كشف موقع "ذا وور زون" العسكري الأمريكي عن صور أقمار صناعية حديثة تُظهر حجم الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الأمريكية على ميناء رأس عيسى، الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي على البحر الأحمر، في هجوم نُفّذ يوم الخميس الماضي.
وبحسب الموقع، أظهرت الصور الملتقطة في 18 أبريل/نيسان، تدميرًا واسعًا في البنية التحتية للمنشأة، بما في ذلك عدة خزانات لتخزين الوقود ومواقع لشاحنات التوزيع، إلى جانب رصيف الميناء الذي بدأ مثقلاً بالحفر والانفجارات.
ورغم هذا الدمار، لم تسجل الصور أضرارًا واضحة في السفن الراسية، باستثناء احتمال تسرب نفطي شوهد ينبعث من الشاطئ.
وأفادت القيادة المركزية الأمريكية بأن الضربة استهدفت قطع إمدادات الوقود عن الحوثيين، متهمة الجماعة المدعومة من إيران باستخدام الوقود لدعم عملياتها العسكرية، وابتزاز المواطنين من خلال التحكم بتوزيعه، إلى جانب الاستفادة الاقتصادية عبر الاتجار غير المشروع.
في المقابل، قال أحد محللي شؤون الشرق الأوسط للموقع، إن منشأة التخزين المستهدفة كانت فارغة من الوقود، مرجحًا أن ذلك يعود إلى هجوم إسرائيلي سابق في يونيو/حزيران الماضي استهدف الموقع ذاته، بعد يوم من أول ضربة مميتة شنها الحوثيون على تل أبيب.
وأكد المحلل أن الحوثيين عمدوا منذ ذلك الوقت إلى نقل احتياطيات الوقود إلى مواقع بديلة.
وأشار محمد الباشا، مدير موقع "باشا ريبورت"، إلى أن الانفجارات التي رُصدت كانت نتيجة استهداف شاحنات نقل الوقود المتصلة مباشرة بالسفن، وأن الدخان الكثيف واللهب ناتج عن اشتعالها، في حين لم تُصَب أي من السفن.
وادّعى الباشا أيضًا أن الغارة استهدفت إلى جانب المنشأة النفطية، القيادي البارز في البحرية الحوثية منصور أحمد السعدي، المعروف بـ"أبو سجاد".
وأوضح أن السعدي نجا من الهجوم رغم إصابته، وتم نقله إلى المستشفى، معتبرًا أن تكرار نجاته يعزز من صورته داخل الجماعة، حيث بات يُنظر إليه كرمز أسطوري للصمود.
ورفضت القيادة المركزية الأمريكية التعليق على هذه المزاعم، ولم يتمكن الموقع من التحقق منها بشكل مستقل.
وتأتي هذه الغارات في إطار حملة جوية متصاعدة أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 15 مارس/آذار ضد الحوثيين، بهدف وقف الهجمات على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وتشارك في الحملة حاملتا طائرات أمريكيتان وسفن حربية مزودة بصواريخ كروز، إلى جانب مقاتلات وقاذفات شبح من طراز B-2 متمركزة في جزيرة دييغو غارسيا.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين يمنيين وأمريكيين أن قوى محلية مناهضة للحوثيين تستعد لشن هجوم بري على الجماعة بالتزامن مع الغارات الأمريكية، في محاولة لاستغلال الضعف الذي ألحقته الحملة بقدرات الحوثيين.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن نجاح هذا الهجوم البري، إلى جانب استمرار القصف الجوي، قد يؤدي إلى إضعاف كبير في قدرة الحوثيين على السيطرة، ما سيمثل خسارة استراتيجية لإيران، الداعم الرئيس للجماعة، التي زودتها على مدى سنوات بالسلاح والخبرة في سياق صراع إقليمي طويل الأمد.