الرئيسية > اخبار وتقارير > السفير نعمان يكشف عن تداعيات إيقاف تحرير الحديدة ومكاسب الحوثييين من وراء ذلك

السفير نعمان يكشف عن تداعيات إيقاف تحرير الحديدة ومكاسب الحوثييين من وراء ذلك

ياسين سعيد نعمان - سفير اليمن في بريطانيا

أكد سفير اليمن لدى بريطانيا، ياسين سعيد نعمان، أن إيقاف عملية تحرير الحديدة، ومنع استعادتها من الحوثيين، كانت عملية خارج المنطق الذي يطالب بإنهاء الحرب.

 

وأضاف في منشور على حسابه بموقع "فيسبوك"، إن توقف معركة تحرير الحديدة قلب موازين المعركة والأمن الإقليمي والحل السياسي رأساً على عقب.

 

وقال "نعمان": "سواء كانت محسوبة سلفاً بهذا المحتوى، أو أنها فقدت عناصر زخمها في مرحلة معينة، المهم هو أنها كانت نقطة تحول سلبية في المسار نحو استعادة الدولة، وما سيؤدي إليه ذلك من تداعيات على أكثر من صعيد ".

 

وأشار إلى أن المعركة بهذا التحول "فقدت الإيقاع الذي كانت تتحرك به نحو إنهاء الحرب وتحقيق السلام الذي يتطلع إليه اليمنيون"، مبينا أن المسار العام للمعركة تحوّل بصورة بدا معها أن الإندفاع نحو استعادة الدولة قد فقد قدراً كبيراً من شروطه.

 

ولفت إلى أن ذلك كان له أثره في تمكين الحوثيين، ومن خلفهم إيران من إعادة بناء استراتيجيتهم القتالية واختيار ميادين القتال بدرجة كبيرة من الإطمئنان إلى أن الجبهة التي كانت تستنزفهم وتشكل المصدر الحقيقي لكسرهم قد تجمدت.

 

وأضاف السفير "نعمان": "لم يعد هنالك ما يشكل مصدر إزعاج لهم (الحوثيين ومن وراءهم إيران)، بعد أن تكفل المجتمع الدولي بحراسة هذا الوضع بإعلان السويد، وعلى النحو الذي شاهدناه في الرحلات المكوكية للمبعوث الأممي بحثاً عن وسيلة لإقناع الحوثيين بالانسحاب من ناحية ومساومة الشرعية والتحالف من ناحية أخرى ، واجتماع اللجنة الرباعية ، وأخيراً الاعلان عن إعادة الانتشار من طرف واحد في بادرة لم يشهدها العالم منذ أن أسس القانون الدولي تشريعاته في فك المنازعات ، مع تجاهل الطرف الآخر في التسوية بتلك الصورة التي راح أحد المسئولين الأممين فيها يردد بدون إكتراث من "أن الحكومة اليمنية ستنفذ إلتزاماتها عندما يطلب منها ذلك" ، غير مكترث للاعتراضات التي اعلنتها الحكومة ".

 

واستطرد "نعمان" قائلا: "وما شهده بحر العرب ، وفي المياه الاقليمية لدولة الامارات العربية المتحدة  الشقيقة، من تفجير للسفن السعودية ، وتبجح ايران ووكلائها ممن لمحوا وصرحوا وأعادوا تصريحات ظريف ، التي أطلقها في أمريكا بشأن أن الحرب "ستشمل الجميع" ، هي واحدة من تداعيات هذا الوضع الذي نشأ في الحديدة باعتباره مكسباً ذا قيمة جوهرية للمشروع الايراني ، رغماً عن كل ما تردده الدبلوماسية العالمية ذات الارتباط الوثيق بالوضع في اليمن من تطمينات".

 

وشدد على ضرورة الاعتراف بأن الحكومة خسرت من يدها أهم عنصر في معادلة القوة والمواجهة مع المشروع الإيراني في هذه البقعة من ميدان المعركة الواسع ، مضيفا: "وإزاء هذا الوضع لن يقف هذا المشروع بزخمه الذي اكتسبه من هذا التحول الخطير في النطاق الجيوسياسي الذي تدور فيه المعركة ، ففائض القوة التي وفرها له تجميد معركة الحديدة نقلته الى أفق أوسع ، موظفاً الذرائع الناشئة عن صراع إيران مع الولايات المتحدة الامريكية لأسباب ظاهرها المشروع النووي وباطنها إعادة صياغة التحالفات الاستراتيجية في آسيا والشرق الاوسط مع ما توفره روسيا والصين والهند من ديناميات مقاومة للسياسة الامريكية وما يراود أوربا من مخاوف بشأن مجاهيل السياسة الأمريكية في ظل إدارة ترمب ".

 

واختتم السفير ياسين سعيد نعمان حديثه بالقول: "وأخيراً يصبح الحديث عن السلام الذي يحقق الامن والاستقرار في اليمن في ظل دولة أمنة وقوية ومستقرة ضرباً من الخيال في ضوء ما اسفرت عنه المتغيرات التي أحدثها انتزاع الحديدة من معادلة فرض السلام الذي كان يمكن ان تتشأ عنه دولة بهذا المفهوم ، فما الذي يا ترى يجعل الحوثيين يقبلون الان بمثل هذ الدولة وقد كانت متاحة بمخرحات الحوار الوطني وهم في هذا الوضع الذي جعلهم يتحدثون عن إعادة انتشار من طرف واحد؟".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)