الرئيسية > محلية > الحوثي يرغم الطلاب على التبرع لميليشياته

الحوثي يرغم الطلاب على التبرع لميليشياته

الحوثي يرغم الطلاب على التبرع لميليشياته

في محاولة للتغلب على الأزمة المالية الخانقة التي تواجهها، لم تجد ميليشيات الحوثيين بدا من إلزام طلاب المدارس المختلفة في صنعاء بالتبرع بالمال، بذريعة ما يسمى "دعم المجهود الحربي". وأشارت مصادر ميدانية إلى أن ما يطلق عليها "اللجنة الثورية" التابعة للميليشيا، أصدرت تعميما صارما لمديري المدارس، لجمع التبرعات المالية من كل طلاب المدارس، والمعاهد التعليمية الحكومية والخاصة في العاصمة والمحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات، بدون استثناء.
وأضافت المصادر أن التوجيهات قضت بجمع تلك الأموال بأي وسيلة من طلاب المدارس، وطالبت مسؤولي المدارس باللجوء إلى تهديد الطلاب والطالبات الذين يرفضون التجاوب ودفع التبرعات، وأخذها منهم عنوة، وأن يستخدموا كافة الأساليب، بما فيها تهديد الطلاب بالرسوب في الاختبارات الدراسية، حتى ولو حصلوا على الدرجة الكاملة.
الاستعداد لانتفاضة داخلية
في ذات السياق يؤكد الموظف المتقاعد سليم الحسني أنه باع كل ما يملك لأجل شراء الكتب لأبنائه، بعد أن امتنع الحوثيون عن طباعتها وإرسالها للمدارس، كما جرت العادة، وأضاف "تخليت عن كامل أثاث منزلي لأجل الحفاظ على مستقبل أبنائي، وصرنا نفترش الأرض، فأسعار الكتب تضاعفت إلى مبالغ فلكية، ومما يؤسف له أن المطابع الحكومية قامت بطباعة الكتب، لكن الانقلابيين رفضوا توزيعها على الطلاب، وحولوها للبيع في السوق السوداء بأثمان غالية". وتابع "إذا كانوا غير قادرين على تسيير أمور البلاد، أو الصرف على ميليشياتهم الانقلابية، فلماذا يصرون على البقاء؟ ولماذا لا ينسحبون إلى مناطقهم ويسمحون بعودة الشرعية مرة أخرى؟". واختتم الحسني حديثه بدعوة التحالف الدولي إلى التسريع باستعادة اليمن من براثن الميليشيات، مؤكدا أن التأخير في ذلك يعني تفاقم معاناة المدنيين. وقطع بأن أهالي صنعاء سيتولون طرد الانقلابيين بمجرد اندلاع معركة التحرير الحاسمة، وأن الأجواء مهيأة تماما لانتفاضة داخلية عارمة تضع حدا للاحتلال الحوثي.

تزايد المعاناة
وأبدى عدد كبير من أولياء الأمور ضيقهم وتبرمهم من سلوكيات الحوثيين، مشيرين إلى الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها معظم الأسر في صنعاء، وتوقف الانقلابيين عن تسديد رواتب الموظفين، إضافة إلى الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الاستهلاكية والمشتقات البترولية. وقال الموظف في إدارة الأوقاف، عبده ناصر "لا أذيع سرا إذا قلت إن كثيرا من العائلات ترسل أبناءها إلى المدارس بدون مصاريف، ويبقى الطالب على الوجبة التي يتناولها في منزله حتى موعد عودته. كما أن غالبية الأسر اضطرت إلى بيع بعض أثاثها وممتلكاتها لتسيير أمورها، وهذا يعني عدم قدرتهم على دفع أي مبالغ ولو كانت زهيدة".