قبل أيام وفي حديثه لمندب برس ، قال الخبير العسكري والعميد في الجيش محسن خصروف ، ان  موقف اللواء محمود الصبيحي من إهانة الدولة ودار الرئاسة يفتح ألف سؤال، اليوم وبعد مغادرته صنعاء انفرج الغموض قليلاً لكنه لم ينته بشأن رجل صادق الألغاز مؤخراً وظهر متأرجحاً بين الشيء وضده .

بداية في الظل

ينتمي اللواء محمود الصبيحي الى منطقة الصبيحة بمحافظة لحج الجنوبية ، ترقى في دوائر الجيش الجنوبي قبل الوحدة ، حاز على البكالوريوس في العلوم عسكرية من  الكلية العسكرية في عدن 1976م ، وفي 1982 نال الماجستير في العلوم العسكرية من الإتحاد السوفيتي ، قبل أن يتولى مدير الديوان بوزارة الدفاع عدن 1976-1978م ، ثم قائدا للواء 25 ميكا 1986-1988م

في العام 2011م ، استعان به الرئيس علي صالح لقيادة محور العند واللواء 201ميكا  أحد أهم ابرز القوات العسكرية الجنوبية ، بعد استقالة قائدها عبدالإله القاضي وتأييده لإنتفاضة الشباب،  اقتصر نشاطه على السكون الموالي لصالح ، في ظل ادارة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية حينها مهدي مقولة.

في مرحلة ما بعد مغادرة الرئيس صالح للسلطة ، خاض الصبيحي برفقة اللواء سالم قطن القائد الجديد للمنطقة الجنوبية  في عام 2012 ، خاض معارك ضارية ضد قوات تنظيم القاعدة ، واستطاع دحرهم من أبين ، قبل أن يُغتال قطن ، ويظل الصبيحي هدفاً قائما للقاعدة.

الجنرال في الواجهة

في ابريل 2013 ، استلم الصبيحي قيادة المنطقة العسكرية الرابعة ، من ناصر الطاهري القائد السابق ، ، حينها بدا  الصبيحي رجل دولة وطني  حذر الحراك المسلح بعدم قطع الطرقات وتعهد بالحفاظ على الأمن ، وشدد على  ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار، وأكد" أن الجيش هو ملك للوطن ككل وليس ملكاً لقبيلة أو جماعة".

ودعا الصبيحي في اول يوم بعمله قادة الوحدات العسكرية إلى مشاركة الجنود وأن يكونوا في مقدمة الصفوف لمواجهة أي طارئ وان لا يديرو وحداتهم من البيوت، كما يفعل مئات القادة العسكريين ،  وتعهد بتقديم الغالي والنفيس في سبيل كل ما يصون للوطن وحدته وسلامة أراضيه، في ظل قيادة الرئيس هادي ، وأضاف" سنظل أوفياءً للوطن حريصين في الحفاظ على الوحدة وعلى تنفيذ برامج و أهداف وآليات المبادرة الخليجية ".

وفي ديسمبر من العام 2013م ، ظهر اللواء الصبيحي في مقطع فيديو مسرب ، بلحج ، وهو يخاطب وزير الدفاع محمد ناصر أحمد بقوله "اسكت لا تقاطعني ,,لا يشرفني أحمل هذه الرتبة والنساء مرعوبات في البيوت" أثناء حديثه عن جرائم المليشيا بلحج وغياب هيبة الدولة .

واستطرد" في لحج يتاجرون بالبشر وعلى مرأى ومسمع من كل السلطات مخيمات قرب المعسكرات، والأمن والسلطات المحلية لا يحركوا ساكن،  ليش نكذب على انفسنا، المديريات خارج عن سيطرتنا وعن هيبة الدولة ، الدولة ضايعة ولا وجود لها ".

اشتهر اسم الصبيحي ، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية ، بين مواطني المحافظات التي تقع في نطاق منطقته العسكرية كرجل عسكري صارم وازداد تقديره بين أفراد وجنود الألوية التي تتبعه ، وعزز نقاط الجيش في خطوط الطرق التي ظلت مرتعاً للخوف طوال فترة طويلة .

في 29 من مارس مطلع 2014م،  أطلق الجيش اليمني حملة عسكرية موسعة ضد التنظيم من ثلاثة محاور، حبان ‏وميفعة من جهة شبوة، وتتبع للمنطقة العسكرية الثالثة، والمحفد وأجزاء من أحور، من جهة ‏أبين، وتتبع للمنطقة العسكرية الرابعة.

في اليوم العاشر للحملة، دخل الصبيحي إلى معقل "القاعدة" الأول ‏في المحفد، ومن الجهة الأخرى بمحافظة شبوة دخل عدد من قيادات الدولة على رأس الحملة العسكرية إلى معقل "القاعدة" الثاني في عزان، ‏وبذلك، حققت الحملة العسكرية أبرز أهدافها في فترة وجيزة فاجأت المتابعين.‏

تعرض الصبيحي لمحاولات اغتيال عدة ، ابرزها المحاولة الأكثر خطراً عليه ، والتي استهدفته في إبريل من العام المنصرم ، في مدينة عدن ، وفي نوفمبر من العام الماضي ، وبعد تعيينه وزيرا للدفاع ، نجا من هجوم استهدف موكبه في مدينة مأرب شمال شرقي العاصمة اليمينة صنعاء، المهاجمون استهدفوه بصاروخ "لو" موكب الوزير، قبل أن يعمدوا إلى إطلاق الرصاص.

مهندس اللجان الشعبية بعدن

في نوفمبر 2014م ذكرت الشرق الأوسط اللندنية ان الصبيحي، قائد المنطقة الرابعة في الجيش ، قام بتسليح 500 شخص من اللجان الشعبية من مديرية لودر ومديريات أخرى جنوبية لتعزيز الحماية لمدينة عدن، ضد محاولات الحوثيين اجتاحها قبل عدة أيام وضد وجود عناصر تنظيم القاعدة.

وحسب مصادر في المدينة فإن عناصر من اللجان الشعبية الموالية للجيش انتشروا خوفا من تمدد الحوثيين ومن تنفيذ تنظيم القاعدة هجمات.، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد اللجان عبد اللطيف السيد عقب لقائه بالصبيحي  "نحن موجودون في عدن لحماية المنشآت الحيوية بالتنسيق مع الجيش وسنواجه أي تهديد لأمن واستقرار عدن، سواء أكان مصدره الحوثيين أو القاعدة".

وتسيطر اللجان الشعبية التي تدين بالولاء لهادي وللصبيحي على مدينة عدن ، فيما يسيطر الجيش الذي يقدر وزير دفاعه على محافظات الجنوب وتعز ، وغيرها ، الأمر الذي يعتبره مراقبون  تعميق لأزمة الحوثيين التي يعانونها منذ مغادرة هادي صنعاء ومؤشر لإعادة لملمة سلطته من عدن .

تهديد الحوثيين بالقوة

في اكتوبر المنصرم ، زار الصبيحي تعز ، وأدلى بتصريحات قوية حذر فيها الحوثيين من خرق الإتفاقات مع السلطة المحلية وقال انه سيواجهها بالقوة ، وأوضح انه لن يسمح ولن يترك  المدينة ذات الكثافة السكانية خاضعة لأي مليشيات أو أي لجان.

وأردف "يجب الالتزام باتفاق السلم الذي تم في محافظ تعز ووقَّعت عليه السلطة المحلية والجيش والأمن والحوثيين على تجنيب تعز أي أعمال فوضى وعنف” وطالب الصبيحي بأن تبقى تعز في إطار الاتفاقية, محذراً من خرقها".

وأوضح أن أي انقلاب على اتفاقية السلم خط أحمر وسيتم مواجهته بالقوة، وشدَّد الوزير على القيادات العسكرية والأمنية بالتحلي باليقظة وإحباط أي محاولة لإثارة الفوضى أو إدخال تعز في إطار أعمال عنف وحرب، والتصدي لأي مليشيات تحاول الدخول إلى المحافظة، مؤكدا أن تعز خط أحمر، وسيتم اتخاذ إجراءات صارمة بحق أي التفاف على الاتفاقية.

بداية خذلان دولة

في يناير المنصرم تم مهاجمة دار الرئاسة ومقر الرئيس هادي ، كان الصمت يلف مواقف قادة عسكريين من بينهم الصبيحي ، وقائد قوات الإحتياط علي الجائفي ، اتهموا حينها بالخيانة، رغم لجوء الحوثيين الى محاصرة منزل الصبيحي ووضعه تحت الإقامة الجبرية .

يرى محسن خصروف في حديث سابق لمندب ، أن الصبيحي حينها كان مطالب بموقف من اقتحام الرئاسة ، وانه لا مبرر لصمته، يصف موقفه والجائفي بالموقف السلبي ، يضيف" تفرجوا على دار الرئاسة وهي تقتحم من مليشيات يضع ألف علامة استفهام على هذا الموقف".

وعن وقوع الصبيحي تحت ضغط الحوثيين ، قال خصروف " هذا لا يصدق ففي موقف وطني مثل هذا تستوي عنده الحياة أو الموت ويعود وزير دفاع بعد أن أهينت الدولة ورئاسة الدولة هذا موقف لا يحسب له بل هو عليه".

قبل أيام وفي حديثه لمندب برس ، قال الخبير العسكري والعميد في الجيش محسن خصروف ، ان الف استهام توضع على موقف اللواء محمود الصبيحي من إهانة الدولة ودار الرئاسة ، بعد مغادرته صنعاء انفرج الغموض قليلاً لكنه لم ينتهي بشأن الرجُل اللغز .

في الصف الأول للإنقلاب

في فبراير المنصرم ، أعلن الحوثيون الإعلان الدستوري ، والذي يخولهم اختيار رئيساً للبلاد ، وحكومة جديدة ، كان الصبيحي في الصف الأول ببزته القبلية يضع يداً على الأخرى .

نقلت مصادر حينها " إن حضور الصبيحي الى إجتماع الحوثيين الذي عقد في القصر الجمهوري جاء بالاكراه "، مشيرة إن القائد الميداني لجماعة الحوثي ابو علي الحوثي زار الصبيحي الى مقر اقامته الجبرية و اصطحبه لحضور ذلك الإجتماع .

لكن وزيرة الإعلام نادية السقاف ، أكدت في تصريحات صحفية أن الصبيحي ، حضر الفعالية برغبته ، وانه لم يكن مكرها من الحوثيين ، الأمر الذي زاد الغموض من تحول الرجل ، خاصة مع رفض رئيس جهاز الأمن القومي علي الأحمدي لعرض مماثل من الحوثيين واستقالته من منصبه.

بعدها أصدرت اللجنة الثورية الحوثية قرارا بتشكيل اللجنة الأمنية العليا مكونة من 18 عضوا أغلبهم من القادة الميدانيين للجماعة، كان الصبيحي على رأسها ، وأعادت تعيينه وزيرا للدفاع، وتكونت اللجنة ايضا من اللواء جلال الرويشان، الذي عينته أيضا قائما بأعمال وزير الداخلية، وكذا اللواء حمود خالد الصوفي، رئيس جهاز الأمن السياسي المقرب سابقا من صالح والذي أصبح حاليا من المقربين جدا للحوثيين.

في اول اجتماع للجنة بحضور ابو علي الحاكم الرجل الثاني في تنظيم الحوثيين وبرئاسة الصبيحي ، بدا الصبيحي مرتديا بزته العسكرية قال "أن القوات المسلحة تقف إلى جانب الشعب وستظل على الدوام قوة بيد الشعب تؤدي واجباتها بمهنية وحيادية تامة وبولاء مطلق لله ثم الوطن والشعب".

وأكد بأن القوات المسلحة الباسلة تعي تمامًا دورها الوطني انطلاقًا من الصلاحيات المخولة دستوريًا ولن تحيد عن تلك المبادئ والقيم الوطنية التي سجلها أبطال القوات المسلحة والأمن منذ قيام الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين.

وقال انهم سينسقون مع الحوثيين لتطبيع الأمن وأردف"الأيام القادمة ستشهد انتشار أمني واسع في امانة العاصمة وبعض المحافظات بالتنسيق بين وحدات القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية عبر تشكيل غرفة عمليات مشتركة في وزارة الدفاع للإشراف والمتابعة لأية مهام أمنية وعسكرية".

مفاجأة المُغادرة

اليوم الأحد ، كان الخبر غير المتوقع حديث وسائل الإعلام ، حيث تمكن اللواء محمود الصبيحي من مغادرة صنعاء والإفلات من قبضة الحوثيين والتوجه نحو مدينة عدن جنوبي البلاد، مؤكداً انه استخدم التمويه والحيلة ضد الحوثيين .

بي بي سي ذكرت أن اللواء الصبيحي غادر صنعاء عصر السبت بعد تناوله وجبة الغداء في منزل وزير الداخلية المكلف من الحوثيين جلال الرويشان وتوجه متخفيا إلى عدن لكن مرافقين له كانوا في موكب آخر للتمويه تعرضوا لكمين نصبه لهم الحوثيون في منطقة الخوخة بمحافظة الحديدة غربي البلاد واعتقلوا ثلاثة منهم بحسب المصادر.

المسلحون الحوثيون ، لم يجدوا من طريقة للرد على مغادرة الصبيحي صنعاء سوىم حاصرة منزله ، الذي حوصر قبل ان يقبل أن يكون ضمن مخططهم الجديد، وقالت مصادر لمندب برس ان المسلحين اقتحموه بالقوة واشتبكوا مع حراس المنزل واعتقلوا اثنين منهم قبل أن يباشروا بنهبه والاستيلاء على كل محتوياته، وهو الأمر الذي فعلوه مع الرئيس هادي ومعاروضين كُثر .

 ظهر الصبيحي ظهر الأحد في مسقط رأسه بالصبيحة محافظة لحج ، جنوب البلاد ، وهو يرتدي زيه الشعبي ، وسط ترحيب من أبناء القبيلة احدى اكبر قبائل اليمن .

تفاصيل الرحيل

في أول تصريح له ، عقب المغادرة ، كشف الصبيحي عن طريقة مغادرته ، مشيرا الى "إنه خرج من منزله ظهر يوم أمس السبت في العاصمة اليمنية صنعاء بالتنسيق مع مشائخ واعيان من محافظة مأرب".

وأوضح ، بأنه سلك طريق صنعاء- مأرب حيث وصل إلى محافظة مأرب مع عصر يوم السبت في حين تحركت على الفور عدد من الأطقم الخاصة بحراسته وتوجه أحداها صوب طريق صنعاء الحديدة وتحرك طقم أخر صوب صنعاء ذمار بهدف إيهام حركة "أنصار الله" ، الحوثية، بأنه ربما يكون معهم، حسب قوله.

وأضاف بأنه استبدل السيارة التي كان على متنها بسيارة أخرى أقلته إلى مديرية "عين" القريبة من بيحان بمحافظة شبوة حيث كان بانتظاره موكب من عشرات المسلحين من أبناء محافظات جنوبية عدة، حسب ما نقلت عنه صحيفة عدن الغد .

وأشار الصبيحي إلى إنه بعدها انطلق لاحقا ضمن الموكب بمنطقة جبلية وصحراوية تفصل بين البيضاء وشبوة حيث وصل إلى أطراف مناطق البيضاء قبل أن يمر لاحقا إلى "يافع" ويتوقف عند بعض مشايخها لساعة.

وأكد الصبيحي انه انطلق لاحقا من يافع صوب منطقة "الملاح" بردفان حيث سلك طرق فرعية وصولا إلى منطقة العند ومن ثم وصولا إلى منزله بمنطقة "رأس العارة"، مشيراً إلى أن بعض أفراد حراسته احتجزوا من قبل الحوثيين بالقرب من "نقيل يسلح"، فيما تم احتجاز طقم آخر بمنطقة الخوخة بمحافظة الحديدة بعد اشتباك مسلح أسفر عن إصابة احد الحراس ويدعى جابر حنش.

سيناريوهات ما بعد الوصول

وبالرغم من تخوف البعض من أن مغادرة الصبيحي صنعاء بالتنسيق مع الحوثيين ، من أجل مساندتهم في حملة عسكرية محتملة على عدن ، خاصة انه يحظى بتأييد القوات العسكرية هناك والقوات الشعبية ، الا ان البعض يقول ان مغادرة الصبيحي اضافة قوية لشرعية الرئيس وحلقة لإستعادة المؤسسة العسكرية .

الأكاديمي اليمني المقيم في الخارج ، عبدالمنعم معروف ، يصف الصبيحي بالعسكري المهني والمحترف ،لكنه في ذات الوقت يعتبره مسؤولاً غير مقنع وتلتف حوله علامات الإستفهام ، يضيف" في الفترة القصيرة التي تولى فيها وزارة الدفاع لم يكن مسؤولا مقنعا ..ولم يأتي بجديد بل سار على نهج سلفه محمد ناصر وهذا يضع اكثر من علامة استفهام"

ويرى معروف أن ترؤس الصبيحي للجنة الامنية العليا المشكلة من قبل الحوثي ، لها "خلفيات خفية" ، حسب قوله ، لكنه يؤكد ان خروجه من عدن عبر مشائخ من مأرب وبتعاون دولة خليجية  يوضح ان هناك تغير في مسار الوضع وان الحوثي بدأ يفقد اوراقه واحدة تلو الاخرى " يضيف معروف""

ويعتقد معروف في حديثه لمندب برس ان الصبيحي" ربما يكون له دور عسكري قادم مع هادي او انه وصل الى مرحلة اليأس " .

رئيس إعلامية مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية أحمد جعفان الصبيحي ، وهو من مسقط رأس وزير الدفاع ، يصف  مغادرة الصبيحي صنعاء ووصوله عدن  ، بنقطة تحول في اتجاه حسم ورقة المؤسسة العسكرية المتمثلة بشخص وزير الدفاع .

وأردف"وهي حلقة في سلسلة استعادة الشرعية والمؤسسات الدستورية والسلطة السياسية التي حاولت الميلشيات إسقاطها واستبدالها بشرعية القوة والأمر الواقع تحت حكم السلاح التي دشنتها  الحركة الحوثية الطائفية من خلال حربها وانقلابها على العملية السياسية الانتقالية المسنودة بالتوافق الداخلي والخارج".

وقال جعفان في حديثه لمندب برس ان  اللواء الصبيحي  من خلال افلاته من الإقامة الجبرية في صنعاء،  اعاد الأمل والثقة إلى الشعب اليمني الذي كان يرى فيه الأمل باستعادة الدولة المغتصبة، حيث يتظاهر مئات الآلاف يومياً في مسيرات منددة بإنقلاب الحوثيين وداعمة للرئيس هادي وشرعيته .