الرئيسية > حقوق وحريات > بين زفاف "شمعة" وميلاد "ياسين": أفراح الصحفيين المختطفين داخل سجون الحوثي..

بين زفاف "شمعة" وميلاد "ياسين": أفراح الصحفيين المختطفين داخل سجون الحوثي..

بين زفاف "شمعة" وميلاد "ياسين": أفراح الصحفيين المختطفين داخل سجون الحوثي..

"عذرا لكل من نسي لون الفرح جراء أكوام الظلام المقيت.. على الحياة أن تستمر، ولابد لليل أن ينجلي!!"..

بهذه الكلمات انطلقت زغاريد الفرح في صفحة والد العروسة "شمعة الدار" التي ستزف إلى منزل زوجها اليوم، وأهدى والدها الشيخ عبدالكريم عمران فرحة زفافها لشقيقه "عبدالخالق عمران" وصهره "توفيق المنصوري" الصحفيان المختطفان في سجون مليشيا الحوثي والمخلوع منذ 9 يونيو الماضي، و11 صحفيا آخر.

يبدو أن ذوي الصحفيين المختطفين قد دشنوا بهذا العرس موسم الفرح ومهرجان البسمة، إذ ليست الثمانية أشهر سوى أربعين ومائة يوم، وستنجلي الغمة كما قال والد "شمعة الدار". وها هو عبدالرحمن الشهاب يفاجئ الموسم بإعلان خطوبة ولده "هيثم"، معتبرا ذلك بمثابة "كسر الوجع" الذي فرضته المليشيات، و"زرع الأمل" بخروجه سالما إلى قفص الزوجية.

كان من المقرر أن يحتفل "هيثم" بخطوبته في يونيو، بعد تخرجه للتوِّ ضمن الدفعة 20 من كلية الإعلام بجامعة صنعاء، لكن الحوثيين اختطفوه في نفس الشهر وحجبوا عنه الفرحتين، حسب والده.

"سيكون الزميل عمران اليوم سعيدا بالتأكيد - حسب "Fahd فهد المنيفي" مدير برامج قناة يمن شباب- ومن عادته أن لا تفوته فرحة لزميل إلا ويسجل فيها حضوره الباذخ، إذ يمنحها البهجة والحبور، ويحولها إلى حدث هام، حتى وإن كانت في هزيعها الأخير"..

ستزف اليوم ابنة أخيه "شمعة الدار" في قلب العاصمة صنعاء، وستعزف دار عروسة "هيثم" قيثارة الفرح!! وسيرقص عمران ورفاقه على ألحان الزمهرير في أحد أسوأ شتاءات صنعاء عبر التاريخ.. لكنهم سيحتفلون على أية حال!.

"أنا أعرفهم جيدا - يقول " علي الشرعبي" رئيس مركز التدريب الإعلامي - وأعرف ما الذي سيفعلونه بهذه المناسبة، سيحتفلون بالتأكيد، ستجلجل ضحكاتهم في أرجاء المكان متجاوزة قضبان المليشيات، وسأسمعها كما لو أنني أعيش معهم تلك اللحظات"..

قبلهما كان "توفيق المنصوري" - مخرج صحيفة المصدر الإخبارية اليومية – متأهبا للاحتفال بـ "التوفل" في اللغة الإنجليزية من معهد "يالي"، بينما احتفل "حسن عناب – سيناريست وكاتب ساخر" بمولوده الخامس في 8 سبتمبر، وأسماه "ياسين" تمهيدا لـ "ياسمين" التي لما تأت بعد، حسب زوجته..

رمضان الفائت كان بدون "حسن" كما قال صديقاه " محمد الربع – مذيع ساخر"، و" خليل العامري – مخرج تلفزيوني" وفي مشوار ثلاثتهما اثنان من أشهر البرامج الرمضانية "عاكس خط - صح النوم"، وكان "عناب" بكامل حضوره في "كيني ميني" قبل ذلك.

بالتواريخ حسب ذويهم: مر "28 يوليو" موعد زفاف الصحفي "أكرم الوليدي" الذي مازال يعاني من أعراض التعذيب، يقابله بالأشهر القمرية شوال موعد خطوبة "حارث حميد" أيقونة المرح والفكاهة حسب زملائه.

أما الصحفي "عصام بلغيث" فقد بُحَّ صوته التهامي شوقا إلى لقاء "فتاة آزال" في "16 ذي الحجة" داخل القفص الذهبي، حسب صديقه "عبدالباسط الشاجع – صحفي". وقبله بثلاثة أيام فقط – أي 13 ذي الحجة – كان موعد زفاف زميله الموهوب "هشام طرموم"..

لكن المواعيد لا تصنع فرحتنا – حسب "صلاح القاعدي" الذي اختطفته المليشيات في 28 أغسطس- بل نصنعها نحن في أي وضع وعلى أية حال"، قالها معلقا على صدور ترخيص باسم عبدالخالق عمران لمركز "صنعاء لحرية الإعلام" قبل اختطافه بأيام..

وفي ذات الشهر الذي اختطف فيه الصحفي "القاعدي" كان "هشام اليوسفي" على موعد مع "دبلوم المهارات التلفزيونية"، إذ بادر بعد تخرجه من قسم الصحافة بكلية الإعلام ضمن الدفعة 20 أيضا، لتعزيز شغفه ونشاطه بإعداد التقارير التلفزيونية منذ 2011 في ساحة التغيير، حسب شقيقه "علاء الدين".

13 صحفيا أخفتهم المليشيات عن أعين العالم لكي يقطعوا ذلك الخيط الفاصل بين الحقيقة والزيف، حسب "عبدالرقيب الهدياني" نائب رئيس تحرير 14 أكتوبر- "لقد توَّجَهُم السجانون بتهمة رفض الانقلاب والعودة باليمن قرونا من التخلف، وهذه وحدها كافية لمعرفة قيمة أولئك الشباب".

أما "مروان دماج – أمين عام نقابة الصحفيين" فقد خاطبهم قائل: "عليكم أيها الزملاء أن تصمدوا أكثر، لا تقدموا للمليشيات أي تنازل، ستخرجون قريبا، وسنكون بانتظاركم أمام بوابة السجن لنفرح سويا باجتماع شملنا بكم".

نُشر بالتزامن مع Gyfm

?

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)