الرئيسية > اخبار وتقارير > بعد إعلان مرحلة الحسم.. الانقلابيون يعيشون حالة من التخبط

بعد إعلان مرحلة الحسم.. الانقلابيون يعيشون حالة من التخبط

توقعت مصادر عسكرية يمنية أن يصدر الانقلابيون جملة من التعيينات العسكرية الجديدة خلال اليومين المقبلين٬ بوصفها رد فعل سريع على إعلان رئيس هيئة الأركان مرحلة الحسم في جميع الجبهات٬ وإرسال رسائل إلى حلفائه في الداخل والخارج حول قدرته العسكرية في المواجهات المقبلة. وقالت المصادر إن الميليشيا تعيش مرحلة تخبط كبيرة بعد أن أعلنت الحكومة الشرعية٬ على لسان رئيس هيئة أركانها٬ مرحلة الحسم في جميع الجبهات.

وهذا الإعلان أوجد حالة من الاستنفار بين قيادات الانقلابيين في صنعاء٬ وسينعكس هذا التخبط خلال اليومين المقبلين باتخاذ قرارات تكون عنترية٬ خصوصا أن المئات من أتباعهم فروا من المعارك٬ ومنهم من سلم نفسه بشكل مباشر إلى الجيش الوطني. ويتوقع٬ بحسب المصادر٬ أن تكون القرارات التي سيعلنها الانقلابيون قبل موعد انعقاد مجلس الشعب٬ الذي دعا إليه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح٬ للمصادقة على تأسيس «المجلس السياسي»٬ والمتوافقة مع تعيين عدد من المحافظين والوكلاء في عدد من المحافظات التي يسيطرون عليها٬ وذلك بهدف طمأنة المقاتلين في الجبهات على قدرتهم على الصمود رغم خسارتهم كثيرا من أتباعهم. في سياق متصل٬ وفي محاولة لتعويض النقص الكبير بين المقاتلين٬ استخدم الانقلابيون القوة المفرطة والتهديد مع المدنيين في عدد من الجبهات التي يسيطرون عليها٬ لدفعهم إلى الانخراط ضمن وحدات المقاتلين التي ترسلهم إلى الجبهات٬ وذلك بعد أن فشلت في دعوتهم للقتال عبر مكبرات المساجد٬ خلال اليومين الماضيين. ويأتي تحرك الانقلابيين على الشرعية ضد المدنيين في أعقاب الانسحاب من بعض المناطق التي خسرتها الميليشيا وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح٬ جراء المواجهات المباشرة خلال اليومين الماضيين مع الجيش الوطني الموالي للشرعية٬ مسنودا بطيران التحالف الذي أسهم في ضرب المواقع الرئيسية للانقلابيين٬ وفرار أعداد كبيرة من أتباعهم في الجبهات باتجاه المدن والقرى المجاورة٬ وسقوط أعداد كبيرة منهم في قبضة الجيش الوطني.

في هذا الصدد٬ قال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»٬ إن تحركات الحوثيين في الأيام الأخيرة ضد المدنيين واستخدام القوة معهم٬ لدفعهم إلى الانضمام إلى صفوفهم في مواقع التدريب٬ ومن ثم نقلهم إلى مواقع القتال٬ تعود إلى خسارتهم عددا من المواقع الحيوية وضرب مواقع تخزين السلاح ومراكز تدريب رئيسية٬ إضافة إلى فرار العشرات من مقاتليهم الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم 17 عاما٬ موضحا أن هؤلاء جلبوا إلى المعارك إما بالإكراه والتعذيب٬ وإما مقابل مبالغ مالية تساعدهم على المعيشة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد. ففي ذمار الواقعة في إقليم أزال٬ فتح الحوثيون مكبرات الصوت في المساجد الرئيسية في المدينة قبل وبعد مواعيد الصلاة٬ وأطلقوا كثيرا من الشعارات المعادية لأطراف دولية٬ وذلك بهدف تحشيد الناس ودفعهم إلى الانخراط في صفوف الميليشيا. إلا أن هذه الدعوات قوبلت برفض من عموم سكان المدينة بتقديم أبنائهم للتضحية عن قيادات الحوثيين٬ الأمر الذي دفع الميليشيا إلى استخدم التهديد والقوة لإخافة المواطنين ودفعهم إلى إرسال أبنائهم إلى معسكرات الحوثيين. في سياق متصل٬ أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط»٬ أن كثيرا من القبائل المحيطة بالعاصمة اليمنية في صنعاء أعلنوا رفضهم القتال مع الحوثيين وحليفهم الرئيس بعد إعلان مرحلة الحسم..

المخلوع ضد الشرعية٬ بعد أن سعى الحوثيون من خلال وسائط ورسائل مباشرة لمشايخ القبائل عزم الميليشيا تعيين أبنائهم في مواقع بارزة واستراتيجية٬ من بين تلك الوظائف «محافظين ووكلاء»٬ شريطة الوقوف إلى جانبهم أثناء عملية تقدم الجيش الوطني باتجاه العاصمة اليمنية. ميدانيا٬ اشتدت المعارك في منطقة ثعبات شرق تعز٬ بعد أن تمكنت المقاومة من تحرير عدد من النقاط الرئيسية وتطهير المباني الواقعة في محيطها٬ كما تمكن الجيش الوطني مدعوما بالمقاومة الشعبية من قتل العشرات من الانقلابيين في المواجهات المباشرة التي جرت في مديرية ميدي بمحافظة حجة٬ فيما شنت مقاتلات طيران التحالف العربي غارات جوية على المواقع التي تسيطر عليها الميليشيا على أطراف تعز٬ وعلى نقطة الشام٬ فيما استهدف الطيران بغارتين نقطة أمنية تابعة لميليشيا الحوثي والمخلوع في الصليف. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه أهالي مديرية المواسط في تعز النفير العام٬ وذلك دعما للجيش الوطني وللمقاومة الشعبية بالمال والسلاح والمقاتلين حتى يتحقق الانتصار ودحر ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح من كل إرجاء المحافظة تعز وفك الحصار عنها٬ حيث شددت الميليشيات من الحصار المطبق على جميع منافذ المدينة ومنعت دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية والإغاثية وجميع المستلزمات٬ الأمر الذي فاقم من معاناة الأهالي.

وبينما تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير قرية الصيار٬ واصلت ميليشيات الحوثي والموالون لهم من قوات المخلوع علي عبد الله صالح٬ قصفها المستمر والهستيري بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مديرية الصلو٬ وذلك من مواقع تمركزها في دمنة خدير ومنطقة ورزان٬ جنوب شرقي مدنية تعز٬ ورافقها الاشتباكات العنيفة بين قوات الشرعية والانقلابيبن.

وقال قيادي في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية تواصل قصفها المدفعي وبصواريخها على مواقع الجيش والمقاومة الشعبية بالصلو٬ حيث تقصف الميليشيات من دمنة خدير ومنطقة ورزان في ظل صمود أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهات القتال بجبال الصلو وتوافد مستمر لأبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ومن أهالي قرى الحجرية٬ الأمر الذي ساعد على رفع معنويات الأبطال جراء مشاركة كل فصائل المقاومة الشعبية مع قوات الجيش الوطني بمعارك الصلو وتعزيزات متواصلة».

وأضاف: «تعزيزات لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تصل إلى منطقة ظبي بالأعبوس في جبهة حيفان٬ جنوب تعز٬ الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية ولم يتحدد إلى أي جهة سيتم تحريك هذه التعزيزات٬ في حين قصفت الميليشيات بالأسلحة المتوسطة طور الباحة والمفاليس». في سياق متصل٬ وفي ظل الهزائم التي تتلقاها في عموم جبهات المحافظات القتالية مع المقاومة والجيش الوطني٬ لجأت ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح إلى تنفيذ عمليات اختطاف عشوائية للسكان المحليين بمديرية بيحان بمحافظة شبوة شرق البلاد٬ وتتمادى في ارتكاب جرائمها باستمرار قصفها العشوائي للمناطق السكنية القريبة من الجبهات الملتهبة بمحافظتي لحج والبيضاء.

وأشار الناطق الرسمي لقوات اللواء 19 ميكا بمحافظة شبوة٬ عبد الكريم البرحي٬ إلى أن جبهات مناطق بيحان وعسيلان تشهد معارك ضارية٬ تستخدم فيها بشراسة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة٬ لا سيما بعد انكسار الحوثيين في آخر هجوم لهم على مواقع الجيش والمقاومة التي حصدت منهم ما يقارب السبعين قتيلا٬ بينما اعترفوا في إعلامهم بـ37 قتيلا فقط٬ على حد قوله. وأكد البرحي٬ في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»٬ أن الميليشيات الانقلابية تعيش حالة تخّبط بمواجهات بعضها ضد بعض٬ وسط انسحاب أفرادها في عدد من جبهات مديريات بيحان الثلاث٬ العين وعسيلان والعلياء٬ بهدف مساندة عناصرهم في محافظة البيضاء.

وتابع: «ناهيك بنشوب خلافات فيما بينهم٬ وصلت في إحدى المرات إلى اشتباك بالأسلحة الخفيفة»٬ مشيًرا إلى تعمد الميليشيات بشنها قصفا عشوائيا بصواريخ الكاتيوشا على القرى والمناطق المكتظة بالسكان المدنيين. وأوضح ناطق اللواء 19 ميكا٬ قيام الحوثيين بأسر مواطنين ومسافرين مدنيين بطريقة انتقامية٬ كما أنهم يقومون بزرع مزيد من الألغام في الطرقات والمزارع٬ مشيًرا إلى وصول أعداد كبيرة من المقاتلين من أبناء بيحان لمساندة آخرين في الجبهات بعد فشل الميليشيات في تحقيق أي تقدم لها ناحية مناطق الذهب الأسود في عسيلان ووادي بلحارث٬ حسب تعبيره. وعلى صعيد تطورات الأحداث في جبهات محافظة لحج٬ تواصل ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح شن قصفها العشوائي على مزارع وقرى السكان المدنيين٬ بينما تواصل تعزيزاتها العسكرية من تعز بعد الخسائر الفادحة التي تتلقاها في جبهات شبوة والبيضاء والمحافظات الشمالية.

وقال ناطق المقاومة والجيش الوطني بجبهات كرش٬ قائد نصر الردفاني٬ إن مدفعية التحالف العربي ردت بقصف عنيف استهدف مواقع ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في مناطق شمال غربي كرش٬ منها مواقع في المشجورة وشمال الجريبة٬ كما تّم تدمير مستودع ذخائر وقذائف مدافع هاون٬ وتدمير عربة كاتيوشا٬ وسقط عدد من عناصر الميليشيات بين قتلى وجرحى. وأوضح نصر أن الميليشيات الانقلابية دائًما وبعد كل ضربات موجعة تتلقاها٬ تعمد إلى قصف مزارع ومساكن المواطنين بكرش٬ الأمر الذي تسبب في إحراق حقول زراعية بعد أن استهدفتها الميليشيات٬ مشيًرا إلى أنه تم الرد على مصادر القذائف والقصف العشوائي بصواريخ كاتيوشا الجيش الوطني. وقال الردفاني إن عمليات المقاومة والجيش الوطني بجبهات مديرية كرش الحدودية بلغت قوات التحالف العربي عن وصول تعزيزات للميليشيات المعادية إلى منطقة الأعمور بحيفان٬ وإلى أطراف منطقة الزبيرة بتعز٬ لمحاولة الالتفاف على مواقع للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة الصلو٬ على حد قوله.

فيما تشهد جبهات المضاربة ورأس العارة وباب المندب هدوءا حذرا٬ بعد أن فشلت ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في تحقيق أي تقدم أو نجاح لها في تلك الجبهات خلال الأسبوعين الفائتين. فيما تشهد جبهات محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات جنوب شرقي صنعاء معارك متقطعة٬ في ظل اعتماد المقاومة الشعبية بالبيضاء على أسلوب حرب العصابات والكمائن٬ وهو الأسلوب القتالي السائد بالمحافظة الذي تتكبد من خلاله الميليشيات خسائر بشرية ومادية فادحة.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)