الأرشيف

حينما يتخلى المتخاصمون عن الأخلاق والقيم والأعراف

الأرشيف
الاربعاء ، ١٠ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٤٣ مساءً

أحمد حسين البكري


تحدث الخلافات وتندلع الحروب بين الشعوب والجماعات والكيانات ويكون الإصرار علي أن يحقق أي طرف هدفه ؛ ويبقي موضوع الوطن الجامع والدين الناصع والقيم الإنسانية مصانة من الجميع ؛ وما إن تتوقف الحروب وينتهي الصراع إذا بالأمور تعود لطبيعتها، لأن كل طرف لم يفجر في الخصومة، ولم يتخلي عن قيمه ومبادئه وأخلاقه ؛ ولم يقل أو يفعل أو يعتقد أن خصمه قد خرج من الدين أو تخلي عن الوطن أو تجرد من الإنسانية.

 

 والملفت في الخلاف والصراع والحرب في اليمن أننا نشاهد شيء طارئ وخارج عن قيم اليمنيين وطبيعتهم وأخلاقهم وقيمهم وأعرافهم، مثل المحارب الذي يقتل عمدا غير محارب أو منزوع السلاح أو مستسلم أو طفل أو امرأة أو شيخ ؛ أو يهدم بنيانا أو ينهب أموالا، أو يطرد نساءاً وأطفالا من بيوتهم بجرم فرد من الأسرة ؛ أو تضرب الأسواق أو المساجد أو المدارس أو المشافي والمدن  بالأسلحة الثقيلة.

 

بمعني أنه لم يبقي حرمه لشيء ؛ كل شي هدف عسكري كما نلحظ أن قادة الحروب لم يحددوا أ يعلنوا أهدافاً لحربهم، أو لم يثبتوا علي مطلب، وكل يوم ولهم هدف ومطلب، بمعني أنها حرب لغرض الحرب والقتل .

 

كما أن الملاحظ من خلال ما يحدث في اليمن مؤخراً،  أن أصحاب الكلمة والقلم الذي يؤيدون أطراف الصراع، صاروا يستعملون ألفاظاً قذرة، سوقيه فاحشه، ولغة هابطة، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنك تقرأ المنشور وتقول هل هذا فعلا منشور صادر عن فلان أو علان؟، البعض يحمل درجة دكتور وآخر رتبة عقيد وثالث يعمل وزير أو وكيل أو سفير، وآخر عضو مجلس نواب، وهكذا.

 

كما أنك قد ترى مثل هذا النمط من التعاطي الإعلامي المسيء لأخلاق اليمنيين وأعرافهم، يصدر عن مواقع تابعة لمؤسسات أو جهات معروفة، وهذا ما يبعث الأسى والألم.

 

أخيرا، أيها اليمنيون. اختلفوا تقاتلوا تصارعوا، لكن على الأقل حافظوا على أخلاقكم، وسموكم وإنسانيتكم وشخصياتكم، في حال إصراركم على  مواصلة الاختلاف المذموم والصراع المدمر، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت،، فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

 

* وكيل محافظة عمران

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)