نظم المنتدى السياسي العربي في مأرب، الخميس، ندوة سياسية تحت عنوان "الخيارات العسكرية تجاه جماعة الحوثي الإرهابية: الأبعاد والفرص"، بحضور نخبة من السياسيين والناشطين والمهتمين بالشأن العسكري الاستراتيجي.
وافتتح رئيس المنتدى، صلاح الدين، الندوة بكلمة شدد فيها على الأهمية القصوى لهذه الفعالية في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه اليمن جراء تحويل الحوثيين البلاد إلى ساحة صراع إقليمي وتلقيها ضربات أمريكية متزايدة.
تضمنت الندوة ثلاثة محاور رئيسية المحور الأول: قدمه العميد ماجد جبلي، الباحث المتعمق في الشؤون العسكرية والسياسية، وتناول "الضربات الأمريكية على جماعة الحوثي: الأهداف والنتائج".
واستعرض العميد جبلي الأسباب والدوافع الأمريكية العميقة للضربات، وأهدافها الاستراتيجية، وتقييمًا لنتائجها وتأثيرها على القدرات العسكرية والاقتصادية للحوثيين، بالإضافة إلى تأثيرها على التنظيم السياسي والعسكري للجماعة والجبهات القتالية. وأشار إلى استغلال قوى دولية للميليشيات الإرهابية لتنفيذ أجندات بالوكالة، وتطور القدرات العسكرية للحوثيين بدعم إيراني، واستخدامهم لتهديد الملاحة الدولية.
كما لفت إلى تحالفات الحوثيين المشبوهة وتبنيهم أجندات خارجية، مؤكدًا أن الضربات الأمريكية جاءت ردًا حازمًا على تهديدات الملاحة واستهداف الحلفاء والمصالح الأمريكية، بهدف تدمير قدرات الحوثيين وشل حركتهم وتقويض تهديداتهم للأمن الإقليمي والدولي. واختتم بتحليل واثق لقرب نهاية الحوثيين واستعداد اليمن للتحرير من قبضتهم الآثمة.
في المحور الثاني: تناول الدكتور ذياب الدباء، المدير التنفيذي المحنك لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، تحت عنوان "احتمالات عملية عسكرية برية أجنبية في اليمن: السيناريوهات والتحديات والمخاطر المحتملة".
وأكد الدكتور الدباء على حقيقة الحرب المستمرة بين الشرعية الدستورية والميليشيات الحوثية الإرهابية، مشددًا على أن استعادة الدولة والعاصمة صنعاء هي قضية جوهرية ووجودية لليمنيين، لا تعتمد بالضرورة على تدخل خارجي. ومع ذلك، أوضح أن تصاعد الصراع وتدخل أطراف دولية وتدمير قدرات الحوثي يمثل فرصة ذهبية لتقدم وانتصار القوات الحكومية.
وحذر الدكتور الدباء من خطورة موقع اليمن الجيوسياسي على خطوط التجارة والملاحة الدولية، مما يجعله عرضة لاستهداف القوى الدولية والإقليمية حال تقويض الأمن.
كما تناول بعمق تداعيات أي تدخل بري أجنبي محتمل على مستقبل الصراع وتعقيداته المتزايدة، وتأثيره على النسيج الاجتماعي الهش ومساعي السلام.
في المحور الثالث: قدمه العميد الركن عبدالرحمن الربيعي، الباحث المتعمق في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، تحت عنوان "فرص وقدرات الحكومة اليمنية الشرعية في المسار العسكري: تعزيز القدرات واستغلال الفرص لتحقيق النصر". استعرض العميد الربيعي بشفافية ووضوح الفرص المتاحة أمام الحكومة الشرعية لتعزيز قدراتها العسكرية وتطوير استراتيجياتها القتالية لمواجهة الحوثيين المدعومين خارجيًا. وقام بتقييم موضوعي لقدرات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مع تحديد نقاط القوة والضعف.
وشدد على أهمية استغلال الدعم المقدم من التحالف العربي والضربات الجوية الأمريكية لتحقيق تقدم حاسم على الأرض وتغيير موازين القوى لصالح الشرعية واستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.