الرئيسية > محلية > الرئيس هادي: مصممون على العمل العسكري ضد الانقلابيين ومتمسكون بالدولة الاتحادية

الرئيس هادي: مصممون على العمل العسكري ضد الانقلابيين ومتمسكون بالدولة الاتحادية

 

اتهم الرئيس عبد ربه منصور هادي، جماعة الحوثي بأنها تحمل مشروعا دينيا يقوم على تمييز الناس إلى مقدسين وغير مقدسين، مؤكدا أنهم مرتبطين بإيران.

 

وأشار في حوار أجراه معه الإعلامي محمد جميح، لصحيفة "القدس العربي"، أن ما يجري في اليمن يرجع في الأساس إلى غياب العدالة والمساواة، ولوجود أفكار مضمونها أن هناك «مركزا مقدسا»، وأن هناك يمنيين مقدسين فيما بعض المناطق وبعض اليمنيين غير مقدسين، وهي أفكار يجب مكافحتها.

 

وقال الرئيس هادي: " مشكلتنا مع الحوثي تتمثل في أنه يرى أن معه أمراً من الله وأنه مكلف بالحكم وأن السلطة من حقه، وهنا كيف تتفاهم ـ سياسياً ـ مع رجل يرى أنه مكلف من الله، ثم المشكلة الأخرى تتمثل في امتثال الحوثيين للأوامر الإيرانية".

 

وأكد الرئيس هادي، أن «الدولة الاتحادية» هي المخرج من الحروب والانقلابات التي تعصف باليمن منذ أكثر من خمسين سنة حسب تعبيره.

 

كما شدد على أن الحل العسكري بات مطروحاً بقوة بعد رفض الحوثيين لكل الحلول السلمية، متهما الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بالقيام بالانقلاب من أجل إجهاض مشروع الدولة الاتحادية التي قال إنها تقضي على طموحاتهم في الانفراد بالسلطة والثروة.

 

وأكد أن ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي» الذي يرأسه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي والذي يطالب بعودة دولة الجنوب ما قبل عام 1990، يعتبر في حكم المنتهي، وأن مخرجات الحوار الوطني قد أنصفت القضية الجنوبية وضمنت حلها.

 

وأضاف الرئيس هادي، أن إيران تسعى للسيطرة على مضيق باب المندب عن طريق دعم الحوثيين الذين ذكر انهم ينقضون اتفاقاتهم مع الحكومة بناء على تعليمات من طهران، مجدداً اتهام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بإدخال الحوثيين صنعاء.

 

رئيس الجمهورية قال إن هناك تنسيقاً ضمن التحالف العربي لضبط الأمن في المناطق المحررة، مؤكداً أن عدم رغبة بعض الأطراف في إحراز تقدم عسكري في تعز يحسب على مكونات معينة هو ما يعيق تقدم المعارك في تعز.

 

ولفت إلى أن خطوة نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن منعت إعلان إفلاس البنك، ومن ثم انهيار الدولة في اليمن، متهماً الانقلابيين بمنع توريد إيرادات المناطق التي تحت سيطرتهم للبنك المركزي في عدن.

وقال رئيس الجمهورية، إن المجلس الانتقالي الجنوبي، في حكم المنتهي، مضيفا: "القضية الجنوبية نحن من أنصفها حين قررنا الاعتراف بها في مؤتمر الحوار الوطني، وخرجنا بحلول للمشاكل والمظالم التي تعرض لها اليمنيون في الجنوب والشمال، والذين يسعون لإفشال مخرجات الحوار الوطني في الشمال والجنوب إنما يسعون لمصالحهم الخاصة على حساب المصالح الوطنية".

 

وأضاف رئيس الجمهورية: "شرحت للأشقاء في السعودية، في 2012 أن إيران ستسعى لتخريب المبادرة الخليجية لسببين: الأول: لأنها خليجية، والثاني: لأنه تم توقيعها في الرياض، وإيران لا تريد أي نجاح دبلوماسي للرياض في إيجاد حل سلمي في اليمن، وحدثت العاهل السعودي المرحوم عبدالله بن عبدالعزيز بذلك في لقاء بيننا بعد عودتي من نيويورك لحضور لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2012. وقلت له إن إيران لا تريد للحوار الوطني أن ينجح. هي تريد الحرب لتتمكن من شيئين: الأول: جعل اليمن ممراً لزعزعة أمن واستقرار السعودية، ومن ثم السيطرة على مكة والمدينة وهو هدف استراتيجي لإيران، والهدف الثاني السيطرة على باب المندب الذي لو تمكنت من السيطرة عليه فإنها لن تكون في حاجة للسلاح النووي لأنها ستهدد بالسيطرة على باب المندب الملاحة البحرية".

 

وأكد بأن الاتباط كبير عقائدي وتنظيمي، وفي محادثات الكويت كان وفد الشرعية يتفق مع الانقلابيين على تفاهمات، ثم ينقضونها في اليوم التالي، بعد أن تأتيهم التعليمات من إيران.

 

وقال الرئيس هادي: "إنه في العام 2014 والحوثيون يسقطون عمران ذهبت في زيارة عاجلة إلى الرياض، والتقيت الملك عبدالله وطلبت المساعدة: طلبت 350 مليون دولار لقطاع الطيران الحربي، ومثلها للمدفعية والدبابات، وطلبت 435 مليون دولار لدعم صندوق الضمان الاجتماعي"، لافتا إلى أن الملك وافق على الطلبات وقال ادفعوا للأشقاء في اليمن هذه المبالغ وفوقها نصفها من عندي، لكن الأمور كانت قد تغيرت بشكل سريع وتحرك الحوثيون بعد سقوط عمران إلى صنعاء لإسقاطها.

 

واستطرد الرئيس هادي شارحا قصة سقوط صنعاء:"بعد سقوط صنعاء، كانت المملكة العربية السعودية تريد أن تبرم اتفاقاً بين علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر، لوقف تداعيات دخول الحوثيين صنعاء، ووافقت أنا على ما طلبت السعودية، وطلبت من السعوديين الجلوس مع صالح وعلي محسن، فجلسوا مع صالح ثلاث ساعات ومع محسن يمكن ساعتين لكن الاتفاق لم ينجح لأن علي عبدالله صالح كان يعد الأمور من أجل أن تتم سيطرة الحوثي ليس على صنعاء وحسب، ولكن على اليمن كلها".

 

ونفى أن تكون له أي سيطرة على الحرس الجمهوري، أو الأمن المركزي أو القوات الخاصة، ولا حتى على القبائل، وعلى المشائخ، الذين فتحوا الطريق للحوثيين للوصول إلى عمران ومن ثم دخول صنعاء بتفاهمات مع علي عبدالله صالح، لمصلحة الحوثيين.

 

ولفت إلى أن زيارته إلى عمران بعد سقوط اللواء 310، كانت لطمأنه الناس بأن الحرب ستنتهي، وأن الدولة ستعود إلى عمران، وأن الحوثيين لن يستمروا في السيطرة عليها، لأنهم موقعون على مخرجات الحوار الوطني، وكنت أحاول تشجيعهم على الالتزام بالمخرجات، مشيرا إلى أن صالح كان قد تواصل مع مشائخ القبائل، الذين عزموا أمرهم مع قادة عسكريين معروفين على فتح الطرق للحوثي، لتمكينه من دخول صنعاء بالاتفاق مع صالح، على أساس «لا تحاربونا ولا نحاربكم»، وتفضلوا خذوا العاصمة.

 

وقال الرئيس هادي، إنه وجه اللواء محمد المقدشي، قائد المنطقة العسكرية الغربية حينها، بأن يحرك قوة لمواجهة الحوثيين، وخرجت كتائب كانت تابعة لما كان يسمى الفرقة الأولى مدرع وكتائب أخرجها علي الجايفي لكن تلك الكتائب وصلت إلى منتصف الطريق وتم استهداف الجنود، وقتل عدد منهم في كمائن، وانسحبت القوة تاركة سلاحها للحوثيين، في مؤامرة واضحة، وعندما طلبت استعادة سلاح القوة التي خرجت، قال القادة إن القوة تركت سلاحها واستولى عليه الحوثي، وكأن الأمر قد دبر لكي يستولي الحوثي على سلاح الكتائب، كما استولى على سلاح اللواء 310 الذي كان يقوده حميد القشيبي في عمران.

 

وحول الخلافات بين طرفي الانقلاب، قال الرئيس هادي إنها حقيقية، لافتا إلى أن الدم سال بين الحليفين كما سال من قبل في حروب صعدة، والحوثيون وصالح لا يجمعهم إلا مصلحة البقاء في السلطة، وإلا فإن الحروب الست بين الطرفين لا تسمح بقيام تحالف بينهما، ولولا أنهم اليوم يشعرون أنهم في قارب واحد لانفجر الصراع المسلح بينهم.

 

وقال "هادي"، إن الحوثيين أصبحوا أقوى من صالح الذي أدخلهم صنعاء لينتقم من خصومه، ولكن الحوثيين لم ينسوا الحروب الست بينهم وبين صالح، ولم ينسوا دم حسين الحوثي، فعملوا على إضعاف علي عبدالله صالح، وهم اليوم أقوى منه، وأي مواجهة بين الطرفين ستنتهي لصالح الحوثيين، لأن صالح فقد ثقة مؤيديه الذين يشعرون أنه باعهم للحوثيين، وفقد ثقة الجيش بعد أن تحالف مع الحوثيين وفرط في دماء شهداء الجيش في الحروب الست السابقة مع جماعة الحوثي، حسب قوله.

 

وعن الجمود الحاصل في الجبهات، قال الرئيس هادي، إن السبب يرجع إلى عدم الاتفاق حول ترجيح أي من الخيارين السياسي والعسكري، مبينا أن أوروبا مع حل سياسي، والإدراة الأمريكية تريد ضرب المصالح الإيرانية في اليمن عن طريق دعم الحل العسكري، لأن الأمريكيين يرون أن نهاية المشروع الإيراني في اليمن يمثل بداية نهاية الطموح الامبراطوري الإيراني.

 

وأضاف: "في قمة الرياض التي حضرها الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب قال لي الرئيس الأمريكي: نحن وأنتم متقفون على مكافحة القاعدة وداعش والحوثي وإيران، وهذا الموقف أفضل بكثير من موقف إدارة باراك أوباما الذي كان يسعى للتمكين للحوثيين في اليمن ليتم له إنجاح الاتفاق النووي مع إيران، ولذا جاء وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري بخطته التي طبختها الإدارة الأمريكية السابقة مع بعض الأطراف الإقليمية، والتي تبنت مطالب علي عبدالله صالح والحوثيين المتمثلة بالتخلص من رئيس الجمهورية بتفويض صلاحياته لنائب يتوافق مع الحوثي وصالح، وقد رفضت تلك الخطة لأني رئيس منتخب، ورئيس الجمهورية لا يذهب إلا بانتخابات تأتي برئيس منتخب جديد. وما زلنا نرفض الخطة ونصر على التنفيذ الكامل لقرارت الأمم المتحدة، ولمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية".

 

وأكد بأن الملك سلمان وولي العهد والقادة العسكريون مع حل لا يبقي الحوثيين قوة عسكرية تمثل دولة داخل الدولة مثلما هو الحال مع حزب الله اللبناني، ونحن على يقين أنه ما لم يكن هناك ضغط عسكري يجبر الحوثي على قبول القرارات الدولية، فإنه لن يسلم سلاحه من تلقاء نفسه.

 

وقال رئيس الجمهورية، إن اللواء طاهر العقيلي،(رئيس الأركان المعين) من محافظة عمران، وسيكون له دور في تحريك الجبهات، وخاصة جبهات الجوف وصولاً إلى عمران وهو قادم من الميدان، ونحن سنعمل على دعمه.

 

وأكد بأن الشرعية والتحالف متفقون على أن الحل لن يكون إلا عسكرياً لاستعادة الحديدة وغيرها من المدن، لأن الحوثي وعلي عبدالله صالح لن يفوا بأي التزام يجردهم من السلاح الذي سيطروا عليه، ونحن والتحالف بقيادة السعودية ندرك أن الحل العسكري هو الكفيل بدحر الانقلابيين وإرغامهم على القبول بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية، من أجل أن يسود السلام اليمن، ولا يصير اليمن منطلقاً لإقلاق أمن الجيران والعالم.

 

وجدد التأكيد على عزم الشرعية، على إرغام الانقلابيين على النزول على مقتضيات العملية السلمية، والمهمة التي نواجهها ليست سهلة، انظر إلى العراق له سنوات في حرب واقتتال، ونحن لن نكون كذلك إن شاء الله، لكننا نتمتع بنفس طويل للوصول إلى أهدافنا.

 

وحول الوضع الأمني في الجنوب، أشار الرئيس هادي، إلى أن هناك تنسيق بين الأطراف المختلفة في المناطق المحررة، وهناك عملية لا تزال في خطواتها الأولى ستراعى فيها جميع الأطراف.

 

وقال بأن الوضع في تعز معقد، وهناك أطراف مختلفة تقاتل الحوثيين وقوات صالح في المحافظة، وبعض الأطراف لا تريد أن يكون التقدم العسكري محسوباً على مكونات عسكرية وسياسية بعينها.

 

وحول نقل البنك المركزي إلى عدن، قال رئيس الجمهورية: "خطة نقل البنك المركزي من صنعاء كانت متفقاً عليها لإبعاده عن سيطرة الحوثيين الذين استنزفوا الاحتياطي الأجنبي، والصناديق الأخرى في البنك، وقد كان الأمريكيون يريدون نقل البنك إلى عُمان وكان هناك من يريد نقله إلى الأردن أو الإمارات، ولكنني أكدت على ضرورة نقله من صنعاء إلى عدن، وليس إلى خارج البلاد، ومع نقل البنك إلى عدن جنبنا البلاد على أقل التقديرات مخاطر الإفلاس، وقد بدأنا التواصل مع البنك الدولي لدعم الخطوة، وتواصلنا مع الأشقاء في السعودية بشكل خاص، وقمنا بطبع العملة في روسيا لصرف مرتبات الموظفين، وكانت هناك صعوبات واجهتنا فيما يخص صرف المرتبات لمناطق معينة، كما أننا سعينا لإيجاد ضامن للعملة المطبوعة، وقد وافق الروس على طبع العملة، والضامن لها صندوق النقد السعودي، وفي زيارتي للأمم المتحدة المقررة خلال هذا الشهر سيتم بحث تقديم دعم من البنك الدولي على شكل مبالغ تأمين للبنك المركزي لتحريك عمله، ولمنع سعر العملة من الانهيار".

 

وأكد أنه لا يحق للحوثيين، أن يتحججوا بنقل البنك إلى عدن، إلا إذا قاموا بتسليم إيرادات المناطق التي يسيطرون عليها للبنك المركزي اليمني، أما وهم يقومون بالاستيلاء على موارد الدولة في صنعاء والمناطق الخاضعة لهم، فإنهم مسؤولون عن تسديد مرتبات الموظفين هناك، ومع ذلك فلن يطول هذا الوضع.

 

وأكد أنه خلال هذا الشهر سيذهب لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد عودته من هناك سينتقل إلى عدن.