عبدالعزيز النقيب

ماذا بعدعدن؟

عبدالعزيز النقيب
السبت ، ١٠ أغسطس ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٤٥ مساءً


الامارات بعد انتصارها على الشرعية في عدن تدعو الى مؤتمر و حوار جاد بين كافة الاطراف لمواجهة الحوثي اللافت ان نفس الدعوة صدرت متزامنة مع نفس الدعوة نشرها ياسين سعيد نعمان تضمنت تفاصيل اكثر عن الحوار و هدفه و الذي دعى ياسين لجعله مؤتمرا تحضره كافة الاطراف عدى الحوثيين طبعا...يبدو ان ياسين اصبح من جوقة الامارات المميزة كما ذكرت احد التقارير الصحفية.
و لكن ماذا تريد الامارات (دعوكم من ياسين سعيد نعمان فهو مجرد نسخة محسنة من نبيل صوفي ) المؤكد انهم يريدون ايجاد شرعية جديدة بديلة عن العنيد هادي و بعيدة عن مقررات 
مؤتمر الرياض و بمرجعيات جديدة و خطوط جديدة و اهمها قيام المؤتمر بتفويض الحكومة الجديدة بصلاحيات كاملة للتوقيع على اتفاقيات دولية (مع السعودية و الامارات) بخصوص الامتيازات و تأجير اجزاء من الارض اليمنية
و الاهم من ذلك ان المؤتمر المزمع سيقرر هيكلة كاملة للشرعية مستبدلا هادي و جماعة هادي بالضالع و يافع باستحقاق انتصارهم و سيطرتهم على عدن و ادخال احمد علي او طارق باستحقاق وجودهم في تهامة و باشراك معين من تعز و اي واحد من مارب على ان يكون احدهما من الاشتراكي و الاخر ناصري و ثالث من مشائخ صنعاء و سيكون هذا مجلس رئاسيا بديلا لهادي او مشاركا تحت رئاسته بصلاحيات كاملة للمجلس و باغلبية التصويت 
و ربما رئاسة دورية و الهدف النهائي هو تعطيل كامل للقرار اليمني في مواجهة التحالف و الحوثي و بعبارة اخرى احتلال كامل الدسم
طبعا هم يتوقعون رفض الاصلاح لهكذا ترتيبات و هو ما يرغبون فيه اساسا و لذلك سيلوحون الى اقتراح بحل كل الاحزاب السياسية لمدة عشر سنوات و اتفاق على دورتين انتخابيتين توافقية للبرلمان مع استمرار المجلس الرئاسي دون انتخابات لعشر سنوات...
يعني ثورة مضادة كاملة الدسم...
بطبيعة الاحوال هذه ستكون عملية اقصاء سياسي للاصلاح و ان لم يقولوا ذلك صراحة فالمؤتمر لديه بديل بقوات طارق و الاشتراكي لديه الانتقالي و بقية الاحزاب مجرد احزاب صغيرة، سيقول قائل الاصلاح لديه الجيش الوطني، صحيح ان الجيش الوطني كثير من منتسبيه اصلاحيين لكن يمكن ببساطة اعادة هيكلة كامل الجيش الوطني اما بتسريحهم او بخلطهم مع قوات الانتقالي و طارق و هذا الامر سيقوم به وزير الدفاع الجديد الذي سيكون حتما من نصيب الامارات بطارق او بن احمد بن بريك...
السعودية متماهية تماما في هذا المخطط و غدا سوف تسمعون تغريدات و تصريحات و الخلاف السعودي و الاماراتي ان وجد سيكون في نقطتين اولها اصرار السعودية على ابقاء هادي و اشراك مجلس رئاسي بينما الامارات و من خلفها بريطانيا سوف تصر على خلع هادي و النقطة الثانية و التي هي اشراك شخصية قبلية قريبة من الاصلاح و تحديدا من ال الاحمر حلفاؤها التاريخيين و ربما يقبل الاماراتيين بهاشم الاحمر لكنهم حتما لن يقبلوا بحميد..
مثلما سيحصل للجيشرالوطني من هيكلة و تفكيك بالقرارات السياسية سيتم ذلك في محافظة مارب بتغيير محافظ مارب بشخصية قبلية من مراد تحديدا مضادة للاصلاح و هو سيتولى تفكيك و تشريد و طرد الاصلاحيين الموجودين في مارب و مؤكد سوف يستقدمون قوات امنية و عسكرية من قوات طارق عفاش و قوات هاني بن بريك للسيطرة على مارب
ستبقى تعز و سيتركوها كما هي حتى حين لكنها ستبقى معزولة و محاصرة حتى الوصول الى حل سياسي مع الحوثي يزيدها عزلة و تهميش، لانها ايقونة الثورة و موقدتها و روح اليمن يجب ان تعاقب و تكبل كما عوقبت بعد المصالحة بين الجمهوريين و الملكيين...
و المؤكد انه بعد هيكلة الشرعية و جيشها الوطني و سيطرة تحالف الامارات على الشرعي اليمنية سيكون الطريق سالكا لحل سياسي سلس و مرن في غياب هادي و الاصلاح في الجميع اصدقاء و حلفاء الامارات و سيخضون جميعا لارادتها التي هي سلطة تحالف ثلاثية بين الضالع و سنحان و صعدة (الزبيدي، احمد علي، عبدالملك الحوثي) مع احتفاظ كل طرف بامكان سيطرته و قواته و يمن عاجز مفتت مرتهن للامارات و الامارات فقط
هذا ما يخططون له فماذا لدى اليمنيين لمواجهة كل ذلك

شريط الأخبار