الأرشيف

في وداع قائد ومربي

الأرشيف
الثلاثاء ، ٠٢ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٣٩ صباحاً

ادريس الشراعي


جمعني به القدر بين حائطين وهامة من عظمة وتواضع وبشاشة وجه قبل سنتين هنا في القاهرة ، ودائما ما يعتريني الفضول لإقحم نفسي في التعريف بنفسي حالما أنتهز الفرص لمعرفة من لم يتيح لي القدر مجالستهم أمثالك ..

تبادلنا الحديث والمعرفة في صوت خافت ليس خوفا إنما رأيته متواضعا لم أعهده ..ودخلنا في تفاصيل الأصل والمكان فأعتبرت نفسي كأني لم أعرفه ولم أسمع عنه ..أطلت معه الحديث ولم أخبره بأني أعرفه ..فسألني أانت طالب هنا أم مهاجر مقيم ؟
قلت له بل طالب ..!
طالع في و جهي برهة وقال ..ما أجمل أن يحقق الطالب اليمني في بلد المهجر ما ابتعث لأجله !
والله يا ولدي أن الوطن بحاجة للمهندس الناجح والطبيب المحترف والأستاذ الناجح والمعلم والمدير والممرض وكل من يخدم الوطن للوطن .
ياولدي أتعرف أنك صاحب رسالة ؟
خذها ع عاتقك ..فهناك وطن ينتظر قدومك وأمثالك !
يا ولدي أنت في نعمة فحافظ ع دوامها بشكر الله
يا ولدي كم مرة يقف الوطن كفيف ينتظر لكم لتخرجوه لطريق البناء والتنمية .
يا ولدي والدك ينتظرك وأمك تنتظرك وإخوانك ينتظرون شهادة تخرجك، وفوق كل هذا هناك من ينتظرك فوق الجميع ..!
هناك وطن ينتظرك وغيرك الذين خرجوا ولم يعودوا ..!!
حاولت أن أعرفه بأني أعرفه ..تكلمت معه عن أحد الندوات التي كان ملقيا فيها والمشاركين وعن أصداقاء مقربون منه فبدأ يباشرني بابتسامة عريضة ويكأنه إحتواني فيها وقال وبعد كل هذا ولم تبح لي بمعرفتك ؟
كيف لو أخطأت ؟
كيف لو زلت لساني بكلمة ؟
كيف لو تجاهلت معرفتك ؟
تجاهلت إستفهامه ورأيته مشغولا فسلمت عليه وقال لي ..ألقاك عن قريب في إب وتشرفني في مكتبي ؟

كان مشغولا فاجأنا إتصال فأضطر مودعا وقال لي أشوفك إن شاء الله مهندس ناجح وتشرفنا في أي وقت في موطنك ودارك .

أيها الوالد والمربي
أمين ناجي الرجوي
أبكيك ساحبة
أبكيك بحر
أبكيك حبا لسلميتك وتعقلك
أبكيك ثمنا لنصائحك التي أرتوت منها مسامعي ووعى لها فكري
أبكيك بحجم السماء فقط لأنك كنت لكل من عرفت نعم الصديق والأخ والقريب ..!!