الرئيسية > محلية > زيارات (سلمان) الخارجية تدفع إيران للتصعيد (عسكرياً) في سوريا واليمن

زيارات (سلمان) الخارجية تدفع إيران للتصعيد (عسكرياً) في سوريا واليمن

زيارات (سلمان) الخارجية تدفع إيران للتصعيد (عسكرياً) في سوريا واليمن

يبدو أن الزيارات الخارجية للملك سلمان نحو مصر وتركيا التي أجمع المراقبون على أنها تهدف لتوحيد العالم الإسلامي والمصالحة بين دول المنطقة للوقوف بوجه إيران، وترتيب بيت العرب الداخلي والتوسع إسلاميا لمواجهة التحديات القائمة، أربكت النظام الإيراني، ودفعته لمزيد من التصعيد في سوريا واليمن منذ إعلان مسار زيارات العاهل السعودي.

ويأتي التحرك السعودي قبل أيام من مؤتمر قمة منظمة التعاون الإسلامي المقرر إنعقاده غدا الأحد، والذي سيجمع مصر وتركيا بروتوكولياً ورسمياً للمرة الأولى منذ الأزمة المتصاعدة بينهما، وقد أرجع مراقبون أن هذه الزيارة قد تكون عاملاً مساعداً للجهود التي تبذلها الرياض لتقريب وجهتي النظر التركية والمصرية.

وقد توجه الملك سلمان إلى مصر الخميس الماضي، بحسابات سياسية واستراتيجية في إطار دور المملكة الريادي في قيادة المسلمين ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة في ظل اتجاه مصر إلى إيران التي تكن عداء غير مسبوق للمملكة، وفي ظل رغبة سعودية بتقارب تركي مصري وإعادة توجيه دفة العلاقات بين البلدين في ظل وجود مهددات مشتركة تواجه المنطقة أبرزها الخطر الإيراني.

إيران تصعد ضد المملكة في اليمن

حيث أعلنت البحرية الأميركية ضبط شحنة أسلحة أثناء اعتراض سفينة بحرية إيرانية في بحر العرب الأسبوع الماضي، كانت في طريقها -على ما يبدو- إلى جماعة الحوثي الشيعية المسلحة المدعومة إيرانيا والتي تشن المملكة حرباً ضدها في اليمن.

وبعد ساعات قليلة من وصول العاهل السعودي إلى مصر، أعلنت القاهرة في بيان رسمي نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، عن أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، انزعاجها من تقارير تشير إلى ضبط شحنات أسلحة إيرانية أثناء تهريبها إلى اليمن على مدى الأسابيع الماضية.

وقال "أبو زيد" إن هذه التقارير التي تأتي في وقت تبذل فيه جهود إقليمية ودولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن "تؤكد مجدداً دواعي القلق المصري تجاه سلوك إيران الإقليمي".

وأضاف أن الأمر “يثير علامات استفهام حول التناقض بين المواقف الرسمية الإيرانية وممارساتها الفعلية التي لا تسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة بل تعكس استمرار سياسة التدخل غير البناء في الشأن العربي”.

وهو البيان الذي تماشى تماما مع التصريحات السعودية، حيث استنكر عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، محاولات إيران تهريب الأسلحة للجماعات الحوثية فى اليمن، موضحاً أنه إذا كانت طهران تريد علاقات متوازنة مع المنطقة العربية فعليها أن تغير سلوكها.

وهي التصريحات التي جاءت خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الخميس الماضي، في المنامة بعد أن بحثا سبل التعامل مع الأزمات التي تواجهها المنطقة، حيث استنكر الطرفان "محاولة تهريب إيران أسلحة للحوثيين باليمن، وإلى دول أخرى في المنطقة".

وأضاف الجبير: "إذا استمرت إيران في تدخلاتها وسياستها في المنطقة، سيجعل هذا من الصعب التعامل معها".

وأوضح، أنه تم خلال الاجتماع مراجعة تأكيدات الولايات المتحدة، فيما يتعلق بدفاعها عن دول مجلس التعاون الخليجي من أي اعتداء خارجي، وبحث موضوع التصدي لتدخلات طهران، والتعامل مع التحديات الموجودة في المنطقة.

حزب الله يؤسس قاعدة دائمة بسوريا

وفي سوريا، قامت إيران في الأسابيع الأخيرة بتعزيز وجودها العسكري في سوريا، وذلك بعد الانسحاب الروسي الجزئي وعشية استئناف مفاوضات جنيف، فيما كشفت مؤسسة «ستراتفور» للدراسات الأمنية، عبر صور للأقمار الاصطناعية، أن حزب الله -الزراع العسكري لإيران بلبنان- يسعى لتأسيس قواعد دائمة له في سوريا، على طول الحدود السورية – اللبنانية.

وجمعت "ستراتفور"، التي توصف في الصحافة الأميركية بأنها "وكالة المخابرات المركزية في الظل"، معلومات من مصادر دبلوماسية ومصادر مقربة من حزب الله، تؤكد تثبيت حزب الله لمواقعه في سوريا.

وبحسب هذه المصادر، فإن محاولات حزب الله بتوسيع وتعزيز سيطرته في سوريا ستزداد مستقبلا، موضحة بالصور الفضائية مواقع الحزب التي أسسها قرب بلدة القصير، القريبة من الحدود اللبنانية، والتي سيطر عليها بعد معركة القصير في يونيو 2013. قرب القصير.

وأظهرت الصور الفضائية التي حصلت عليها "ستراتفور" أن القاعدة العسكرية التي أسسها حزب الله قرب القصير، مثل بقية المواقع الدفاعية المتقدمة في سوريا، جزء من استراتيجية حزب الله في سوريا.

وتؤدي القاعدة دورا أساسيا بحماية مواقع حزب الله، ولبنان، حال سقوط النظام السوري.ويسعى حزب الله عبر هذه القواعد لتأمين مواقعه على الحدود اللبنانية، عبر بناء سواتر ترابية على امتداد الحدود قرب القصير، كما أخلى المنطقة المحيطة بالقاعدة لتحسين المراقبة والدفاع من الجانب السوري من الحدود، بالإضافة لحفره فنادق منها باتجاه لبنان. تخزين أسلحة وبالاتفاق مع حليفته إيران.

طهران ترسل 60ألف عسكري لسوريا

فيما كشفت زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض، مريم رجوي، أن طهران أرسلت 60 ألف عسكري إلى سوريا لحسم المعارك في بعض المناطق لصالح نظام الأسد، ولكن دون أمل بالانتصار.

وأكدت رجوي في كلمة لها خلال اجتماع مع نواب في الجمعية الوطنية الفرنسية، في باريس، الثلاثاء -بالتزامن مع إعلان زيارات الملك سلمان الخارجية-، أن "روحاني الذي كان يدّعي الاعتدال، ضاعف عدد الإعدامات وصعّد من الحروب والمجازر في سوريا والدول الأخرى في المنطقة، وصرف الأموال المفرج عنها من خلال إلغاء العقوبات لقوات الحرس وللحروب في اليمن وسوريا والعراق، ولم تكن حصة الشعب الإيراني سوى مزيد من الفقر".

وقالت رجوي في الاجتماع الذي حضره كل من النائب برونور لورو، رئيس الكتلة الأغلبية الاشتراكية في الجمعية الوطنية ومجموعة أخرى من نواب البرلمان الفرنسي: إن "مختلف شرائح الشعب الإيراني تريد التغيير في إيران".

وأكدت أنه "أثبت أبناء الشعب الإيراني هذا المطلب من خلال 6500 حركة احتجاج نظموها خلال العام الإيراني المنصرم".

وشددت مريم رجوي على أن النظام الإيراني يمر بمرحلة ضعف، وقالت: "في الوقت الحالي هناك ما لا يقل عن 60 ألف عسكري ومليشيات تابعة للنظام الإيراني في سوريا. لكن ليس هناك منظور للانتصار لملالي في سوريا. الملالي بحاجة إلى أسد لبقائهم في السلطة، وإنهم في أسوأ ظروفهم. كما أن اختبار الصواريخ الباليستية من قبل هذا النظام انتهاك لقرار مجلس الأمن ويشير إلى مواصلة سياسات النظام نفسها، كما أنه يريد من خلال ذلك التستر على ضعفه وهشاشته".

من جهته، أدان النائب برونو لورو، انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وقال: "نحن (الفرنسيين) نقول إننا نرفض انتهاك حقوق الإنسان نحن نرفض أحكام الإعدام، نحن لا يمكن أن نقبل أنظمة تقمع شعوبها بهذا الشكل".

وتحدث في هذا الاجتماع عدد آخر من النواب الفرنسيين، منهم دومينيك لوفور، رئيس المجموعة البرلمانية لإيران ديمقراطية، وقال: إن "النظام الإيراني يواصل مشروعه الصاروخي بهدف زعزعة المنطقة".

كما عبر النائب ميشل ترو، من الحزب الجمهوري، عن أمنيته بأن "يكون العام الجديد الإيراني عام إقرار نظام ديمقراطي في إيران".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)