الرئيسية > محلية > انتصارات المقاومة هل تغير مسار المفاوضات؟؟ (تحليل)

انتصارات المقاومة هل تغير مسار المفاوضات؟؟ (تحليل)

انتصارات المقاومة هل تغير مسار المفاوضات؟؟ (تحليل)

قال خبراء عسكريون ومحللون يمنيون أن الانتصارات التي تحققها المقاومة الشعبية والجيش الوطني، في محافظتي مأرب والجوف شمال اليمن، وسيطرتهما على عدد من المعسكرات الإستراتيجية، تجعل مليشيات الحوثي صالح، أكثر تلهفا إلى التوصل لحل سياسي، يجعلهم حاضرين في أي عملية سياسية قادمة.

 

وتوقع مراقبون أن الانتصارات الأخيرة التي حققتها المقاومة والجيش الوطني في مأرب، والجوف، قد تغيير مسار المفاوضات الجارية بين المليشيات الحوثية والحكومة اليمنية، حيث أصبح الحوثيون بين خيارين، إما القبول بالمفاوضات وإطلاق المعتقلين ورفع الحصار عن تعز، أو الرفض، وهو الأمر الذي سيفتح الطريق أمام المقاومة والتحالف للوصول والسيطرة على العاصمة صنعاء.

 

وسيطرت المقاومة الشعبية والجيش الوطني، في محافظة مأرب ، يوم الخميس، على معسكر ماس الاستراتيجي، الذي يعد آخر معاقل مليشيات الحوثي وصالح، في مديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب، والمحاذية لريف محافظة صنعاء.

 

كما سيطر الجيش اليمني، والمقاومة الشعبية، يوم الجمعة، على مدينة "الحزم" مركز محافظة "الجوف" شمالي البلاد، بعد معارك عنيفة مع الحوثيين، ودخلت المجمع الحكومي (مبنى المحافظة)، وأحكمت سيطرتها على بقية أنحاء المدينة، واقتحمت المقاومة معسكر "اللبنات" الاستراتيجي شمال شرق محافظة "الجوف" وتمكنت من تحريره بعد حصاره لعدة أيام.

 

وفي هذا السياق يقول رئيس مركز ساس للأبحاث ودراسة السياسيات، عدنان هاشم، أن "انتصارات المقاومة، وفقدان الحوثيين للعديد من المواقع والمعسكرات الاستراتيجية، يجعلهم أكثر تلهفا لإيجاد حل سياسي يبقيهم في المراحل القادمة"، مشيرا إلى أن "مشكلة المفاوضات مركبة، خاصة في ظل وجود خلافات بين وفد صالح- الحوثي".

 

وأضاف هاشم أن "وفد الحكومة من الواضح أنه حضر ولديه رؤية لكل شيء بعكس الحوثيين، وهذا ما يظهر تخبطهم، وفي حال استمرت المقاومة في التقدم نحو صنعاء، مع فتح جبهات أخرى في أرحب وعمران، فإن الحوثيين سيكونون ملزمين بتطبيق رؤى الحكومة الجاهزة".

 

وتابع "الحوثيون اليوم في حالة انهيار عسكري، وهم يقاتلون الآن في هامش الإنهاك الجسدي والتسليحي، هم يريدون الحل السريع، لكن الإيرانيين يريدونهم للمزيد من المناورة في الملف السوري، وفي حال شعر الإيرانيون أن هنالك تهديدا لاقتلاع الحوثيين، سيضغطون باتجاه حل سياسي يبقيهم"
 
وأشار إلى أن محاصرة صعدة وصنعاء "رسالة لإيران أكثر من الحوثيين لإن قرار الجماعة بيد طهران".

 

ويقول الخبير العسكري اليمني، علي الذهب، أن "أي موقع أو معسكر تسترده المقاومة يمثل مكسبا لها، وخسارة بالغة للطرف الآخر، بشرط أن يكون ذلك في إطار خطة شامل ومتكاملة ترمي إلى التوسع نحو صنعاء والاستماتة في الحفاظ على أي من المواقع المستردة".

 

وأضاف الذهب أن الطرق تمثل "عصب المعركة، كون الطريق بين مأرب وصنعاء حافل بالمواقع العسكرية التي تمثل نقاط دفاع متقدمة عن العاصمة، وكلما وقع أي منها بيد المقاومة اقترب من العاصمة وضيق الخناق على المليشيات".

 

وأوضح أن هذه التطورات مقاربة لما حدث في سبتمبر2014م، حينما تقدم الحوثيون نحو صنعاء وأسقطوها بحركة انقلابية مسلحة، في ظل مفاوضات صورية قادها المبعوث الأممي السابق، على نحو ما يجري اليوم في جنيف، مع وجود فوارق كثيرة بين المشهدين.

 

من جهته قال المحلل السياسي اليمني، حسين الصوفي، إن "الانتصارات الجارية قد تجعل من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة، مختلفة عن مثيلاتها التي أصبحت فرصة للانقلاب، كي يلتقط فيها أنفاسه، وتوفرها له الأطراف الدولية التي تتعامل مع الملف اليمني كورقة ضغط في هكذا منعطف تاريخي عالمي عاصف، ولغة الواقع تؤكد أن جنيف عمل هامشي لا أثر له مطلقا".

 

وأضاف الصوفي أن المقاومة خيار استراتيجي مصيري، فرضته الظروف التي احتضنت الانقلاب ورعته وساهمت في تمديد عمره، وأهم أهداف المقاومة هي استعادة الدولة من أيادي الانقلابيين، وتحرير المؤسسات التي تسيطر عليها عصابة حاقدة ومنتقمة، وهذه الأهداف هي في ذاتها جوهرية وجودية".

 

لافتا إلى أن "معركة وأهداف المقاومة لا يمكن أن تخضع لخطة المساومة أو الابتزاز، لكنها قد تتريث وتخضع لتكتيكات تتماشى مع المناخ الدولي والإقليمي، والحسم العسكري هو الطريق الجبري الذي جاء استجابة للظروف التي ولد فيها الانقلاب".

 

وكان الحوثيون وحزب الرئيس السابق "علي عبدالله صالح"، قد تغيبوا عن جلسات أمس الجمعة، بداعي التطورات التي حدثت على الأرض، وإصدار المبعوث الأممي لبيان تضمن نقاطاً غير التي تم التشاور فيها معهم، حسب زعمهم.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)