الرئيسية > محلية > "رايتس ووتش" تتهم الحوثيين بارتكاب جرائم حرب من خلال قصف المدنيين جنوب السعودية بشكل عشوائي

"رايتس ووتش" تتهم الحوثيين بارتكاب جرائم حرب من خلال قصف المدنيين جنوب السعودية بشكل عشوائي

"رايتس ووتش" تتهم الحوثيين بارتكاب جرائم حرب من خلال قصف المدنيين جنوب السعودية بشكل عشوائي

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المعنية بحقوق الإنسان، مليشيات الحوثي والقوات الموالية لها، باستهداف المدنيين السعوديين وقتل وجرح العديد منهم، من خلال قصف المناطق المدنية في جنوب السعودية بالصواريخ والمدفعية، وبشكل عشوائي.

 

وأكدت المنظمة بأن الحوثيين والقوات الموالية لهم، يواجهون تهما بارتكاب جرائم حرب، بسبب قيامهم بقصف جنوب السعودية بالصواريخ بشكل عشوائي، الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

 

وقالت المنظمة في تقريرها: " إن قوات موالية للحوثيين قامت على ما يبدو في 5 مايو/أيار بإطلاق عشرات الصواريخ المدفعية بشكل عشوائي من شمال اليمن على جنوب المملكة السعودية، حيث قالت مصادر حكومية سعودية إن الهجمات تسببت في مقتل ما لا يقلّ عن 12 مدنيًا، وإصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح، وأكّد سكان من مدينة نجران على الحدود السعودية روايات الحكومة ووسائل الإعلام المتعلقة بالأضرار التي ألحقتها الغارات على منشآت عسكرية ومدنية في المدينة".

 

وشددت "هيومن رايتس ووتش" على ضرورة أن تتوقف القوات الموالية للحوثيين عن استخدام الصواريخ غير الموجهة في قصف مناطق آهلة بالسكان، مشيرة إلى أن الصواريخ غير الموجهة " لا تستطيع استهداف أهداف عسكرية بأي قدر من الدقة".

 

 وأضافت : "وتتميز هذه الصواريخ بطبيعتها العشوائية عديمة التمييز عندما تستخدم ضدّ المناطق السكنية، ولذلك فهي تتسبب في انتهاك قوانين الحرب، وقد يرقى استخدامها إلى جرائم الحرب".

 

وأوضحت بأن انتشار القوات السعودية في مناطق آهلة بالسكان يمثل أيضا انتهاكا لقوانين الحرب، مشيرة إلى أنه يتعين على السعودية اتخاذ خطوات لإبعاد المدنيين عن المناطق التي استهدفها القصف.

 

وقالت سارة ليا وتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "تتسبب القوات الموالية للحوثيين في قتل المدنيين السعوديين وإصابتهم بجروح باستخدام صواريخ مدفعية لا يُمكن توجيهها نحو أهداف عسكرية. ويتعين على القادة الحوثيين الكف عن شن هجمات عشوائية وإلا فسيواجهون تهم ارتكاب جرائم حرب".

 

وأشارت إلى أن الجيش السعودي قال إن قوات موالية للحوثيين قامت بإطلاق قذائف هاون وصواريخ كاتيوشا على جنوب المملكة انطلاقا من منطقة حدودية جبلية في اليمن،  كما قال الجيش لجريدة عرب نيوز اليومية إن الهجمات ألحقت أضرارًا بمدارس ومستشفى ميداني، وتسببت في مقتل ثلاثة مدنيين في نجران. يُذكر أن نجران فيها قاعدة عسكرية وسط المدينة.

 

ونقلت "هيومن رايتس ووتش"، عن سكان من مدينة نجران قولهم إن من بين المباني التي أصابتها القذائف مكتب محافظ المدينة، ومبنى المخابرات السعودية، ومنازل خاصة في أحياء الفهد والضيافة والخالدية، مشيرة إلى أن الهجمات لم تقتصر على منطقة نجران فحسب، فقد قالت وكالة الأنباء السعودية إن قذيفة سقطت مساء يوم 5 مايو/أيار على منزل خاص في قرية البحطيط في منطقة جازان، التي تقع حوالي 125 كلم جنوب غرب نجران و60 كلم غرب صعدة، معقل الحوثيين في شمالي اليمن، وتسببت في مقتل رجل وزوجته، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح. وفي 11 مايو/أيار، قالت وكالة الأنباء السعودية إن قذيفة أطلقت من داخل اليمن سقطت على الساعة العاشرة و40 دقيقة صباحًا على قرية حدودية أخرى في منطقة جازان، وتسببت في مقتل شخص واحد وإصابة أربعة آخرين بجروح.

 

وأضافت المنظمة أنه يتعين على الحكومات التي تقدم مساعدات مالية وعسكرية للحوثيين وغيرهم من الجماعات المسلحة في اليمن دعوتهم إلى التقيد بقوانين الحرب، بما في ذلك حظر شن الهجمات العشوائية، منوهة إلى أن الحرب بين اليمن والسعودية تخضع لقوانين الحرب، في الوقت الذي تحظر تلك القوانين شن هجمات عشوائية، أي الهجمات التي لا تفرق بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية، ومنها الهجمات التي لا تستهدف هدفا عسكريًا معينًا أو التي تستخدم أسلحة من قبيل الصواريخ غير الموجهة.

 

كما أفادت بأن على القادة العسكريين اختيار أسلحة هجومية قادرة على استهداف أهداف عسكرية للحد من تعريض المدنيين للخطر. كما لا يجب استخدام الأسلحة التي لا تستطيع استهداف أهداف عسكرية دون إلحاق أضرار بالمدنيين. ويتعين على القوات المتمركزة في مناطق آهلة بالسكان تجنب نشر أهداف عسكرية قرب مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وإبعاد المدنيين عن الأماكن القريبة من الأعمال العسكرية.

 

وأشارت إلى أنه وبناء على البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة،  فقد تسببت الحرب في مقتل ما لا يقلّ عن 828 مدنيًا، وتهجير أكثر من 300000 آخرين. وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تسببت الغارات والقيود التي تفرضها دول التحالف على وصول المساعدات الإنسانية وعمال الإغاثة في أزمة إنسانية "كارثية" في اليمن.