتدفع الثمن الغالي لهذا الدعم بتأييد مذل لمواقف وسياسة إيران وأدواتها في المنطقة بل إن الواقع أخطر مما يتصوره أحد فالحوثيين لم يكتفون بنهب المؤسسات الخيرية الداعمة لفلسطين في اليمن بل أبرموا صفقات سرية مع الصهاينة وبموجبها جمدوا أنشطة كافة الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي كانت تنشط في صنعاء وغيرها في مجال دعم الشعب الفلسطيني بل وجففوا منابع دعمها وحرموا أبناء الشعب الفلسطيني من مئات الملايين من الدولارات كانوا يتلقونها كمساعدات من أبناء اليمن والحوثيون بهذه السياسية خدموا الصهاينة خدمة كبيرة وإذا كان ما مضى مبتدأ فإليكم الخبر بالتفاصيل .

• الحوثيون ينهبون المؤسسات الداعمة لفلسطين

عند اجتياح مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م ظنت إدارة الجمعيات والمؤسسات الخيرية المخصصة بدعم القضية الفلسطينية " جمعية الأقصى الخيرية " و " مؤسسة القدس " وغيرها بأنها في أمان خاصة وأنها ليست طرفا فيما كان يجري من صراعات سياسية وعسكرية وخاصة أن جماعة الحوثي المسلحة ترفع شعارات ضد اسرائيل وداعمة لفلسطين ولكن خابت ظنون تلك الجمعيات حيث أقتحم مسلحو الحوثي جميع مراكز وفروع جمعية الأقصى ومؤسسة القدس ومكتب حركة حماس بصنعاء ونهبوا كل ما فيها وقاموا باعتقال كل العاملين فيها وزجوا بهم في السجون ومن أشهر هؤلاء الدكتور محمد العديل رئيس جمعية الأقصى ولم يفرجوا عنه إلا بعد عام وبعد دفع مبالغ مالية كبيرة وضمانة تجارية وبعد تظاهر أبناء منطقته وتنظيمهم وقفات احتجاجية وتدخل شخصيات كبيرة .

• دعم إسرائيلي قديم للأئمة باليمن

مؤخرا نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا أكدت فيه أن اسرائيل ساعدت الإمام أحمد حميد الدين أثناء الحرب مع الجمهوريين بصنعاء حيث تم تكليف جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 ليكون على اتصال بشكل سري مع الملكيين. قرر هذا الجهاز استخدام خدمات شركات مرتزقة يملكها الكولونيل ديفيد سترلينج مؤسس القوات الجوية الخاصة Special Air Service وذلك حتى يستطيع بريطانيا الرسمية نفي أي تدخل. جند سترلينج للعملية العشرات من خريجي وحدته، وتم إرسالهم لليمن في شكل مستشارين لقوات الإمام البدر عضو البرلمان البريطاني، نيل ماكلين بصفته خريج الاستخبارات البريطانية، خدم كـ"وزير خارجية" للمرتزقة.

كما قدمت إسرائيل في 31 مارس 1964م عبر طيرانها حيث قام الطيار المقدم آريا عوز بقيادة طائرة إسرائيلية أنزلت للقوات المليكة في محيط صنعاء حاويات خشبية محملة بالأسلحة والذخيرة والمواد الطبية بدأ إنزالها ببطء على الأرض ونجاح الإنزال والذي عزز الثقة بين الجانبين نتيجة لذلك، وعلى مدى العامين القادمتين أطلقت إسرائيل 13 طلعة جوية لليمن لتزويد الملكيين بالإمدادات المتنوعة وربما نكاية بعبد الناصر والقوات المصرية ونظرا لاتفاقية التي كانت بين الوكالة اليهودية والإمام الذي قام بترحيل الالاف من اليهود اليمنيين إلى فلسطين المحتلة .

  • الحوثيون والصفقات المشبوهة مع الصهاينة

ما لا يعلمه كثيرون أن علاقة الحوثيون بالصهاينة جيدة جدا وأن مراسلات تتم عبر شخصية أمريكية تعمل في المجال الإنساني في اليمن وبالتحديد في مكتب الأمم المتحدة في اليمن وأستطاع هذا الشخص بصلاته وعلاقاته إبرام صفقة مع الحوثيين قضت الصفقة بمنع نشاط الجمعيات الخيرية الداعمة للشعب الفلسطيني في اليمن وخصوصا مكتب حماس وجمعية الأقصى ومؤسسة القدس.

والأخطر من هذا تسليم الحوثيين لنسخة قديمة جدا ونادرة جدا من التوراة كانت لدى أحد المراجع اليهودية " حاخام " في اليمن وعلى أن يسمح الحوثيين بترحيل اليهود اليمنيين إلى فلسطين المحتلة " إسرائيل " وتمت صفقة تسليم التوراة ومجموعات من اليهود اليمنيين وصلت إلى 200 يهودي يمني تم إحضارهم إلى إسرائيل على يد وكالات يهودية في السنوات الأخيرة منها وكالة " أوف تايم " وأشترط الحوثيين في المقابل على الصهاينة مبلغ 100 مليون دولار وأن يقوم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على الإدارة الأمريكية لتضمن بقاء الحوثيين كقوة مهيمنة في الساحة اليمنية في شمال اليمن وإعطاءهم ميناء الحديدة والصليف وميدي في حال إقرار الأقاليم في اليمن والتكفل بإعادة تأهيلهم وضمان عدم استهدافهم من طيران التحالف وأن تمنع الإدارة الأمريكية أي توجهات إقليمية أو دولية للإضرار بهم أو تهميشهم او استهدافهم بشكل مباشر وهو ما يتم .

 

• إشادات صهيونية بالحوثيين

  المحلل السياسي الإسرائيلي يعقوب عميدرور أكد في لقاء في القناة الإسرائيلية العاشرة أن القوة الجديدة في صنعاء في إشارة للحوثيين جففت منابع الدعم عن " الإرهابيين الفلسطينيين " في إشارة إلى حماس وأبناء قطاع غزة وأن هناك لديها جهود مشكورة في مجال محاربة الإرهاب وأن قيادات متنورة من أنصار الله منها حسن زيد ومحمد عبد السلام وحمزة الحوثي أكدت لمسئولين في السفارة الأمريكية أنها جففت منابع الدعم للفلسطينيين وأنه حتى لو سمحت الحركة من باب تجنب المزايدة الإعلامية للخصوم مكاتب جمعية الأقصى فإن الحركة قد جففت منابع الدعم للفلسطينيين وأن أغلب العاملين في المؤسسات الخيرية الداعمة للفلسطينيين بصنعاء إما في المعتقلات أو في المنافي وأن الجمعيات الخيرية الداعمة للفلسطينيين لم تعد تجمع حتى 10 % من المبالغ التي كانت تجمعها قبل عام 2014م وأن الحركة قد اتخذت عبر وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بصنعاء مذكرة بإيقاف هذه المؤسسات باعتبارها غير مستوفية الشروط القانونية وأشاد عميدرور بهذا التوجه الجديد لأنصار الله واصفا إياهم بأنهم شريك فاعل للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب في اليمن داعيا إلى دعمهم بكل السبل والوسائل .

من جهته رأى المحلل السياسي الإسرائيلي سيفر بلوتسكر في مداخلته للقناة الإسرائيلية العاشرة أن جماعة الحوثي خدمت إسرائيل بضرب المتشددين الإسلاميين في اليمن ممثلين بحزب الإصلاح والذي حسب قوله كان يوفر الحاضنة الشعبية للنشاط الداعم للجمعيات والجهات الإرهابية الفلسطينية في اليمن وأن هذه الورقة هي ما قوى موقف الحوثيين لدى الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي وهو توجه يجب دعمه وتعزيزه والبناء عليه ولكن لا يوجد لدى الحوثيين شجاعة للاعتراف بإقامة علاقة طبيعية مع اسرائيل ويخشون من ردة الفعل الشعبية في اليمن وأشاد بلوتسكر بموقف الحوثيين الذين أرسلوا عبر شخصية أمريكية واخرى بريطانية رسائل تطمين للحكومة الإسرائيلية بعدم المساس بالملاحة الدولية في مضيق باب المندب وحمايتها .

• نهب ومصادرة واعتقالات

شخصيات في المؤسسات الخيرية الداعمة لفلسطين في اليمن أكدت للمشهد اليمني أن الحوثيين نهبوا كافة محتويات مقرات جمعية الأقصى الخيرية ومؤسسة القدس ومكتب حركة حماس وسطوا على أكثر من 250 مليون كانت في حسابات تلك المؤسسات ببعض البنوك اليمنية وجمدوها ونهبوها للمجهود الحربي وأكدوا ان النشاط الخيري الداعم لفلسطين في اليمن مجمد تماما بسبب النهب والمنع والمصادرة من قبل الحوثيين واعتقال القيادات الفاعلة التي كانت تنشط في جمع التبرعات وإلزامهم بالتعهد خطيا بعدم ممارسة هذا النشاط في حال الإفراج عن بعضهم ومؤخرا قاموا باختطاف أبو رفاد رئيس فرع جمعية الأقصى بذمار وإمام جامع الإيمان من وسط المدينة وأقتادوه إلى جهة مجهولة وما يزال اكثر من 32 شخصا من العاملين في مؤسسة القدس ومؤسسة الأقصى ومكتب حماس في اليمن في معتقلات الحوثيين كما عزا القائمون على هذه المؤسسات تجميد النشاط في اليمن للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أبناء اليمن .

• الحوثيون جففوا منابع الدعم لفلسطين

خلال المؤتمر العالمي السنوي لمؤسسة القدس العالمية أكد المشاركون أثناء مناقشة التقرير السنوي التاسع والعاشر للمؤسسة على تراجع النشاط الخيري الداعم للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في اليمن خلال العامين الماضيين عام 2015 م وعام 2016 م إلى أكثر من 15 % مقارنة بأعوام 2010 و2011 و2012 و2013 م وعزا المشاركون في المؤتمر العام للمؤسسة هذا الأمر إلى السياسة الحوثية التي ضيقت الخناق على النشاط الخيري الفلسطيني في اليمن ونهبت الأموال التي في حسابات المؤسسات الخيرية الفلسطينية في اليمن وجمدت أنشطتها ونهبت مكاتبها كما لم تقم المؤسسات الخيرية الداعمة للشعب الفلسطيني في اليمن أي فعالية جماهيرية خلال العامين الماضيين وأن الفعالية المصرح بها هي الاحتفال بيوم القدس العالمي وأكدت التقرير الصادر عن مؤسسة القدس أن " الحوثيين " لم يقدموا دولارا واحدا للفلسطينيين ولم يدعو المؤسسات الخيرية في اليمن تمارس أي نشاط من أي نوع وهو واقع مخالف تماما للشعارات والدعاية الإعلامية الحوثية التي تتغنى بعداء اليهود جهرا وتدعمهم سرا وتبرم معهم الصفقات والمعاهدات وعلى حساب دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .

اقفال جمعية كنعان لفلسطين ونهب أرصدتها

نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عام 2019 خبراً  نقلاً عن مصادر حقوقية بأن الميليشيات الحوثية وضعت يدها بشكل رسمي  على جمعية «كنعان لفلسطين» التي يرأسها نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، استمراراً لنهج الجماعة في الاستيلاء على أموال خصومها وعقاراتهم. ونددت جمعية «كنعان لفلسطين» في بيان رسمي نقلته «الشرق الأوسط» بعملية الاستيلاء عليها، ووصفت ذلك بأنها «نهب وتزوير» من قبل الميليشيات الحوثية «رغم بعد الجمعية عن أي توجه حزبي أو سياسي، باستثناء مساندتها للقضية الفلسطينية وإقامة الأنشطة والفعاليات الخاصة بذلك، ومد يد العون للأسر والدارسين الفلسطينيين في اليمن ومساعدتهم، بالإضافة لمساعدة عدد من الأسر اليمنية».

وذكر البيان أن عناصر الميليشيات الحوثية الذين وصفهم بـ«مجموعة من اللصوص» أقدموا على توجيه رسالة لـ«الشؤون الاجتماعية» في صنعاء تفيد بأن الجمعية العمومية للجمعية اختارت أحد الأشخاص (المشرفين) ليكون رئيساً لها، «كما حرروا مذكرة أخرى للبنك يطالبون فيها بسحب رصيد الجمعية ليتمكنوا من صرفه وتبديده كما يريدون».

وأمام ما وصفه بيان الجمعية من «عملية السطو الواضحة التي تستهدف فقط نهب أرصدة الجمعية وإفلاسها»، قال البيان إن أعضاء يدينون ما وصفوه بـ«الاستهتار والانتحال والتزوير والتعدي على ملكية جمعية مسجلة قانونياً ووفق الأطر المعمول بها في الجمهورية اليمنية».

وفي حين توعدت الجمعية بأنها ستطالب المصرف الذي يوجد فيه حسابها بكل أرصدتها في حال نهبها، سبق أن عينت الجماعة الحوثية مشرفين حوثيين على كل الجمعيات الخيرية التي يملكها أقارب صالح أو الأحزاب الأخرى المناهضة للجماعة، إضافة إلى المئات من الشركات التجارية والعقارات والمنازل.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandab-press.net - رابط الخبر: https://mandab-press.net/news59552.html