نشرت وكالة الصليب الأحمر نبذة تعريفية لإثنين من مظفيها في اليمن والذين قتلا الإربعاء الماضي في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء والتي تسيطر عليها جماعة الحوثي وقوات موالية لصالح.
وقالت الوكالة : محمد الحكمي وعبدالكريم غازي ، انضما للعمل لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن في نفس اليوم ، الأول من نوفمبر لعام 2013 وفارقا الحياة سويةً في الثاني من سبتمبر لعام 2015 ، أي قبل ثلاثة أيام بالضبط بعد ان قام مسلحٌ بإطلاق النار عليهم خلال عملهم في الميدان ومحاولة الوصول للمحتاجين ومساعدتهم. لا تزال عائلاتهم واصدقاؤهم وزملاؤهم تحت وقع الصدمة مما حدث ولا احد يجدُ الكلمات للتعبير عن حزنه، البعض لاذ بالصمت وآخرون بكوا وصرخوا فيما فضل آخرون النظر الى صورٍ جمعتهم مع محمد وعبدالكريم خلال العمل علها تخفف عنهم وقع الصدمة.
عبدالكريم ذو ال الثانية والأربعين عاماً كان يعمل في دائرة التعاون في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء ، وكان معروفاُ بين زملائه بالهدوء والحكمة والآراء السديدة والصائبة، لم يحدث ان رآه احدهم متجهماً او غاضباً ولهذا اكتسب ثقة الجميع ومحبتهم، كان يعشق عائلته واللعب مع اطفاله حيث وصفها انها اكثر ما يدخل الفرح الى قلبه. ترك عبدالكريم وراءه عائلة مكونة من أربعة أطفال ، اكبرهم في السادسة عشر من عمرها واصغرهم أربعة اشهر فقط.
محمد ذو ال الثامنة والثلاثين عاماً كان يعمل سائقاً ومسؤولاً عن تنسيق الحركة والأمور اللوجستية للصليب الأحمر في مطار صنعاء. تمكن من خلال عمله في المطار من التغلب على الكثير من الإشكاليات والعقبات التي واجهت المؤسسة خصوصاً في ظل الوضع الحالي في اليمن. الطاقة والنشاط اللذان تمتع بهما محمد بالإضافة الى خفة الدم والابتسامة الدائمة جعلته صديقاً للجميع. اختياره للعمل في المطار واستقبال الزوار والمندوبين والعاملين مع الصليب الأحمر كان اختياراً صائباً ، كل من نزل من الطائرة ورأى ابتسامة محمد وانطلاقته كَوَّن انطباعاً رائعاً عن اليمن واليمنيين منذ اللحظة الأولى.
محمد ترك وراءه زوجةً واماً واخواتٍ مكلومات حيث كان هو المعيل الأساسي لهن.
الرحمة لهم والصبر والسلوان لعائلاتهم واصدقائهم وكل محبيهم.