الرئيسية > حقوق وحريات > صنعاء سلسلة سجون وهلع ، يحي السواري يروي حقائق مخيفة عن معتقلات الحوثيين

صنعاء سلسلة سجون وهلع ، يحي السواري يروي حقائق مخيفة عن معتقلات الحوثيين

صنعاء سلسلة سجون وهلع ، يحي السواري يروي حقائق مخيفة عن معتقلات الحوثيين

سرد الناشط والمصور الاعلامي اليمني يحي السواري قبل أيام رواية هروبه من معتقل للحوثيين وسط العاصمة صنعاء. وقال السواري الذي بقي في معتقل الحوثيين 3 أيام أنه عند هروبه يوم 28 يناير الماضي ترك خلفه 4 من المعتقلين وترك كاميراته وتلفوناته . وأشار السواري أن من بين الأربعة الذين تم احتجازهم معه في فندق هلتون المهجور في التحرير والذي يتخذه الحوثيون معتقلا لهم شاب من ريمة اسمه وليد القطوي. وبين السواري في منشور له على الفيسبوك أن القطوي تمكن من الخروج في اليوم التالي وانه تواصل معه والذي بدوره روى له معاناة هروبة .

 وبتعبر الكاتب والروائي اليمني مروان الغفوري فقد حول الحوثيون صنعاء ب"كولاغاتهم الى سلسلة سجون وهلع تعطي انطباعاً دقيقاً عن مستقبل الأقاليم الأخرى فيما لو دخلها الحوثيون".


حقائق مخيفة :-

قبل أي شيء, أؤكد على أنه في حال اختفائي انا أو الاخ وليد القطوي أو في حالة تعرّضنا لأي أذى فان المسئول الوحيد هم الحوثيون. خصوصاً بعد هذا المنشور


كما ذكرت سابقاً, أنا هربت من فندق مهجور في التحرير اسمه "هلتاون" مساء يوم الاربعاء الفائت الموافق 28/يناير/2015م. وذلك بعد إخفائي قسراً من قبل الحوثيين لمدة ثلاثة ايام, هربت تاركاً خلفي في غرفة الحجز 4 اشخاص. 2 منهم حوثيين قالا انهما معاقبان لأسباب لا اعلمها, والاخرين مواطنين احدهما سائق دراجة نارية اتوا به عصر يوم فراري لغرفة احتجازنا, والثاني هو الاخ وليد القطوي من محافظة ريمة تم اختطافه في نفس اليوم الذي خطفوني فيه وهو يوم الاثنين الموافق 26/يناير/2015م. وايضاً هربت تاركاً كاميراتي وتلفوناتي بحوزة الحوثيين الذين احتجزوني.


بعد هروبي نشرت بصفحتي وتحدّثت للإعلام أنه ما يزال في الفندق شباب محتجزين وطالبت بإخراجهم. لكنّي تفاجأت باخبار تقول أن هناك أشخاص ذهبوا للفندق بعد تصريحاتي ليتأكدوا من صحتها لكنهم لم يجدوا احد محتجز. وايضاً وصلتني العديد من الاتصالات الهاتفية من قبل اصدقاء قالوا لي انهم تواصلوا مع معارفهم من الحوثيين بخصوص قصّتي, والذين بدورهم انكروا انني هربت, وقالوا انهم هم من اطلق سراحي. لكنّي استمرّيت في سرد القصة وتأكيدها, وتواصل معي اهل الاخ وليد القطوي بعد ان سمعوا تصريحاتي التي ذكرت فيها اسم وليد وقلت انه ما يزال محتجز, وتأكدوا منّي ان من تحدّثت عنه هو ابنهم, ثم اعطوني صورة له وبدوري نشرتها مع التأكيد على انه ما يزال محتجز.


  • وليد القطوي - محافظة ريمة - اعتقله الحوثيون يوم 26 يناير وتم الافراج عنه يوم 30 يناير الماضي

 

ومساء يوم الخميس الفائت الموافق 29/يناير/2015م اتصلوا بي اهل وليد واخبروني انه تم الافراج عنه وانه في بيته لكنّه بحالة صحيّة متعبة ولا يستطيع التحدّث معي. فأخذت رقم هاتفه وقمت اليوم الجمعة 30/يناير/2015م بالتواصل معه وقابلته لأعرف منه ماذا حدث بعد هروبي. وإليكم القصّة كما سردها لي.

قال لي وليد :-

بعد أن هربت أنت تشجّع سائق الدراجة النارية خصوصاً انك لم تواجه أي مشاكل بسبب عدم وجود حراسة للبوابة الخلفية, فقفز من النافذة وفعل كما فعلت انت, ونجح في الهروب ايضاً, لكنّه ايقظ الحوثيّين المحتجزين معنا في الغرفة. وحين ادركا ذلك قاما بالصراخ من النافذة وطرق الباب لِمناداة الحراسة. فجاءوا الحراس واخبرناهم بما حدث, وقلنا لهم انّكما هربتما بينما كنّا نائمون. فخرج بعض الحرّاس للشارع واستنفر الباقون بداخل الفندق. وبعد قليل قالوا لنا انهم قبضوا عليكما, وقالوا انّهم سيطلقون سراحي وسينقلون الحوثيّين الآخرين إلى سجن آخر.

ثم اخرجونا الثلاثة من الفندق إلى سيارة تكسي اخذتنا إلى جولة "دار سلم" وهناك سلّمنا المشرف "ابو بتول" كما يسموه وهو مشرف الفندق الذي كان يحقّق معنا هناك, سلّمنا إلى سيارة اخرى واشخاص آخرين, واعطاهم اسمائنا وبعض التفاصيل عنّا واشيائنا التي اخذوها منّا في الفندق. ثم قام هؤلاء بربط ايدينا واغلاق اعيننا ثم مشينا بالسيارة مسافة ليست طويلة, ولم اشعر بأن السيّارة انعطفت بنا كثيراً. وحين توقّفت السيارة انزلونا منها ثم فكّوا ايدينا وازالوا الربطات من اعيننا فوجدت نفسي في فيلا كبيرة. ادخلونا فيها وانزلوني وحدي إلى البدروم واخذوا الحوثيين الآخرين إلى غرفة اخرى.

وفي البدروم وجدت حوالي 20 سجين. جميعهم لا يعلم احد عنهم أي شيء, وهم انفسهم لا يعلمون ماذا سيحدث لهم ولا لماذا هم محتجزون, وكل واحد منهم اعتقله الحوثيون بتهمة مخلفة وبدون ان يخبروه إلى متى سيبقى محتجز ولم يسمحوا لأحدهم بان يخبر اهله انه محتجز, وقد مر على بعضهم اكثر من شهرين وهو محتجز في ذلك البدروم. وقالوا لي انه لم يسبق أن اطلقوا سراح احد من ذلك البدروم, وبين الحين والآخر يأتيهم مسجون جديد. وقالوا ان ذلك البدروم ليس الزنزانة الممتلئة الوحيدة في تلك الفيلا, فهناك غرف كثيرة فيها مساجين.

ووصف لي وليد حالة هؤلاء المساجين بالمأساوية. فلا شيء هناك إلا القذارة والجوع والعطش والاهمال والتعذيب وكل ما هو سيئ ولا انساني. يقبعون هناك منذ اشهر لا يعلمون ماذا يحدث في البلاد ولا يعلم احد عنهم شيء, يتمنون أي عقاب يخرجهم من قبرهم هذا. ويتمنون أي شخص يخبرهم ماذا يحدث وسيحدث لهم.

وقال وليد حين اخبرتهم انك إعلامي وان هروبك هو سبب نقلي إلي سجنهم, استبشروا كثيراً وتوسّلوا إليَّ أن اخبر الناس عنهم في الخارج لو تم الافراج عنّي. ثم استكمل وليد قصّته قائلاً. قضيت تلك الليلة في ذلك البدروم, وفي نهار اليوم التالي اخذوني إلى غرفة اخرى فيها شخص رأيته على شاشات التلفاز كثيراً على ما اعتقد وهو يتحدّث باسم الحوثيين, قام هذا الشخص بالتحقيق معي ثم طلب مني التوقيع على تعهّد بعدم التحريض ضد انصار الله كما هو مكتوب في التعهّد. وبدوري قمت بالتوقيع على ذلك التعهّد كي يطلقوا سراحي. وبالفعل اطلقوا سراحي مساء ذلك اليوم الخميس 29/يناير/2015م.


هكذا كانت القصّة.
وما يزال هناك الكثير من التفاصيل التي ينبغي التحدّث عنها والتي اتمنا من وسائل الاعلام التفاعل معها لتصل إلى المعنيين بالقانون وبحقوق الانسان ولكي تصل إلى كل يمني. أنا لا اصدق أن كل هذا يحدث في بلدي. يجب أن يتوقف هذا فوراً, وبأي شكل من الأشكال. وأنا والأخ وليد على استعداد للأدلاء بشهاداتنا وللنزول إلى تلك الأماكن التي ذكرناها. وما تزال لدينا الكثير من التفاصيل والأسماء التي لا يتّسع "الفيسبوك" لذكرها والتي تؤكد صحّة ما نقول.

 

انا أعلم أنّني لا استطيع مقاضاة الذين احتجزوني قانونياً في الوقت الراهن. لكنّي مصر على أن ما حدث لي وما حدث لغيري من اليمنيين ظلم وجرم يجب محاسبة من قام به, ولن اسكت على ما حدث لي ويحدث للكثير من اليمنيين. واطالب الحوثيين بإعادة كاميراتي وتلفوناتي بأسرع وقت ممكن, لأن هذا حقّي واخذه مني يعتبر سرقة.

 

وأخيراً
أعود وأؤكد على أنه إذا حدث لي أي مكروه أنا أو الأخ وليد القطوي فلا غريم لنا غير الحوثيين. 

 

/الحديث ليحيى السواري/

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)