الرئيسية > حقوق وحريات > الصحفي أحمد حوذان يكشف قصة اختطافه وتفاصيل مروعة من داخل سجون الحوثيين

الصحفي أحمد حوذان يكشف قصة اختطافه وتفاصيل مروعة من داخل سجون الحوثيين

نشر موقع الخبر بوست حواراً مطولاً مع الصحفي أحمد حوذان المفرج عنه من سجون مليشيا الحوثي قبل أيام ضمن صفقة تبادلية أشرف عليها الصليب الأحمر .

وقد أورد حوذان جملة من الانتهاكات واساليب التعذيب التي تعرض لها خلال فترة اعتقالة

مندب برس يعيد نشر الحوار لما يحتويه من معلومات هامة تبرز جانباً من الوجه القبيح لسجون المليشيا وأساليب التعذيب والانتهاكات المختلفة بحق المختطفين .

في منزل صغير بالإيجار بمنطقة الحصبة وسط العاصمة صنعاء كان يعيش الصحفي أحمد محمد حوذان (29 عاما)، مع زوجته وإبنته البالغة من العمر عامين.

 

 يقول حوذان الذي تخرج من من كلية الإعلام بجامعة صنعاء قسم الإذاعة والتلفزيون إنه كان  يعتمد على مصدر رزقه من عمله كصحفي في عدد من الوسائل الإعلامية المستقلة منذ 2011م، بالإضافة لنشاطه في الجوانب السياسية والإنسانية.

 

لكنه قبل عام من الآن لم يكن يعلم أن مصيره سيكون السجن، حين قرر قبل الخروج في جولة عفوية لشوارع العاصمة صنعاء.

 

غادر حوذان منزله في منطقة الحصبة في جولة صباحية متوجها صوب ميدان التحرير وسط "صنعاء"، ومن جوار أحد الأكشاك اختطفته جماعة الحوثي، إذ صادف أن كان ذلك اليوم مقررا لانطلاق ثورة الجياع، وكان الحوثيون قد ضاعفوا من تشديداتهم الأمنية في صنعاء.

 

اعتقال مفاجئ

 

ويروي حوذان لحظات اعتقاله في حوار مع "الخبر بوست" بالقول، "جاءني اتصالا عفويا على هاتفي، وما إن بادرت إلى الإجابة على المكالمة حتى هجم عليّ أربعة أفراد مسلحين، وأخذوا تلفوني، ثم باشروا في تفتيشي، وهم يصرخون في وجهه وبارتباك كبير" أين التلفونات فتشوه قيدوه هذا خاين هذا عميل لأمريكا وإسرائيل".

 

 

يقول حوذان إن العناصر الحوثية ألقته بعد تكبيل يديه، وأخذ مقتنياته الشخصية؛ في طقم عسكري إلى جانب عشرة شباب آخرين، كانوا قد اعتقلوا بذات الطريقة، وأخذوهم جميعا إلى قسم شرطة العلفي في منطقة التحرير "وسط صنعاء"، وتم الزج بهم في الزنازين لتبدأ رحلة الاعتقال التي دامت عاماً كاملاً.

 

تعذيب

 

يضيف حوذان أنه تعرض للتحقيقات مدة يومين في "قسم العلفي"، قبل أن ينقل إلى سجن البحث الجنائي الذي يديره أحد القيادات الحوثية، يدعى أبو فاطمة، وفي هذا المعتقل أخذ التحقيق منحى مختلف، حيث عمد المحققون إلى تغطية عينيه وتكبيله، ثم تعليقه على الحائط، وباشروا مهمة التحقيق بطرح أسئلة حول محادثاته في "الواتساب" و "الماسنجر" وهويات الأشخاص الذين يتواصل بهم.

 

ويشير إلى أنه كان يتعرض للضرب بشكل عنيف، ويتلقى صفعات على وجهه من قبل المحققين؛ حينما كان ينكر التهم التي كانوا يلصقونها به، وبعد مرور ساعتين من التحقيق في معتقل البحث الجنائي بحسب تقديره يقول حوذان أنه تعرض لقرابة خمسين صفعة من قبل المحققين ليذهب في إغمائة لم يصحوا منها إلا في زنزانته.

 

وأضاف: "بعد عصر ذات يوم صعدوا بي من الزنزانة ومروا بي في سلالم ملتوية صعودا ونزولا وكأني في متاهة كي يشتتون ذهني وكي لا أعرف مكان التحقيق".

 

يبتسم أحمد ويقول انه عرف بعد أن سمحو له بالزيارات أنهم كانو يتلاعبون بمشاعره، وأن المكان في الدور الثاني من المبنى ذاته.

 

 قال حوذان ان المحققين نفذو أول تحقيق معه في هذا السجن بعد تغطية عينية وتكبيل يديه وربطه في الجدار وبدأو بالأسئلة التي كانت تستند إلى معلومات ومحادثات من حسابه على واتساب.

 

ويتذكر أنه عندما كان ينكر بعض التهم يتم لطمه وصفعه في الوجه وخلف الرأس بشكل عنيف، موضحا أنه تلقى أكثر من خمسين أغمي بسببها على الفور ولم يصحو إلا في زنزانته.

 

تحقيقات دورية

 

الصحفي حوذان أكد أن جلسات التحقيق استمرت كل يوم، حيث كان يتم استدعائه ليلا، ليتم مباشرة التحقيق معه بينما هو مكبل ومعلّق من يديه إلى الحائط، وتطرح عليه الكثير من الأسئلة، كما وجهت إليه العديد من التهم التي لا علاقه له بها.

 

يقول حوذان أن المحققين عثروا على محادثة له مع صحفي سعودي، كان قد تواصل معه بشأن عمل صحفي، وتعرض بسبب هذه المحادثة إلى تهم بالتخابر مع التحالف ورفع إحداثيات لمواقع في صنعاء.

 

تهم جُزافية

 

ويذكر حوذان بعض التهم الجزافية التي وجهت له في إحدى جلسات التحقيق، حيث وجهّت له تهمة بتنفيذ مخطط للتحالف بإسقاط منطقة "حيران" في محافظة حجة، كما اتهموه بتجنيد شباب من مديرية "حجور" لصالح الشرعية، وحينما كان ينكر كانوا يباشرون في ضربه وصفعه وتوجيه الركلات إلى جسدة بعنف.

 

يؤكد حوذان أن جلسة التحقيق تلك؛ استمرت بشكل متواصل من العصر وحتى الثانية بعد منتصف الليل، وكان هذا في الأيام الأولى من فترة اعتقاله، حيث يشير إلى أنه تعرض للانهيار بسبب التعذيب والتحقيقات المتواصلة، ولم يتمكن من النوم مدة أربع أيام.

 

يروي حوذان عن تلك الليلة، بالقول إنه توسل أحد المحققين بمنحه بعض الماء، فيأتي الجواب من أحد المشرفين " امنحوا هذا السفيه بعض الماء كي يعطينا معلومات ويخارجنا".

 

 

ويقول إنهم وضعوا له في قارورة المياه بعض الأدوية، فذهب في غيبوبة حتى الصباح بعد أرق دام لأربع أيام متواصلة.

 

في تلك الليلة أجبر حوذان على التوقيع على عشرين ورقة لا يعرف محتواها، وفي اليوم التالي اقتادوه من زنزانته وأخذوا يوجهون له الركلات بينما يأخذونه للتحقيق، حيث عمد أحد المحققين إلى فتح سلاح الكلاشينكوف على رأس حوذان، وجعله في وضع الاستعداد لإطلاق النار، حدث هذا بينما كانوا يقومون بإجباره على قراءة محادثات "الواتساب" التي استخرجوها من هاتفه.

 

ويقول إنه أكره على قراءة عدد من الورق بعد أن صور المحققون محادثات الوتس آب من هاتفه أمام الكاميرا، مؤكدا أنها كانت عبارة عن محادثات بينه وبين زملاءه من الإعلاميين، وقبل قرائتها يقول الصحفي حوذان انه تعرض  للضرب بألواح خشبية والركل وهو مقيد، كما تعرض للتهديد من المحقق اذا لم يقرأها بأنه سيعدمه.

 

إخفاء قسري

 

تحدث أحمد وهو يشبك اصابع يديه أنه تعرف على شخصيات المحققين الذين حققوا معه، عندما كانو يعيدونه إلى الزنزانة بعد كل تحقيق.

 

يقول: "كان أحدهم من تعز، وهو ظابط قديم في البحث الجنائي، والثاني من بيت التويتي من مديرية يريم في محافظة إب، بينما مسؤول السجن إسمه أبو فاطمة, وهو الذي كان يقول لي أثناء التحقيق أنت عقائدي أنت أخطر من الزنداني".

 

يقول أحمد أن الحوثيين قامو بتصويره وعدد من المختطفين بشكل انفرادي وجماعي داخل السجن بعد أن وضعو على صدورهم شعارات مكتوب عليها (تحري أمني) وذلك قبل  إخرجهم الى ساحة السجن وبإنتظارهم  سيارات مدرعة تشبه مدرعات مكافحة الإهاب حسب قوله.

 

 

وذكرا أنهم قاموا بتقييد يده إلى يد سجين آخر، ثم نقلوهم على متن مدرعات، وبعد مرور اقل من ساعة واحدة توقفت تلك المركبات، يواصل كلامه: "قادونا وأعيننا مغطاة وأيادينا مقيدة الى غرفة صغيرة وضيقة عرفنا في الصباح أننا في منزل في منطقة التحرير".

 

وفي ذات اليوم يقول أحمد حوذان تم نقلهم إلى سجن آخر تعرفو عليه لاحقا من قبل أحد الحراس أنه سجن الأمن السياسي، ولم يحال إلى أية نيابة أو محكمة.

 

معاناة عائلته

 

ظلت أسرة حوذان قرابة خمسة أشهر تجهل مصير ابنها، في حين ظل يتعرض للتعذيب خلال هذه الفترة في معتقل البحث الجنائي، فيما منعت عنه الزيارات وأي تواصل خارج أقبية السجن.

 

ويؤكد أن الحوثيون منعوا عنه الزيارات مدة تسعة أشهر، فيما ظلت أسرته لا تعلم عنه شيء مدة خمسة أشهر، قبل أن يبادرهم هو من السجن بمكالمة مختلسة من هاتف أحد الجنود الذي سمح له بإجراء مكالمة خاطفة بمقابل مادي.

 

زارت عائلة حوذان ابنها بعد تسعة أشهر من اعتقاله، وسمح لها بالنظر إليه من على بعد عشرين مترا بحسب حوذان الذي يؤكد أنه لم يتمكن من محادثة عائلته حينها، وكلما رآه من مشهد اللقاء هو دموع والديه وزوجته من خلف السياج، ويقول إن ذلك المشهد هو أقسى تعذيب نفسي تعرض له في ذلك اليوم، حيث لم يتمكن من محادثة عائلته بسبب بعد المسافة الفاصلة، حيث لم يشاهد سوى الدموع.

 

 

اعترافات قسرية

 

بعد تداول قصة اعتقاله في المواقع الإخبارية، أعاد الحوثيون حوذان مرة أخرى إلى سجون الأمن السياسي بعد مكوثة مدة ثلاثة أشهر في معتقل منطقة شملان، لتعود التحقيقات معه من جديد، كما عادت أساليب التعذيب بشكل أعنف بحسب تصريحه.

 

كانت أساليب التعذيب والتحقيقات متعبة وشديدة، يقول أحمد أنه تمنى الموت أكثر من مرة أثناء مناداته للتحقيق، وذكر أن المحققين تفننوا في تعذيبه بشكل جماعي وفردي، وانه احيانا كان يتلقى التعذيب من خمسة جلادين.

 

وعن التعذيب عدد حوذان اﻷدوات التي أستخدمت لإجباره على الإعتراف بالعمالة للخارج، وهي تهم ملفقة، ومنها العصى الكهربائية التي تستخدمها قوات مكافحة الإرهاب، وكذلك استخدام المحققين لإياديهم في صفعه، وكذلك ألواح خشبية، قال بإنها "تكسرت على جسدي"، وكذا كابلات كهربائية لضربه، وكذلك الحبال التي استخدمت عند ربطه على شباك لمدة طويلة ومرار متعددة.

 

 

وتحدث أن الجلادين  أستهدفوا من جسمه ظهره وأفخاذه وأصابع أقدامه ويديه وخلف رأسه وخدود وجهه، فأثرت ضرباتهم على عموده الفقري حتى اليوم.

 

يقول حوذان وملامح وجهه توضح الألم الذي تجرعه أثناء التحقيق معه لقد "أعطوني مواد مخدرة أو مسكرة كمياة للشرب أفقدتني الوعي وجعلتني أهلوس بالكلام دون علمي "، وأكد بأنه أكره على تبصيم حوالي30 ورقة دون علمه ما بها وهو مغطى العينين .

 

ويشير إلى أنه سُئل عن أسماء لبعض الصحفيين الذين كان يعمل معهم، وبعد رفضه عُلّق من يديه في وضع تدلى فيه جسده من الحائط وكان المحققون ينهالون عليه بالهراوهات، ولم ينزلوه حتى كشف لهم ثلاثة أسماء لصحفيين، لكنه يؤكد أنهم كانوا قد غادروا صنعاء في وقت سابق.

 

وأوضح أن المحققين أخبروه بأن كل الصحفيين خائنين ومخبرين لدول الخارج، مشيرا إلى أنهم استخدموا صفحاته في وسائل التواصل وقاموا بإجراء محادثات باسمه مع عدد من أصدقائه.

 

في سجن الأمن السياسي

 

يتحدث أحمد عن ظروف النزانة التي تم الزج به داخل سجن ألأمن السياسي، وقال إنها كانت ضيقة للغاية، ويقطن فيها عشرة مختطفين، ومساحتها مترين في متر ونصف.

 

وأضاف أن الزنزانة كانت مظلمة ولا يوجد فيها متنفس سوى فتحة صغيرة جدا في أعلى السقف يدخل منها القليل من ألأضواء.

 

وقال حوذان إن حالة الزنزانة كانت قذرة جدا، وأن البلاط كان هو فراش نوم المختطفين، وأن القمل الحشرات الكثيرة تنهش جلود السجناء، ولايزال حتى اليوم يعاني من امراض جلدية بسببها.

 

 

ويقول أحمد حوذان أنه سجن في ألأمن السياسي في زنزانة واحدة مع أحد عناصر تنظيم القاعدة، وهو سجين سابق منذ ثمان سنوات.

 

وذكر بأن الحوثيين كانوا يتيحون الحمام للسجناء ثلاث مرات باليوم، ويقومون بتزويد المرضى من السجناء بأكياس وعٌلف فاضية لقضاء حاجتهم داخل الزنزانة الجماعية.

 

أما عن الأكل فيصفه حوذان بأنه كان وسيلة تعذيب بحد ذاتها، وقال إنهم كانوا يوزعون ثمان كدم لكل سجين لمدة يومين، مع قليل من الفاصوليا التي لم تنضج بعد، وأرز غير مستساغ.

 

في مخزن الأسلحة

 

يقول احمد حوذان انه بقي في سجن الأمن السياسي حتى 19/9 /2018م ثم تم نقله إلى منطقة شملان برفقة مجموعة من المختطفين من الحديدة ومن حجة ومن ريمة ومن عتمة وصنعاء.

 

وأوضح أن سجن شملان كان في بدروم لعمارة كبيرة، ويتكون من تسع زنازين جماعية وحمام واحد.

 

وشرح حوذان بإقضاب  تقسيم البدروم إلى غرف صغيرة، وفي كل غرفة يجلس20 الى 25 سجينا، ويضم السجن في مجلمه حوالي 300 الى 250 مختطف مدني.

 

 

وقال حوذان إنه كان يسمع الحراسة في تلك العمارة قبل الفجر كل يوم يتدربون، ويرددون الزوامل وفي الصباح، ويتدربون على إطلاق النار بالأسلحة داخل العمارة، ويضيف  لقد "كنا نسمع أصوات إطلاق النار وبشكل مكثف جدا، كانت العمارة فيها قاعات في الأدوار العلوية لتدريب الجنود على ألأسلحة ومداهمات المنازل ".

 

رعب طيران التحالف

 

ويقول حوذان إنهم بعد مرور حوالي شهر ونصف كانوا يسمعون طيران التحالف يحلق فوقهم مباشرة بكثافة وبشكل مستمر.

 

قال حوذان ان السجناء جميعهم كانو يصرخون بأصوات عالية اثناء تحليق الطيران مطالبين بنقلهم من هذا السجن، وأكد أنه عرف لاحقا أن العمارة التي كان الأمن السياسي يستخدمها سابقا كمركز تدريب تحتوي على مخازن أسلحة، وكان الخوف يسود حالة المختطفين جميعا، مخافة تعرضها لقصف الطيران التابع للتحالف العربي.

 

وأستطرد حوذان قائلا إن الطيران كان قد قصف ثلاث عمارات بالجوار قبل أن يصل إلى هذه العمارة، وأكد أن العمارة فيها سجناء نقلوا من عمارة مجاورة، وسردوا لهم حالة الرعب التي انتابتهم عندما قصفها التحالف العربي.

 

ويقول أحمد إن السجناء توقعوا قصف الطيران للعمارة وهم بداخلها، حيث أن التدريب داخل العمارة مستمر يوميا على الأسلحة الرشاشة والمتوسطة ومسدسات، وكانوا يسمعون أصواتها فوقهم كل يوم.

 

وأضاف انه بقي في هذه العمارة مدة ثلاثة أشهر وأن الحوثيين كانو يخرجون فقط المرضى من المختطفين الذين أصبحت حالاتهم سيئة.

 

 

بعد نشر الإختطاف

 

يقول حوذان إن الحوثيين أعادوه مجددا إلى سجن ألأمن السياسي بعد أن نشر بعض زملائه أخبارعن إختطافه في المواقع ألإخبارية، وبدأ إسمه يظهر إعلاميا أعادوه إلى سجن السياسي، وعادت التحقيقات معه من جديد، وعاد التعذيب وبشكل أعنف من قبل، ويتم مطابقة أقواله السابقة بالاحقة.

 

ويضيف ان كل ليلة يتم التحقيق معه ويسئلونه عن أناس لا يعرفهم ولم يكن له بهم صلة، وأوضح حوذان أن في أحد الليالي تعرض لضربة بلوح خشبي على عموده الفقري شلت جسمه كاملا وسقط على ألأرض وهو مربط العينين ويدية مكبلات الى خلفه، ورغم أنه أغمي عليه فقد كان استمر الضرب على أنحاء متفرقة من جسده.

 

ويكشف إن الحوثيين استعادوا سيرته الذاتية التي كان قد أرسلها لصديق له للبحث عن فرصة عمل سابقا، وبدأت التحقيقات معه من سيرته الذاتية عن كل حرف وجملة فيها.

                                                      

وتحدث أحمد أن المحققين طلبوا منه في إحدى الليالي أسماء الزملاء الصحفيين الذين كان يعمل معهم ولازالوا في صنعاء، ورغم رده بأنه لا يعرف مكانهم فلم يشفع له ذلك، وتعرض للضرب والتعذيب بالكابلات والعصي، وقال إن أخر اساليب العذاب تلك الليلة كانت ربطه على شباك ليبقى معلق في الهواء بينما يتم جلده، وظل بهذا الوضع لثلاث ساعات، ولم ينزلوه حتى اعترف لهم بثلاثة من زملائه الذين كانوا قد غادروا العاصمة صنعاء.

 

 يقول حوذان إن التهم التي وجهت له كثيرة، ومن ضمنها توزيع أموال وسلاح في صنعاء وحجة لأشخاص ضد الحوثيين من قبل التحالف والشرعية، وتهم أخرى تتهمه بأنه مخبر لصالح الغرب، وأخبره المحققون أن كل الصحفيين يعملون مخبرين للخارج، ويؤكد حوذان انهم كانو يسجلون الاصوات اثناء كل تحقيق.

 

وأكد الصحفي حوذان أن المحققين استخدموا صفحاته في وسائل التواصل الإجتماعي وتواصلو مع عدد من زملائه وأصدقائه بإسمه.

 

أطفال معتقلون

 

وكشف حوذان عن وجود أطفال معتقلين لدى جماعة الحوثي في سجون الأمن السياسي، أحدهم كان من محافظة ذمار في عمر 16 سنة، اعتقل بتهمة العمالة بسبب سفره إلى ماليزيا.

 

ويؤكد حوذان أن هذا الطفل حاول الانتحار أكثر من مرة داخل السجن، وحين أنقذ ذات مرة من محاولة لشنق نفسه، أخذ إلى التحقيق مدة ساعة كاملة وعاد وهو يبكي، ولم يفصح عن شيء مما تعرض له.

 

وكشف حوذان أساليب أخرى لتتبع المواطنين واختطافهم، ويقول إن ما شاهده في السجون التي تنقل فيها كان أكثر المختطفين من المدنيين بسبب الرسائل النصية بينهم، كونها مراقبة بيد الحوثيين وخاضعة لها كل تفاصيل المواطنين.

 

 

سجون النساء

 

وأشار حوذان إلى وجود معتقلات للنساء في صنعاء، وذكر عن أحد المعتقلين - شاب من مديرية أرحب - نقل إلى الأمن السياسي بعد مكوثه مع آخرين في معتقل بمنطقة حدة، قوله، إنه شاهد في العمارة المجاورة للمعتقل الذي كان فيه في حدة، نساء معتقلات تغص بهن العمارة، فيما يشرف عليهن قيادات عسكرية حوثية.

 

وذكر أنه سمع إحداى النساء في إحدى المرات تصرخ منادية على أحد المشرفين " يا ابو محمد معانا معتقلة مصابة بالضغط، اسعفوها قبل أن تتوفى".

 

وقال حوذان لـ "الخبر بوست" إنه التقى سجينا في الأمن السياسي، يدعى ناجي الشريجي، عاد إلى صنعاء بناء على قرار العفو العام الذي أعلنت عنه جماعة الحوثي، فسمحت له الجماعة في المكوث بصنعاء لبعض الوقت ثم اعتقلته بحسب رواية الشريجي صاحب القصة، الذي قال إنهم لم يطمأنوا لعودته رغم إعفائهم عنه، فعمدوا إلى اعتقاله.

 

وأوضح حوذان أنه وقّع على تهدات بعدم العودة إلى العمالة للخارج، وهي تهم جزافية أجبر على التوقيع على عدم العودة إليها، مشيرا إلى أنه انساق إلى التوقيع على تهم لم يرتكبها بعد إجباره على ذلك.

 

وخرج حوذان من السجن إلى جانب تسعة آخرين بعد صفقة لتبادل الأسرى بين الحكومة وجماعة الحوثي تمت قبل أيام، فيما غادر من فوره إلى محافظة مأرب، فيما يصف أمر خروجه بالولادة الجديدة.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)