الرئيسية > محلية > سفينة المساعدات الإيرانية .. هل تكون شعلة الحرب بين التحالف وإيران؟

سفينة المساعدات الإيرانية .. هل تكون شعلة الحرب بين التحالف وإيران؟

سفينة المساعدات الإيرانية .. هل تكون شعلة الحرب بين التحالف وإيران؟

دعت الولايات المتحدة الأمريكية السلطات الإيرانية إلى أن تقدم مساعداتها الإنسانية لليمن من خلال مركز توزيع المساعدات التابع للأمم المتحدة في جيبوتي، وذلك بعد أن أعلنت طهران، الأربعاء، إرسال سفينة "شهد"، التي تقول إنها تحمل مساعدات إنسانية إلى اليمن.

 

التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد متمردي الحوثي في اليمن، والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، أكد أنه لن يسمح لأي سفينة إيرانية بالوصول إلى اليمن إلا بتصريح من التحالف، لتحذر بعدها بعثة الأمم المتحدة في اليمن، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، من أنه إذا لم تسمح إيران بتفتيش السفينة، فإنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي حادث ينجم عن محاولتها دخول المياه اليمنية.

 

في المقابل، حذرت طهران أيضاً من أنها لن تسمح لقوات التحالف العربي بأن تقوم بتفتيش السفينة، وفي حال لم تصل السفينة الإيرانية إلى اليمن، سيكون على إيران اللجوء إلى "خيارات أخرى".

 

السفينة التي تزعم طهران أنها تحمل مساعدات إنسانية، تسير نحو اليمن في ظل هدنة أعلن عنها التحالف الدولي لمدة 5 أيام، (بدأت في الساعة 11 من مساء الثلاثاء الماضي بالتوقيت المحلي لليمن)، في حين بدأت أصوات قطع العلاقات الإيرانية اليمنية تتعالى.

 

هذه التصريحات صدر آخرها عن وزير الخارجية اليمني، التي قال فيها إن بلاده تدرس قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، التي تتحمل كامل المسؤولية في حال دخلت السفينة إلى المياه الإقليمية اليمنية دون إذن وتفتيش من قبل السلطات الشرعية، مؤكداً أن اليمن فوضت التحالف العربي بردع أي مخالفة، ملوحاً باتخاذ كل الإجراءات بحق السفينة الإيرانية.

 

الخارجية الإيرانية أعربت عن أملها في أن تصل "المساعدات" في أسرع وقت إلى الشعب اليمني، في حين أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) العقيد ستيف وارين، أن بلاده تراقب "سفينة إيرانية تدعى إيران شهد"، تقول طهران إنها تحمل مساعدات إلى اليمنيين، متسائلاً: "إذا كانت هذه هي الحقيقة، فنحن بكل تأكيد نشجع الإيرانيين على إيصال هذه المساعدات الإنسانية عبر مركز توزيع الأمم المتحدة الذي تم إنشاؤه في جيبوتي".

 

وبحسب مراقبين، فإن تصاعد لغة التهديدات (التصريحات) الإيرانية من جهة، ودول التحالف من جهة أخرى، إزاء مواصلة إيران دعمها لمليشيا الحوثي في اليمن، عبر المياه الإقليمية بعد أن قطع التحالف عمليات الدعم براً وبحراً وجواً، عبر قصف مدارج مطار صنعاء، الأسبوع الماضي، واعتراض طائرات التحالف لطائرات شحن إيرانية متوجهة إلى صنعاء، يؤكد إحكام التحالف الخناق على متمردي الحوثي، لا سيما أن طهران أرسلت هذه المرة علناً "سفناً حربية" لترافق سفنها التي تقول إنها تحمل مساعدات، في حين أنها تحمل إمدادات عسكرية ولوجستية للمتمردين، بحسب متابعين.

 

ويبدو أن التصريحات والتلميحات من الجانب الإيراني بأن "صبرها بدأ ينفد"، بالتزامن مع مواصلة قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، قصفها على مواقع متمردي الحوثي، وتلميح اليمن بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، في ظل انتظار ما سيخرج به زعماء دول الخليج من قمة "كامب ديفيد"، هي مؤشرات ربما تكون بداية مواجهة أوسع مع طهران التي باتت تستشعر تقلص نفوذها بالمنطقة بعد عاصفة الحزم.

 

كما أن طهران لم تستثن واشنطن من تصريحاتها الأخيرة التي قالت فيها إن إيقاف وتفتيش سفينة "شهد" هو "إشعال نيران تخرج عن سيطرة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية"، في تصريح يبدو أنه يدل على حجم الخوف الإيراني من تزايد تضييق الخناق على أذرعها بالدول العربية، ونسف سنوات من العمل السياسي والعسكري الإيراني الذي كان يتفاخر باحتلال 4 عواصم عربية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)