الأرشيف

بلاد بلا رأس ..وشعب مسارب !

الأرشيف
الثلاثاء ، ٠٢ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٣٣ مساءً

يحيى الحمادي


بــلادٌ بـلا رَأسٍ.. و شَـعبٌ "مُـسَارِبُ"

و جَـيـشٌ.. و لا يَـدري لِـماذا يُـحارِبُ!

.

و قَصفٌ على ظَهرِ التي اعْوَجَّ ظَهرُها

مِن الضَّربِ, و اعوَجَّت عليها المَضارِبُ

.

و لَـيلٌ كَـمَوجِ الـحِبْرِ مِـن غَـيرِ ساحِلٍ

و لا مَــرفَـأٍ تَــرسُـو عـلـيـهِ الــقَـوارِبُ

.

و عَـيـشٌ كــأنَّ الـمَـوتَ يَـلـقاهُ قـائِلًا:

إلـــى أَيِّ تـابُـوتٍ أنــا مِـنـكَ هــارِبُ!

.

تَجَرَّعتَ مَكتُوفًا كُؤوسِي.. و سُقْتَنِي

كـأنِّـي أنــا _لا أنـتَ_ مِـنهُنَّ شـارِبُ!

*****

لَـقَد طـالَ عُـمرُ الـلَّيلِ و احْـمَرَّ رِيشُهُ

و جَــفَّـت لِأنـهـارِ الـدِّمـاءِ "الـمَـدَارِبُ"

.

و بــاتَ الـرَّدَى فِـي كُـلِّ يَـومٍ فَـريضةً

تُــؤَدَّى, لِـتَـجتَاحَ الـشُّـرُوقَ الـمَـغارِبُ

.

و بَـاتَ الـذي يَـنجُو مِـن الـقَتلِ عاطِلًا

عَـنِ الـعَيشِ.. لا حَـبلٌ و لا ثَـمَّ غارِبُ

.

و أقسَى مِن الإمعانِ في القَتلِ فِتنةٌ

يُــريـدُ الأَعـــادِي زَرْعَــهَـا و الأَقـــارِبُ

.

حُـرُوبٌ.. و مـا فـي الـبَيتِ إِلَّا جِـيَاعُهُ

تُـعَـادَى و تُـسـتَعدَى عـلـيهِم مَــآرِبُ

*****

مـتى يُـؤمِنُ الـسَّاعُونَ لِـلمَوتِ أَنَّـهُم

ضَـحَايا لِـحَـيَّاتٍ غَـذَتْـها الـمَـسارِبُ؟

.

مـتى يُـدرِكُ الـضِّيْقُ الـذي ضـاقَ أَنَّـهُ

بِــــلادٌ و أَنَّ الـحَـقَّ فِـيـها مَـشـارِبُ؟

.

مــتـى يَـمـنَـحُ الــبـارُودُ لِــلـوَردِ دَورَهُ

و تَـغفُو بـأَعشاشِ الـحَمَامِ الـعَقَارِبُ؟

.

مـتى يَـستَعِيدُ الـشَّعبُ يَومًا صَلَاحَهُ

و تُـنْجيهِ مِـن ذاتِ الـمَصِيرِ الـتَّجارِبُ؟

.

إذا أَصْــلَـحَ الإنـسـانُ بـالـجَهلِ حَـالَـهُ

فَـكُـلُّ الـذي يَـأتِي بـهِ العِـــلمُ خـارِبُ

.

لَـقَد لَاحَ _رُغـمَ الـلَّيلِ_ مـا كانَ خافِيًا

و لــكــنَّ أَبــصــارَ الــتَّـعَـادِي تُـــوَارِبُ

.

و مَــن لَــم يَـكُن يَـومًا لِـصَنعاءَ نـاصِرًا

فَـهَـيـهاتَ أنْ تَـلـقـاهُ بـالـنَّـصرِ مــارِبُ