يواصل مندب برس في حلقته الثانية استعراض الوجوه التي تقود المقاومة الشعبية المناوئة للحوثيين وصالح وتحالفهم العسكري ،  انعكاساً لحالة الرفض الشعبي والمجتمعي المتعاظم ضد تحالف الجماعة المستمدة إيديولوجيتها من إيران والنظام القديم .

وكان مندب برس قد نشر الحلقة الأولى من التقرير الذي تطرق فيه الى أبرز قادة المقاومة في وسط وجنوب البلاد .

العرادة: محافظ مقاوم

محافظ محافظة مارب سلطان بن علي العرادة  والذي يعد على رأس الهرم المقاوم والمترصد لأي اجتياح حوثي لمدينة مارب ، حيث ظهر قائداً للمقاومة من عمق العمل الرسمي .

في 2012 من شهر ابريل اصدر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قرار بتعيينه محافظة لمأرب بعد أن مارس العمل السياسي كعضو مجلس نواب في دورتين انتخابيتين 1993 – 1997  كمرشح توافقي  للأحزاب المشاركة في ذلك الوقت.

ينتمي لقبيلة عبيده من ابرز القبائل في محافظة مأرب ويحظى باحترام لدى جميع الوجاهات والأعيان في مأرب وإقليم سبأ حيث تم اختياره كرئيس مؤقت للإقليم إلى حين إجراء انتخابات محليه.

بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العام الماضي  بتسهيل كبير من حليفهم علي صالح  بدأت حشودهم تتجهز صوب مارب بالمقابل بدأت القبائل والسلطة المحلية في  المحافظة برئاسة المحافظ سلطان العرادة باحتشادها العسكري واستعدادها القتالي ضد اي تهديد عسكري لاجتياح المحافظة  ومع انشغال الحوثيين بمعركتهم مع هادي في صنعاء الرامية للاستحواذ على السلطة تم تأجيل الحرب  في مأرب.

ظل سلطان العراده متمسك بالشرعية الدستورية ورفضه لأي انقلاب يتجاوز شرعية الرئيس هادي  ومع إعلان جماعة الحوثي الدستوري أصدرت اللجنة الأمنية بمحافظة مأرب، برئاسة العراده  بيانا أعلنت في رفضها لانقلاب جماعة الحوثي وسيطرتها على السلطة بالقوة. وقالت "إنها عازمة على اتخاذ كافة التدابير والاجراءات الأمنية" التي من شأنها حفظ أمن واستقرار مأرب، بعيداً عن هيمنة الانقلابين الحوثيين في صنعاء.

تحدث للعديد من وسائل الاعلام العربية بلسان رجل الدولة المحنك المدرك للأثار السيئة التي تخلفها مليشيات الحروب على التنمية والسلم الاجتماعي   يتراس حاليا اللجنة الأمنية في المحافظة النفطية التي تمد الجمهورية بشرايين الحياه كما انه يقف بصلابه جبهات الحرب التي تدور على مشارف المحافظة مع قوات الحوثي وصالح .

العميد سرحان :تاريخ نضالي

برز اسم العميد صادق سرحان كقائد عسكري شجاع في حروب صعده إذ خاض معظم  المعرك الدائرة بين الدولة وجماعة الحوثي في الفترة السابقة كما انه شغل مناصب عسكريه قديمة في محافظة صعدة.  

من مواليد مخلاف  - شرعب السلام – محافظة تعز   عمل ضد الجبهة التي انتشرت في الثمانينات في المناطق الوسطى  له العديد من الشهادات العسكرية في البكالوريوس  وكذلك التحق بالأكاديمية العسكرية في صنعاء عام 1996-1998 وتخرج بدرجة الماجستير في العلوم العسكرية  عمل في الفرقة الاولي مدرع قائد الكتيبة الثانية دبابات وقائداً للدفاع الجوي.

مع اندلاع الثورة الشبابية الشعبية مطلع 2011م انضم مع العديد من القادة العسكريين للثورة , انتقل إلى محافظة تعز بعد محرقة ساحة الحرية التي ارتكبها نظام علي عبدالله صالح , وتولى حماية الثوار والمتظاهرين السلميين بعد أن كان قد تعهد بذلك في تصريحات لبعض وسائل الإعلام الخارجية  قائلاً " «سندافع عن الثورة بكل ما لدينا من قوة، وسنضحي بكل ما نملك من أجلها، والسلطات الأمنية ليست قادرة على قمع الناس بالقوة لأنهم لن يقابلوها بصمت» .

استشهد نجله عبدالرحمن في قصف قوات النظام على منزله في ثورة 2011م

وبعد أن تم هيكلة الجيش بموجب المبادرة الخليجية التي اقتضت خروج علي عبدالله صالح من السلطة  , اصدر الرئيس هادي قراراً بتعيينه قائد للواء الصواريخ في محافظة صعدة , بعد انقلاب جماعة الحوثي وصالح العسكري على الرئيس هادي وتمكنهم من الإستيلاء على الجيش والامن وغزوهم للمحافظات الجنوبية تمكن  العميد من الوصول الى تعز  ليتم بعد ذلك تدشين المقاومة الشعبية في المحافظة  بقيادته مع مجموعه من الضباط والشيخ المخلافي  

أصدر الرئيس هادي قرار بتعيينه قائداً للواء 22 ميكا في تعز ( حرس جمهوري سابقاً ) غير أنه لم يتمكن من دخول المعسكر بسبب تمرد اللواء على الشرعية  وتلقيه الأوامر من جماعة الحوثي وصالح 

تم تشكيل مجلس عسكري للمقاومة الشعبية في تعز برئاسة العميد صادق سرحان بهدف توحيد كيان المقاومة الشعبية والعسكرية وتنظيم عملها على الأرض  حيث خاضت وماتزال العديد من العمليات العسكرية ضد مليشيات الحوثي وصالح وحققت انتصارات كبيرة حيث تسيطر علي معظم المناطق في المحافظة

صالح العولقي زعيم قبلي لا يعرف الخنوع

في محافظة شبوة وبعد أن دخل الحوثيون اليها بتسهيلات من المحور العسكري المرابط في المحافظة انتفضت قبائل شبوة ضد التواجد الحوثي المسلح ودشنت مقاومه شعبيه عسكريه بقيادة العيد من المشائخ والضباط الاحرار  من هؤلاء الشيخ صالح بن فريد العولقي  والذي يعد من أبرز مشايخ قبيلة العوالق العريقة  في صعيد شبوة

يروي الدكتور عبدالمنعم معروف معركة خوضه للإنتخابات في عام 2003م، يقول"كنت حاضرا في جلسة خاصة بين الشيخ صالح بن فريد العولقي واحد القيادات السياسية في شبوة.. وكان الشيخ مرشحا للانتخابات النيابية.."

يضيف"تكلم فيها الشيخ عن خلاف بينه وبين عفاش وان عفاش هدد باسقاطه في الانتخابات بين قبيلته وان الشيخ راهن على الفوز ونزل الشيخ مرشحا مستقلا".

كان عارف الزوكا حينها رئيسا لفرع المؤتمر بشبوة وتم ترشيح غازي لحمر مرشحا مستقلا مدعوما من عارف ومن المؤتمر، لكن الشيخ صالح كسب الرهان وفاز في الانتخابات، يقول معرو

قاد العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الحوثي وصالح في المحافظة القوية ومع توالي الضربات الشديدة للمقاومة  انسحب الحوثيون من عدة مواقع ومناطق وتم تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

 في تصريحات لوسائل إعلام وجه العولقي تحذيرا للمتمردين الحوثيين وأتباع المخلوع صالح، مطالبا إياهم بالخروج من المحافظة نهائيا، قائلاً "ما زلنا في بداية المعركة، ولدينا الكثير الذي سنكشفه في وقته، ومقاتلونا جاهزون للدفاع عن محافظتهم حتى آخر رمق في حياتهم. لذلك فإن من الأفضل لكم أن تخرجوا الآن، قبل أن يشتد القتال، ولا عذر لمن أنذر".

واستعادت المقاومة الشعبية في شبوة العديد من المناطق منها مديرية عسيلان وتتجه نحو تحرير مركز المحافظة عتق 

وضعته جماعة الحوثي في بؤرة انتقامها وحقدها حيث تم تفجير منزله في صعيد شبوة لكنه لم يعيرهم أدني أهميه حيث علق في صفحته بالفيس بوك على حادثة تفجير منزله قائلاً " منزلي ليس 400 متر مربع وانما منزلي هو 332,970 كم² من المهرة الى باب المندب. تحية لكل رجال المقاومة الابطال والرحمة للشهداء فهم شموع تنير دربنا ".

وجه رسالة للعاهل السعودي وحكام الإمارات يطالبهم بالدعم لمواجهة قوات صالح المعززة بأسلحة حديثة ،بعد تعرض مقاتليه لهزيمة في منطقة الصعيد بعد أن كانوا على مقربة من استكمال السيطرة في شبوة ، ظهر متحدياً وقال ان المعركة ستعقبها معارك وان النصر سيكون حليفهم .

الزبيدي: قائد مغمور حرر الضالع

عيدروس الزبيدي هو قائد المقاومة الجنوبية  في محافظة الضالع المعروفة بعنفوانها وشراسة أبنائها  ليس له ظهور اعلامي كبير عكس مواقفه وحركاته في الميدان المتعاظمة والتي جعلت من الضالع أول مدينه تتحرر من مليشيا الحوثي وصالح بعد تكثيف ضربات المقاومة ضد مواقع المليشيا ومعسكراتهم 

حيث تيقظ القائد عيدروس الزبيدي مبكراً مستشعراً خطر مليشيات الحوثي وهو يتحرك صوب المحافظات الجنوبية إذا دعا في وقت سابق جميع المشائخ  والشخصيات الاجتماعية المختلفة الى اجتماع عاجل وطارئ الجمعة القادمة بمنطقة زُبيد الضالع وتوحيد الجبهة الداخلية استعداداً لمقاومة مليشيا جماعة الحوثي  

خاض العديد من المواجهات العنيفة مع المليشيا في الضالع لتتمكن بعدها المقاومة الشعبية من بسط سيطرتها على معظم مناطق المحافظة 

شوهد في معسكر الجرباء اللواء 33 آخر معاقل مليشيا الحوثي وصالح  بعد أن تم السيطرة عليه من قبل المقاومة الشعبية محتفلاً مع عدد من جنوده التي كانت تعلوهم ملامح النصر

  وبعد أن تم تحرير محافظة الضالع هنأءه الرئيس هادي عبر اتصال هاتفي بمناسبة الانتصارات العظيمة التي حققتها المقاومة على الأرض من خلال السيطرة على معظم مناطق المحافظة وتأمينها من مليشيات الحوثي وصالح.

الحلقة الأولى على الرابط التالي :

http://mandabpress.com/story/2015-5-23/10833