الكلمة لدى الصحفي تتحول إلى طلقة لحظة أن يتعرض الوطن أمنه واستقراره ووجوده وسلامته للخطر.. أو أن يتلاعب بمصيره شرذمة من القتلة والأفاكين والعملاء.. شهيد الكلمة مراسل المدينة باليمن عبد الله قابل اصطف في جبهة الحقيقة وسلام اليمن.. وحدته وأمنه وحريته بعيدا عن الاستقطاب أو الدوران في فلك ولاية الفقيه وتحوله إلى ولاية إيرانية وذوبان هويته ثم تحوله إلى مهدد أمني للجوار وشوكة في خاصرة المنطقة.
عبدالله قابل استشهد لأنه أراد أن ينقل المشهد الحقيقي لليمن.. ما يجري على أرض الواقع.. وأن يملك هذه الحقائق للناس بعيدا عن التزييف الحوثي أو الصالحي.. وكتب بدمه «أن الجراح أوسمة.. والموت من أجل بلادي شرف لا يدانيه شرف» قال قولته وسجل موقفه ومضى.. وكان صدى كلماته تردده جبال «ذمار» راسمة صورته طفلا.. صبيا.. شابا ثم شهيدا ونقرأ تفاصيل حياته واستشهاده مع والده ووالدته وزوجته.
المدينة تفتح دفتر الحضور الحياتي للشهيد مع والده..
قال لنا بصوت صابر و»حمول»:
ولد كالعقيق الأحمر اليماني بخصائصه المميزة أو البن الفضلي في نكهته.
تلقينا خبر استشهاده لحظة تهيؤنا لتناول وجبة الغداء يوم الأربعاء21 مايو.. ذمار كان يعمها هدوء غريب.. كأنها تنتظر حدثا جللا.. وعدنا بالحضور.. أخبرنا من قبل أنه في جامعة ذمار.. انتظرناه طويلا.. هاتفه لا يرد ثم «اغلق» وتابعنا مع أصحابه، الذين أخبروننا أن إحدى نقاط التفتيش التابعة لمليشيا الحوثي قد أوقفته واقتاده لمكان مجهول.. تابعنا المسألة مع الحوثيين.. وفي المساء أخبرونا بأنهم سيطلقون سراحه «غدا الخميس» وتواصلنا مع قيادي حوثي، لكنه لم يعمل أي شيء.. وذهبنا إليهم: فأخبروننا «ابنكم بأمان.. محبوس احترازيا.. سنطلق سراحه بعد 3 أيام.. وكانت الاتهامات الموجهة إليه أنه يكتب مواد صحفية عما يجرى في اليمن، ويتواصل مع «صحيفة سعودية» يقصدون «المدينة» ويراسلهم.. ويغطي عاصفة الحزم.. ومؤيد لها.. أخفوا عنا الحقائق.. واستشهد ابني.. دفع ضريبة حبه لبلده وللحقيقة ولمهنة الصحافة وحرية الكلمة، ومن أجل أن يبقى اليمن حرا موحدًا.
والد الشهيد قال لـ»المدينة»: الحوثيون تعرضوا لابني أكثر من مرة.. وضربوه.. لاحقوه.. لقد ادخلوا اليمن في ورطة بسبب تصرفاتهم، وأعتقد أن عاصفة الحزم أتت من أجل وحدة اليمن وسلامته..
مشهد تشييع الجنازة
يقول والد الشهيد: كان مشهد تشييع الجثمان مهيبا، إذ خرجت كل الأطياف المجتمعية الذمارية فيه وكانت تردد «لا إله إلا الله.. الحوثي عدو الله»، ومن مخازي الحوثي أنه بعد دفن الجثمان.. تعرضوا للمشيعين واعتقلوا بعضهم.. ويختم حديثه قائلا: دم ابني لن يروح هدرا.. ونحن الآن «جالسين في المنزل» ونتوقع كل شيء.
أم عبدالله.. الو ..
جاء صوتها وهى تجيبنا متهجدا ممتلئا بالإيمان واليقين والرضاء بقضاء الله وقدره..عبدالله كان خلوقا ولوفا وودوا بشوشا ضحوكا.. يعتمد على نفسه في كل شيء.. حفظ القرآن وهو في ثالثة إعدادي.. كان يمشي في قضاء حوائج الناس.. انضم لجمعية معاذ بن جبل لتحفيظ القرآن وكان خادما لكتاب الله.. محبًا للمساكين والأيتام، ويحب الصحافة والإعلام قال لى ذات مرة وهو صغير: في يوم سأكون صحفيًا...
وتجيبنا عن سؤالنا.. متى بدأت مضايقة الحوثيين له: بعد استيلاء مليشيا الحوثيين على السلطة في صنعاء.. بدأوا في مضايقته واشتدت بعد قيامه بالعمل كمراسل صحفي لصحيفتكم»المدينة» وتغطية جرائم الحوثيين، ونقل انكساراتهم في جبهات القتال وتأييده لعاصفة الحزم.. لقد أرسلوا له رسائل تهديد عبر الواتساب.. سافر إلى صنعاء حتى يهدأ الوضع.. ثم عاد.. لاحقوه.. وأصدروا تعميمًا أمنيًا يحوي قائمة من الأسماء، هو من بينهم يطالبونهم بتسليم أنفسهم للمليشيا بتهمة مساندة عاصفة الحزم.. ذات يوم حضر لي وقال: لا بد أن أعيش حياتي بشكل طبيعي.. لن أختبئ بعد الآن.. اليوم واحد.. والموت في شأن الوطن حياة.. لا بد أن أبرز الحقائق.
آخر يوم في حياته.. قلت له يا ابني: أرجو أن تبقى للغداء معنا
قال لى: بروح الجامعة وأجيلكم.. ولم يأت اختطفه الحوثيون واستشهد.. قلبي موجوع من الذين تسببوا في وفاته.
ولله ما أعطى ولله ما أخذ..
ونقل لنا الهاتف.. بكاء طفل صغير.. كان صوت ابنته عائشة، التي تبلغ من العمر عامًا.. تقول لنا زوجته: قبل ذهابه قبل عائشة ومضى.. لقد وقع علي نبأ استشهاده كالصاعقة.. كانوا يريدون منه تزوير الحقائق وتجميل بشاعتهم وجرائمهم، لكنه رفض وظل شامخًا جبلا ذماريا لا تهزه الريح.. تصور.. لقد رفضوا رد جوالاته وكاميراته ومتعلقاته الشخصية، التى استولوا عليها عند اختطافه.
كانوا يهددونه ويتوعدونه باستمرار، لكنه لا يأبه لهم.. الحمد لله على كل شيء.. لحظتها بكت عائشة الصغيرة، وبدأت أمها في هدهدتها...
رحم الله عبدالله قابل.. كان إنسانًا بحجم وطن وقضية
عبدالله قابل استشهد لأنه أراد أن ينقل المشهد الحقيقي لليمن.. ما يجري على أرض الواقع.. وأن يملك هذه الحقائق للناس بعيدا عن التزييف الحوثي أو الصالحي.. وكتب بدمه «أن الجراح أوسمة.. والموت من أجل بلادي شرف لا يدانيه شرف» قال قولته وسجل موقفه ومضى.. وكان صدى كلماته تردده جبال «ذمار» راسمة صورته طفلا.. صبيا.. شابا ثم شهيدا ونقرأ تفاصيل حياته واستشهاده مع والده ووالدته وزوجته.
المدينة تفتح دفتر الحضور الحياتي للشهيد مع والده..
قال لنا بصوت صابر و»حمول»:
ولد كالعقيق الأحمر اليماني بخصائصه المميزة أو البن الفضلي في نكهته.
تلقينا خبر استشهاده لحظة تهيؤنا لتناول وجبة الغداء يوم الأربعاء21 مايو.. ذمار كان يعمها هدوء غريب.. كأنها تنتظر حدثا جللا.. وعدنا بالحضور.. أخبرنا من قبل أنه في جامعة ذمار.. انتظرناه طويلا.. هاتفه لا يرد ثم «اغلق» وتابعنا مع أصحابه، الذين أخبروننا أن إحدى نقاط التفتيش التابعة لمليشيا الحوثي قد أوقفته واقتاده لمكان مجهول.. تابعنا المسألة مع الحوثيين.. وفي المساء أخبرونا بأنهم سيطلقون سراحه «غدا الخميس» وتواصلنا مع قيادي حوثي، لكنه لم يعمل أي شيء.. وذهبنا إليهم: فأخبروننا «ابنكم بأمان.. محبوس احترازيا.. سنطلق سراحه بعد 3 أيام.. وكانت الاتهامات الموجهة إليه أنه يكتب مواد صحفية عما يجرى في اليمن، ويتواصل مع «صحيفة سعودية» يقصدون «المدينة» ويراسلهم.. ويغطي عاصفة الحزم.. ومؤيد لها.. أخفوا عنا الحقائق.. واستشهد ابني.. دفع ضريبة حبه لبلده وللحقيقة ولمهنة الصحافة وحرية الكلمة، ومن أجل أن يبقى اليمن حرا موحدًا.
والد الشهيد قال لـ»المدينة»: الحوثيون تعرضوا لابني أكثر من مرة.. وضربوه.. لاحقوه.. لقد ادخلوا اليمن في ورطة بسبب تصرفاتهم، وأعتقد أن عاصفة الحزم أتت من أجل وحدة اليمن وسلامته..
مشهد تشييع الجنازة
يقول والد الشهيد: كان مشهد تشييع الجثمان مهيبا، إذ خرجت كل الأطياف المجتمعية الذمارية فيه وكانت تردد «لا إله إلا الله.. الحوثي عدو الله»، ومن مخازي الحوثي أنه بعد دفن الجثمان.. تعرضوا للمشيعين واعتقلوا بعضهم.. ويختم حديثه قائلا: دم ابني لن يروح هدرا.. ونحن الآن «جالسين في المنزل» ونتوقع كل شيء.
أم عبدالله.. الو ..
جاء صوتها وهى تجيبنا متهجدا ممتلئا بالإيمان واليقين والرضاء بقضاء الله وقدره..عبدالله كان خلوقا ولوفا وودوا بشوشا ضحوكا.. يعتمد على نفسه في كل شيء.. حفظ القرآن وهو في ثالثة إعدادي.. كان يمشي في قضاء حوائج الناس.. انضم لجمعية معاذ بن جبل لتحفيظ القرآن وكان خادما لكتاب الله.. محبًا للمساكين والأيتام، ويحب الصحافة والإعلام قال لى ذات مرة وهو صغير: في يوم سأكون صحفيًا...
وتجيبنا عن سؤالنا.. متى بدأت مضايقة الحوثيين له: بعد استيلاء مليشيا الحوثيين على السلطة في صنعاء.. بدأوا في مضايقته واشتدت بعد قيامه بالعمل كمراسل صحفي لصحيفتكم»المدينة» وتغطية جرائم الحوثيين، ونقل انكساراتهم في جبهات القتال وتأييده لعاصفة الحزم.. لقد أرسلوا له رسائل تهديد عبر الواتساب.. سافر إلى صنعاء حتى يهدأ الوضع.. ثم عاد.. لاحقوه.. وأصدروا تعميمًا أمنيًا يحوي قائمة من الأسماء، هو من بينهم يطالبونهم بتسليم أنفسهم للمليشيا بتهمة مساندة عاصفة الحزم.. ذات يوم حضر لي وقال: لا بد أن أعيش حياتي بشكل طبيعي.. لن أختبئ بعد الآن.. اليوم واحد.. والموت في شأن الوطن حياة.. لا بد أن أبرز الحقائق.
آخر يوم في حياته.. قلت له يا ابني: أرجو أن تبقى للغداء معنا
قال لى: بروح الجامعة وأجيلكم.. ولم يأت اختطفه الحوثيون واستشهد.. قلبي موجوع من الذين تسببوا في وفاته.
ولله ما أعطى ولله ما أخذ..
ونقل لنا الهاتف.. بكاء طفل صغير.. كان صوت ابنته عائشة، التي تبلغ من العمر عامًا.. تقول لنا زوجته: قبل ذهابه قبل عائشة ومضى.. لقد وقع علي نبأ استشهاده كالصاعقة.. كانوا يريدون منه تزوير الحقائق وتجميل بشاعتهم وجرائمهم، لكنه رفض وظل شامخًا جبلا ذماريا لا تهزه الريح.. تصور.. لقد رفضوا رد جوالاته وكاميراته ومتعلقاته الشخصية، التى استولوا عليها عند اختطافه.
كانوا يهددونه ويتوعدونه باستمرار، لكنه لا يأبه لهم.. الحمد لله على كل شيء.. لحظتها بكت عائشة الصغيرة، وبدأت أمها في هدهدتها...
رحم الله عبدالله قابل.. كان إنسانًا بحجم وطن وقضية